ط
مقالات بقلم القراء

لذة الحياة خاطرة بقلم / أميرة إبراهيم

اللذة و المتعة هي شعور بالارتياح العميق الذي يناقض الألم والبشاعة وهذه بعض الحكم عن اللذة والمتعة ،،، في سكون الليل وهدوئه تصفو الروح، وترق المشاعر، وتحلو المناجاة، حين يقبل العبد على مولاه؛ قال بعض العلماء: “ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة، إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة”، والذائق لطعم المناجاة يجد الأنس والقرب في الصلاة.
ويبين أبو سليمان الداراني هذا الشعور بقوله: “أهل الليل بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، ولو لم يعط الله – تعالى – أهل الليل في ثواب صلاتهم إلا ما يجدون من اللذة فيها، لكان الذي أعطاهم أفضل من صلاتهم” ،، وهذه اللذة لا يشعر بها إلا من جربها؛ ففي هذا الوقت من الليل يكون الهواء أكثر نقاءً، والجو أكثر صفاءً، والنسيم العليل يملأ الدنيا بعبيره، والسكون والهدوء يغمر الكون؛ فتشعر كأنك في عالم آخر، غير عالمنا الذي نعيش فيه، وكأن الدنيا كلها تستعد وتتزين لنزول رب العزة – سبحانه وتعالى – إلى سمائنا الدنيا، في الثلث الأخير من الليل؛ فلا تضيع على نفسك هذه اللذة، ولا تلك المتعة، وسارع إلى مناجاة الله – عز وجل – ودعائه في السَّحَر؛ لتفوز بالإجابة والغفران.
كان الفُضَيْل بنُ عياض – رضي الله عنه – يقول: “إذا غربتِ الشمس، فرحتُ بالظَّلام؛ كي ينام النّاس؛ فأخْلُو بالله، عزّ وجلّ”.
وعندما سُئِل الحسنُ البصريُّ – رضي الله عنه -: “لماذا المجتهدون بالليل أجملُ النَّاس وجوهاً”؟ قال: “لأنهم خَلَوْا بالرحمن؛ فألبسهم الله من نوره”.
وقيام الليل ليس هدفاً لذاته، وما يفعل الله بسهر العبد؟ لكنه وسيلة إلى ذكر الله، والتبتل إليه، والتوكل عليه، وإيجاد الفرد المسلم الأمين، والمجتمع الراشد ،، ولقد حبب الله – عز وجل – إلى رسوله الخلاء في غار حراء، في فترة الإعداد لتلقى الرسالة؛ لضرورة هذا الأمر للدعاة إلى الله؛ فلابد لهم من فترات يخلون فيها مع أنفسهم، ويتزودون بما يعينهم على هذا الأمر؛ فالروح تحتاج إلى خلوة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض، وضجة الحياة، وهموم الناس؛ فلابد من فترة للتأمل والتدبر، والتعامل مع الكون الكبير وحقائقه.
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله – تعالى – وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية، وعلى مجاهدة النفس، في وقت هدأت فيه الأصوات، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش لذا؛ كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة، وسمات النفوس الكبيرة، وقد مدح الله عباده، وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر:9].
وقيام الليل سنة مؤكَّدة، حث النبي – صلى الله عليه وسلم – على أدائها بقوله: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة إلى ربكم، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد))
وفي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل))، وقد حافظ – صلى الله عليه وسلم – على قيام الليل، ولم يتركه سفراً ولا حضراً، وقام – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد ولد آدم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر – حتى تفطّرت قدماه؛ فقيل له في ذلك؛ فقال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً))؛ متفق عليه ،،
شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت ، والوقوف بين
يدي الله ،، العمل أبو اللذة و مصدر السعادة ،، “تجنب اللذة التي يعقبها الألم ،، المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز ،، السعادة هي اللذة بدون ندم ،، الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ،، المهزوم إذا ابتسم افقد المنتصر لذة الفوز ،، في العفو لذة لا نجدها في الانتقام ،، مهما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما يسيء اليهم الضيق، فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه ،، إن تعبت في الخير فإن التعب يزول والخير يبقى ، وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى ،، طلب العلم شاق ولكن له لذة ومتعة والعلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة ومن لم يتحمل ذل العلم ساعة يتجرع كأس الجهل أبدا ،، ليست اللذة في الراحة ولا الفراغ، ولكنها في التعب والكدح والمشقة حين تتحول أيامًا إلى راحة وفراغ ،، التضحية باللذة في سبيل تجنب الألم مكسب واضح ،، يلازم الطمع اللذة المنتظرة و اللذة الماضية ،، الألم واللذة ينامان في سرير واحد ،، مديح الكذاب لذة الغبي ،، قيظ الشمس يجعلنا نقدر لذة وجودنا في الفيء ،، اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل : (( و تلك الأيام نداولها بين الناس )) ، فتارة فقر و تارة غنى و تارة عز و تارة ذل و تارة يفرح الموالي و تارة يشمت الأعادي و العاقل من لازم أصلاً على كل حال و هو تقوى الله ، والمنكر من عزته لذة حصلت مع عدم التقوى فإنها ستزول و تخليه خاسراً ،، حببوا إلى هذا الجيل العبث و الاستمتاع باللذة ، ثم اعتذروا عن إرضاء رغباته في الإذاعة و التلفزيون و الصحافة و الكتب بأنه يريد ذلك .. أفليس مثلهم كمن أغرى إنساناً بالمخدِرات ، حتى اعتادها ، ثم جاء يشكو منه، و يعتذر عن تقديم المخدر له بأنه لا يستطيع عنه صبراً ؟!
إن تعبت في المعروف فان التعب يزول و المعروف يبقى و إن تلذذت في الاثم فان اللذة تزول و الاثم يبقى ،، ذو النفوس الدنيئة يجدون لذة في التفتيش عن اخطاء العظماء ،، كل لذة تحمل ألمها على ظهرها ،، وإذا النفوس تطوحت في لذة كانت جنايتها على الأجساد ،، اللذة طعن الألم ،، اللذة سعادة المجانين، والسعادة لذة الحكماء ،، لا خير في لذة تعقب ندما ،، تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في حقيبتها لا خير في لذة من بعدها نار ،، من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور ،، كل لذة يرافقها ألم ،، إن جميع دوافع النشاط في الإنسان تهدف إلى تحصيل اللذة وتجنب الألم ،، السعادة تشبه الألماسة، واللذة نقطة الماء ،،
لذة الحب كلذة الصيادين في المطاردة ،، أعظم لذة أعرفها هي ان أعمل عمل الخير خفية ثم اراه يظهر صدفة ،، والتقط اللذة حيث أمكنت فإنما اللذات في الدهر لقط ،، إن لذة الوجود هي في التحرر من القيود ،، مقابل لذة واحدة هناك ألف الم ،، اللذة التي تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذهب، ولا شرف النسب، ولا علو المنصب، وإنما هي أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم ،، الطيبون يستمتعون باللذة التي يمنحونها أكثر من اللذة التي ينالونها ،، إياك واللذة التي يمكن أن يفسدها الخوف ،، دقيقة الألم ساعة وساعة اللذة دقيقة ،، جذور اللذة في الألم، وجذور الألم في اللذة، أما السعادة فلا جذور لها ألبته ،، ومن لذة الدنيا وإن كنت ظالما عناقك مظلوما وأنت تعاتبه ،، إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها ،، وأما عمر فالحياة عنده مختلفة إنها لذة العلم وعلم اللذة ،، الألم لا يعرف التصنيفات كما اللذة ،، تقترن الدهشة و اللذة بالبدايات ،، ولما كنت مخدوعاً وعاجزاً ، فقد تذوقت لذة الفهم دون فهم هذه اللذة الغامضة : إنها بطء فهم الناس ،، ذوو الــنــفــوس الــدنـــيـــئـــة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء ،، محروم من لا يعرف لذة ألا نصل ،، إن اللذة تبقى قذرة إذا لم تصهر بنار العاطفة ،، أجمل ما في الدنيا لذة الضعف بين يدي الخالق و أجمل ما في الآخرة لذة النظر إلى وجهه الكريم ،، أختاروا لذتكم من الحياة فأنت من يحدد لذة حياته يا سادة ،، لا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق ،، أنها لذة الحياة يا سادة ،،،،،،،،،،،،

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى