خاص بالمسابقة
لغتي في السطور / نعاس صالح
حين أدركت أنّ الحروف تلبس بعضها
جئت بها على أسطر مدسوسة الألوان
حين أدركت أنّ العقول تمدّ ضياءها
سلّمت ذهني مسافر إلى آخـر الأكوان
في الصّفحة البيضـاء أجرجر أحـرفي
فتجرّني كي أهـوى بها في بحر المعان
من سفه الجراح لمحت عيوني فصولها
فسلّمت روحي تلمّس ريحها بكف الأبدان
زمن القصيد دسّ المشاعر في دمي
وكفّي مبسوطة في هواه إلى كفّة الميزان
يا أسفي على يد حين تهاونت وغفت
من يكتب شعـرها من حـرقة الأزمان ؟
زمني والآن أعرفك للقصيدة جارح
إذا ما استفزت فيـك النفوس وثقتها يـدان
أنا من سـرّ الحيـاة أشتهي رحلتي
مثلما جـرى فـي هـواي وله الصّبيان
ولقد جرى نسج الحروف بين أناملي
مثلما تهـوى تفصيـل الستـائر يـدان
ولي فسحة تسحبني كلما غفى زمني
ولي اليـراع يحملني إلـى نزهة البنيان
وفي رحلة اللّيل على قدر النّجوم نرى
فالعمـر فينا بعـد التّيه يفيض بالإيمان
من صمت الطّبيعة في سكن تكلّم شاعر
وبدا يبـوح بسـرّه في لحظة الإحسان
أنا من سـرّ الحروف نهضت يـداي
تلمس أسطـر لتفيض بالأنفاس كالوديان
ومن نفحـة الرّوح سقت مـواجعي
كي أجيئ بقصائد ترثي صرخة الأوطان
منّي خطف الفـؤاد بعضي خفقـه
فرفّرفت روحي تلوح بمشاعـر الوجدان
يا وله الحقيقة متى نسكب شـوقنا
فالمـاء نراه سرابا فـي بعض الأحيان
منّي الحروف تناثرت فـوق الدّفاتر
لعلّي أشكل من لهب بيتا يليـق بالألحان
أنا من حرف الضّاد أغزل أسطرا
فالضّاد بحـر فـي النّاس غالية الأثمان
لغتي في السّطور بالنّصوص تسطرت
من وحي الرؤى أفاضت بسحرالبيان
كذب الفـؤاد وصدّقت أعيني حلما
في الفراش تمطـى على سلّم الأذهان
فلقد نفيق والرِؤى مليئة بالعبـر
فنعبرها بلا قـدر لـزمن الأوهـان
لما ننسى والذّكـريات منّا تدفقت
رسل الـزّمان تزور مـواقع النّسيان
منّي من عمق الجراح أطلع ثورة
لأفيض في سمائي من داخلي كالبركان
ولمّا تأتي المعاني تسوق الحروف
تجدني أغازل الكلمات في ساحة الغزلان
أنا من قالوا عنّه لست بشاعر كما نرى
أنسوا بأنّ المشاعـر موطن الإنسان ؟
فلكل ذوقه وما يشتهيه لنفسه من حوله
فالشعرحرام أنّ يعطل في ذوي الوجدان !
نعاس صالح