ط
مقالات بقلم القراء

للإنسانية وجوه كثيرة ..بقلم / د. محمد كامل الباز

(للإنسانية وجوه كثيرة)
مباراة لكرة القدم منذ أيام فى التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية بين السويد وبلجيكا يتم إيقافها وعدم استكمالها، كان السبب إنساني بحت فمن يريد تعلم قواعد الإنسانية عليه السفر لاوروبا والغرب، حدث مقتل إثنين من المشجعين السويد فى بروكسل مما أثار غضب اللاعبين وقرروا عدم استكمال اللقاء ورفض أيضاً لاعبو المنتخب البلجيكي تضامناً مع القتيلين فى مشهد إنساني رائع، أكمل الاتحاد الأوروبي ملحمة الإنسانية حيث وافق على إيقاف المباراة دون أى عقوبات، لو هبط أحد مواطني الغابات الذين يعيشون بمعزل عن كل العالم ليسمع ذلك الخبر كان سينبهر هذا المواطن ويعتبر الغرب جنة الله فى الأرض، مكان مليء بالعدل والانسانية ولكن للاسف لو أكمل هذا المواطن رحلته شرقا واستقر به المقام فى فلسطين سيعرف بل ويتاكد ان هناك مفاهيم مختلفة للانسانية، معايير متناقضة سيجد ذلك العالم الذى أوقف مباراة فى الحقيقة لم تكن مؤثرة حيث كان موقف المجموعة منتهى قبل المباراة بصعود بلجيكا وابتعاد السويد عن التأهل، أى أن اللقاء كان تحصيل حاصل، تلك المبارة التى اُوقفت بسبب قتيلين فى حادث فردي يبدو فى مصطلح الانسانية هما أهم من آلاف القتلى والجرحي الذى تدفع بهم فلسطين يومياً ثمن صمودها وعزتها، ذلك العالم الإنساني المتخاذل الذي يعط لنا تعريفات مختلفة للإنسانية، صلاحية تلك الإنسانية ليست زمانية ولكنها مكانية وعرقية، فما يصلح مع أوكرانيا منتهي الصلاحية مع سوريا وما ينطبق مع إثنين من السويد لا ينطبق على الالاف من الفلسطينيين، ذلك العالم المرهف الإحساس يبدو أعور العين يرى جزء من الأحداث وعندما تأتي الدائرة على المسلمين والعرب يظهر العوار وتحتاج العين هنا للطبيب، إن الانسانية بمفهومها عندهم هى حرباء تتلون وتتكيف حسب الظروف والاحداث أما الانسانية الحقيقة ستجدها عند الأبرياء والشهداء الذين تجاهلهم العالم، ذلك الأبطال الذين عند أسرهم لمجموعة من اليهود تركوا العجوز ولم يروعوا الأطفال، اعطوا الصغار الطعام وستروا النساء رغم أنهم من الأعداء ذلك لأن انسانيتهم ليست مصطلح اجوف لا ينطبق على البعض ويترك الأخر ولكنها منهج ربانى ُأسس من قبل الخالق وطبقه أشرف الخلق حينما أوصي بترك الحبوب والماء لترزق الدواب فى الفلاء، حين نهى عن قتل طفل أو شيخ أو عجوز من الأعداء، حين منع قطع الأشجار والفساد فى الأرض، إنسانية أخبرنا من خلالها أن امرأة بغي ممن يبيع جسده قد دخلت الجنة فى كلب اسقته، إنسانية استكملها خلفاؤه حين جاء الفاروق بقبطي له مظلمة عند والي عنده وجعله يقتص منه أمامه، تلك هي الإنسانية بحق. كلمتي هذه لكل العالم الغربي، لا تذكروا كلمة إنسانية فى خطابتكم لأن لها وجوه كثيره عندكم، تعلموا من ديننا الكثير ستجدون به إنسانية تثلج صدوركم .
د/ محمد كامل الباز

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى