الإسم د.عاطف عبدالعزيز عتمان
الهاتف 01006809464
[email protected]
مصر
قصة قصيرة
للحقيقة وجوه ..قصة قصيرة ….بقلم د.عاطف عتمان
1مقهي أنيق على تبة مرتفعة يرى البحر بكل وضوح ؛ الشمس تعانق البحر على مرمى البصر ، وترسل أشعة وداع ليوم قاسي بأحداثه ولعل جزء آخر من تلك الأشعة يطل على مقهى هناك خلف البصر برسالة إشراقة لصباح جديد . حنين واضح بين سطح الماء والشعاع الذي يتسرب ويختفي من على سطح الماء بسرعة ..هل يكون هناك لقاء جديد ؟
أجلس على الكرسي المصنوع من أعواد الغاب وتكسوه قطعتين من الإسفنج إحداها للظهر والأخري للمقعدة ، وأمامي كوبان من الشاي بالنعناع الأخضر ، كوب لي وكوب لصديقي هادي الذي يجلس أمامي ويراقب الغروب بنظراته الخاصة .
غربت الشمس وبدأ الليل يفرد أستاره هناك داخل المقهي بالجانب المواجه للبحر توجد لوحة فنية بارزة المعالم بها شمس بارزة وأشعتها تكشف الشاطىء بما به من أطفال وقواقع ورمال ذهبية ، وبها مجسم لكتاب بارز مقابل للشمس وكأن شمس المعرفة تعانق شمس الطبيعة . نظرت لصديقي وهو يميل فكريا لليسار ودائما بيننا سجالا لأنني أميل لليمين قليلا ، وسألته ما رأيك بالكتاب ولونه الذهبي الذي يماثل أشعة الشمس ؟
رد هادي : لوحة بديعة لكن الكتاب لونه أزرق سماوي أقرب لموجات البحر سلامة رؤيتك قالها بتهكم . شعرت ببعض الغضب من تهكمه فرددت له اللكمة يا أعمي أنظر جيدا هل أصابك عمى الرؤية وصرت أعمى البصر والبصيرة ، الكتاب ذهبي اللون رد هادي بغضب : كفاك فلسفة فارغة وتطرف فأنت الأعمي وفكرك متعفن وتدمن قلب الحقائق وتكابر ويمينك الفكري تخلف وغباء. نزلت الكلمات على مسامعي كلطمات على وجهي فإحمر وجهي وإستشط غضبا ولم أشعر إلا بكوب الماء في يدي وأقذف الماء في وجه هادي ،وتتساقط قطرات الماء من على وجهه وتمطر ملابسه وكادت الأمور تصل لإشتباكات يدوية لولا تدخل رواد المقهى ، وجزب صديقي بعيدا وترضيته وإخراجه من المقهي ونظرات الحاضرين تمطرني لوما وعتابا ، وإنصرف صديقي وجلست حزينا على ما كان ، وبعد دقائق تركت مقعدي ودفعت ثمن المشروبات ، وغادرت مقعدي في خجل مما كان مغادرا المقهي ، وأنا على باب المقهي نظرت تجاه الوحة وخاصة للكتاب صاحب المشكلة فإذا بي أصاب بذهول من هول المفاجأة !! يا إلاهي .. ما هذا ؟ الكتاب وجهه أزرق سماوي !!! للكتاب وجهان ، وجه ذهبي كان مواجه لي ، ووجه أزرق سماوي كان مواجه لصديقي ولا يمكنني رؤيته من زاويتي !