ط
الشعر والأدب

لماذا رحلوا عنا .مسابقة القصة القصيرة بقلم / عمرو حسين احمد من مصر

قصة قصيرة:لماذا رحلوا عنا
بقلم :عمرو حسين أحمد
الدولة :مصر
رقم الهاتف:01140868090
بريد اليكترونى:[email protected]
الحياة هى جميلة بطبعها وليس صحيحا ما يقال عنها أنها ليست ذات بهجة ولكن من يطفئ شمسها ويذهب احلى أمانيها هو من لا يدرك معنى الحب ولايعرف معنى المشاعر.
اقتربت الساعة الرابعة عصراونحن في محطة القطار وقد حزمنا الامتعة نتأهب للعودة الي مسقط رأسنا في صعيد مصر بعد ان أمضينا أربعة ايام في القاهرة انا ووالدتي( هدي) وأخي( هيثم) ذهبنا فيها الي الجامعة للتقديم علي احدي وظائف مسابقة تعيين باحثين في الجامعة املا يراودني اذا تحقق سوف يغير مسار حياتي وان العلم هو كل احلامي وهو كرامة الانسانية وفخرهاويحييني من جديد من بعد ان احال الدهر بيني وبين اشياء في الماضي كانت ابتساماتي ولم تتحقق اصبحت سببا في الامي وهمومي واوجاعي ليالي طويلةوزرنا اهم معالم المدينة.
جاء القطار الي رصيف المحطة والدتي تصرخ( ئور) هيا نركب القطار وركبنا القطار الي سوهاج .
يبدو أن( هيثم) شعر كالعادة بالتعب واتخذ قراره بالنوم بمرور عدة دقائق كعادة اي رحلة تشعر بأن من حولك هم أصدقاء منذ زمن بالفعل بدأ التعارف والنكات والطرائف والحكايات كان يجلس في المقعد علي يميننا شخص اسمه أستاذ( قدري) وزوجته يبدو من كلامه خفة الظل وروح الدعابة تحدث إلي انا ووالدتي بعد لحظات شعرنا انه احد اقاربنا استمع الينا وعن كيف عانينا بعد وفاة والدي وتحملت امي مسئوليتنا تعاطف معنا ذلك الشخص كثيرا وقال لي أني استطيع ان اكون في مكانة مرموقة جدا خاصة بانه قال لي أنه التمس روح العلم في وعلامات النبوغ .
ودخل معنا في الحوار رجل يجلس امامنا اسمه الدكتور( فهمي) عرفنا منه انه أستاذ جامعي يدرس علم النفس والصحة النفسية تحدث معي قليلا شعرت معه بالارتياح حكي لي عن رحلته العلمية فغرح جدا بطموحي العلمي نظر الي طويلا لاحظ علي علامات القلق والحزن فسألني هل أشعر بنقص في الوزن في الايام الاخيرة ,فكانت اجابتي نعم في الاول لن يسألني عن السبب ,سألني ماهي الاغاني التي احبها عرف انها اغاني تتسم بالحزن و الشجن فالحياة مثل اوتار البيانو بعضها سوداءوبعضها بيضاء الماضي كان فيها أحلام والمستقبل اماني وما بينهما نحن تائهون في دنيا غدرها واضح للجميع.
تحدث إلي الدكتور بانه لاحظ علي احمرار العين بصراحة هل تمرين بصدمة عاطفية ام قصة حب لم تكتمل فكانت اجابتي: نعم قلت له اشعر اني يجب ان اخبرك بكل شئ لا اعلم السبب ,كانت تجربة وانتهت منذ عهد بعيد مثل اي شئ جميل ينتهي بسرعة كبيرة فسألني ما السبب وهنا التزمت الصمت برهة من الزمن لا اعلم مدتها فشريط الذكريات مر أمامي وكأنه يحدث الان يبحث عن جرح فينا فالجرح مازال ينزف ودمع العين يجرف السعادة .
قال لي ارجوك اهدأي فاعطاني منديلا ومشروبا مثلج و تأسف لي حاولت ان اتماسك هدات اعصابي قليلا دون ان اعرف بدأت ان اروي له حكايتي تعرفت علي شخص اثناء دراستي الجامعية عن طريق صديقتي ليلي كان اسمه(خالد) وكنت في الفرقة الرابعة من كلية الاداب وكان هو في الفرقة الرابعة من كلية الصيدلة هي بضعة دقائق شعرنا كأننا نعرف بعضنا البعض من سنوات شعرت بارتياح كبير داخلي كنت اريد انأاطيل معه في الكلام وكان ينظر الي باعجاب شديد مرت الايام وكنت انتظر يوم لقاؤه كأنه يوم عيد وفرحة واشواق قاتلة وعيون سارحة في لوعة عشقه كنت اشعر انني معه لوحدنا في هذا العالم تحدث معي عن كل شئ عائلته وطموحه واصدقاؤه وعاداته وهواياته, كان كل شئ بالنسبة لي مثقف لبق قال انه يريد خطبتي وان اهله مقتنعين بي خاصة بعد ان حكي لهم عن تفوقي العلمي وحلمي بان اكون استاذة جامعية خدعني بقوله اني نور حياته ونور عمره وربيع قلبه كان حلما يجب ان ينتهي لا يمكن ان يكون في الدنيا كل هذا الحب كأن الدنيا حضنتني بذراعيها وماهي الا أياما قليلة واتخرج ونعلن ارتباطنا ايام وليالي جميلة مرت ونحن معا في احدي المرات رغم صعوبة مرضه جاء ليقابلني لمدة دقائق لكي يراني ثم ذهب سريعا .
اقتربت الاختبارات النهائية و أنا ابذل كل طاقتي لاحافظ علي ترتيبي في كليتي كان يساعدني بمشاعره بقربه مني يطمئن ان كل شئ علي ما يرام مازال الحلم مستمر وكنت اتساءل هل يمكن ان يمر بدون صعوبات ,ذهبت في يوم الي الجامعة كنت أشعر باحساس غريب أني سوف اجده ليس وحده قابلت احدي الصديقات ذهبنا الي الكافتيريا تناولنا مشروبا اقترحت عليها التجول في الجامعة كنت ابحث عنه بكل وسيلة ابحث عنه بقلبي دون ان يخبرني بانه موجود وبعد التجول داخل الجامعة وتحت شجرة صغيرة وجدته ومعه احدي الفتيات حاول ان يبرر لي انها زميلته ولكني هرولت الي البيت اغلقت الهاتف رفضت الكلام والنوم والأكل وكل شئ وبعد ساعات تماسكت ,فتحت هاتفي تحدث الي فرديت عليه حاول بكل السبل ان يقنعني انه تسرع في حبه لي وأنه مصر ان نستمر اصدقاء فقط وانه سوف يتابع اخباري ,تركت الهاتف من يدي اتصلت بي صديقتي ليلي تحدثت معها قالت لي انها كانت تعلم ان( خالد) خطب بنت عمه فهي ايضا معه في كلية الصيدلة وكان زملاؤه يقولون فيما بينهم انها خطبها من اجل مالها لكي يستمر مستوي اسرته الثرية كما هو دون ان ينقص هكذا انتهت حكايتنا.
هذه الصدمة لم تكن بالنسبة لي الا دافعا قويا لكي احقق طموحي ظهرت نتيجة الاختبارات واذا اني اسمع احلي خبر في حياتي اني اصبحت الاولي علي كل كليتي ولكني كنت اشعر انها فرحة منقوصة رد علي
الدكتور فهمي قائلا:ان ما حدث معي كان شئ طبيعيا لاني مازلت صغيرة ولم استطع حسن الاختيار من البداية واني يجب ان استغل نجاحي الباهر لتحقيق الغاية من العلم وان ماحدث معي حدث مع معظم الفتيات من قبلي وان المستقبل المشرق ينتظرني بكل تاكيد اني سوف اجد شخص افضل منه يحبني ويرتبط بي في لحظة ما واني عندما اتذكر هذا الشخص سوف اشعر باني كنت مخطئة واني نجحت في تحدي الظروف الصعبة .
اخذنا الحديث طويلا دون ان ندري ان القطار اقترب من محطة الوصول في جوف الليل شعرت بان نصيحته هي المثلي ان الوقت لم يكن صحيحا للاختيار عدنا الي منزلنا وماهي الا عدة ايام وتحقق الحلم بتعييني في الجامعة ذهبت كل احزاني في زمن اصبحت المادة والمال اهم شئ فى الحياة
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى