صابرين علي صالح حسين
اليمن / عدن
0096702249559
00967737944066
خاطرة
*لِنُكن أصدقاء*
هل تعلمُ مَن أنتَ الآن؟
أي الكائنات تكون حين تَسرّب الحبُ مِن آخر ثُغور الحياةِ وَنتحَ جِلدك موسيقى بحيرةِ البجعِ …
إنك لمْ تَعُدْ على قِمةِ السلسلةِ فِي مَمالِك الكائناتِ أنا لا أقَدّمُ درسا فِي (البيلوجيا)
أنا فقط حِين تَعلّمتُ أنّ للكائناتِ سلاسل وأنّ العشقَ لهُ سُلّم يُشبه ذلك الذي تُرقص عليهِ النوتات
فقد صَعدنا أنا وأنت إلى النرفانا (توحد الذات )
لمْ تَعُدْ تلكَ الجماعاتِ تستوعبُ تحوّلك
قرأتُ لأجلِكَ كُتبَ عِلم الاجتماعِ وَصُرِعتْ حين لمْ يَجدْ لك “ابن خلدون” صنفا.
تَعلَّمتُ تشريحُ الوجود لِيُشبهكَ
حين خلعتَ ثوب الإنسانِ لِتُصبحَ كائنا آخر.
اقتفيتُ أثَرَك، حَلّلتُ الصُخور وأجَريتُ مختبرا في حزبٍ
لمْ تَشرِّحهُ
أنثروبولوجيا الجماجم على مرِّ العصورِ
لم أجَد مَن يُشبهك
كيف أصبحتَ هكذا؟!!
كيف خلعتَ هَيئتكَ؟
ومازلتُ أبحث عن بَشريّتك حين كان النهرُ يَقذفُ ضِفّتيه ثورةَ شَوقَنا
حين كُنّا-أتَذكرُ- نَضعُ كَفّينا معاً يَسيلُ الغَديرُ شُهدَنا
مَعَ كَرَويّة الأرضِ مازلتُ أبحثُ في تضاريسِ أطلسي بَينَ غابات الحنينِ مِن أسَْفل التلِ إلى بيارقِ الصحراءِ ما أزال أشتَمُّ رائحةَ نَظرَاتكَ…
وفِي إحدى الكهوفِ قادتني بوصلةُ القلبِ. رَأيتُ جَسدَك المنزوعَ كالثُعبانِ .
أين ذهبتَ بذلك الكائن ؟!!
لمْ تَعُدْ رِئتَيكَ تَتنفّسُ عطري وتبدلُ كُل إنسانٍ بِداخِلَك، وصرتَ حرشفيا، لا تَقبل الاحتضان، وسَقطتْ معَ شَعَرك الأسود كُل كَلِمات الهَيامِ
فلمْ نَعُد عَلى نفس السلسلةِ، انتَحَلتَ كائنا آخر لا تَجمَعنا هَويّةٌ، ولاَ وطنٌ
لِنكن أصدقاء وحسب …
لأنّك كائنٌ غَير مُؤهلٍ لِلعِشقِ
تَجرّدتَ مِن مَفَاهيمِ الاستهلاكِ الآدمي.
لا أعرفُ لِمَاذا؟
شَعَرتُ باختناق أنفاسِكَ، وَعَلِمتُ أنّ زفيرِ حُبّي لا تَستَضيفَهُ خَياشِيمَك، وَقُدتَكَ إلى المحيطِ، حَتى تَتذَوقُ ذلك الأُجاج
لِنكُن أصدقاء…
لأنّ لَكَ ثَلاثةَ قُلوبٍ ، الآن لِثَلاثة أُناثٍ تَحَرشَفنَ مِثلَك
لِنُكن أصدقاء،
لأنّ ذلك المُحيط لا يُغيضُ مِن تَجارِبكَ ولَهُ عُمقٌ يُشبَهُ مَكرك، وتَضيعُ حَقاً به كالوقوعِ بصفحاتِ عَينَيك؛ لأنّهُ يُشبهك فِي تُقُلبِهِ بَينَ الْمَدّ والْجَزرِ.
هُنا وعلى هذا الشطِّ أذهَب
ومِن أنّا أصدقاء.
أعلَمُ أنّك بأمانٍ هُناك، ولن تَقعَ عَلى ظاهِرةِ الاحتِباسِ الحراري.
لِنُكن أصدقاء…
لأنّ لاَ فَرع آخر يَصبُ له دَلتا النهرِ الذي فاضَ مِن عِشقنا ذات مَرّةٍ،
وحين تَخلَعُ ثَوب هذا الكائن، لا تَعُد إلي….
فَقط تَعلَّم مِنّى الإخاءَ
فِي بِيئةٍ أُخرى.