……………………….
أنا من عشاق آل البيت فقد تربيت منذ الصغر داخل حلقات الذكر عندما كان يصحبنى والدى رحمه الله معه إلى كل موالد أولياء الله الصالحين وآل البيت فقد كان من مشايخ الطرق الصوفية ..!
هذا العالم الروحانى العظيم له فى قلبى مكانة لاتعلوها مكانة وحيث أن الأيام لم تعد كما فى السابق ولم يعد هناك والدى الذى كنت أستمتع بصحبته فى كل مكان فقد اقتصر وجودى على موالد آل البيت الحسين والسيدة زينب …!
قررت اليوم الذهاب إلى حيث الراحة النفسية والسكينة ومع أولى خطواتى هناك لمحت حلقة ذكر فى أحد الشوارع الجانبية فخفق قلبى ووجدت قدماى تسبقانى إلى هناك ..! خمس دقائق سأقضيها فلم تعد صحتى تحتمل ـ هكذا قلت لنفسى ـ وفى داخل حلقة الذكر لم أستطع حساب الوقت ولا أدرى كم مر علىّ كل ماأذكره أنى كنت فى حالة نفسية وصحية رائعة حالة الوجد والخشوع يتوقف معها الزمن .. ومن الحضرة إلى أخرى كنت أحلق كالفراشة لايعرف التعب طريقه إلى جسدى ..الأنوار المتلألئة وهؤلاء القوم الذين حضروا بالآلاف من كل محافظات مصر حبا وعشقا فى السيدة الطاهرة عقيلة بنى هاشم كريمة الدارين حفيدة المصطفى صلى الله عليه وسلم وابنة الزهراء خير نساء الأرض والإمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه وشقيقة سيدا شباب أهل الجنة وأم العواجز ورئيسة الديوان السيدة الكريمة الطاهرة زينب … الجو العام أكثر من رائع والناس يملأون الشوارع وسرادقات الذكر منتشرة فى كل مكان ..وفى داخل تلك الخيمة الكبيرة وقفت ع جمع كبير لاأدرى لم هو واقف حتى فوجئت بمن يدعونى للدخول شباب فى العشرينيات من عمرهم ..وداخل الخيمة الكبيرة جدا وجدت الناس يجلسون فى حلقات وهؤلاء الشباب يقومون بخدمتهم ويضعون لهم الطعام ..هناك من جاء من اقاصى الصعيد وهناك من جاء مع أسرته الكل يجلس جنبا إلى جنب ..أتفضل بااستاذ ..هكذا نادانى احد الشباب وقبل أن أعتذر قال لى ..جاير الزاد دى نفحة من عند الست ..ووجدتنى أجلس بين الناس الطعام وكأنه صنع من عسل النحل طعم غير الطعم ومذاق أحلى من كل مذاق وبركة عمت على كل الحاضرين وسالت الشاب الذى كان يقوم ينتظيف الأرض بعد كل وجبة ..إسمى حسن طالب جامعى إنتهى امتحاناتى وأتى هنا لخدمة الناس علمنى شيخى أن خادم القوم سيدهم ..بارك الله فيك وفى شيخك صلاح الدين القوصى صاحب تلك الخيمة ويسمونها فى الموالد خدمة …
لاأدرى كم سرت من الخطوات أظنها الكثير أكثر مما كنت أعتقد أنى سأتحمل السير لم أشعر بالتعب وكانت مكافأتى سريعة عندما لمحت على البعد بائعا للكتب القديمة وتناولت بسرعة ديوانا للشعر للإمام على ابن أبى طالب فكانت خير مكافأة لخير ليلة لخير نساء أهل الأرض