ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

ليليات..مسابقة القصيدة النثرية بقلم / مريم كعبى من إيران

مريم كعبي-الاهواز(ايران)
مسابقة القصيدة النثرية
البريد الالكتروني:[email protected]
العنوان: ليليات

1- مرآة الليل النقيّة

المرآة النقيّة في قلب الليل
حيث الروح تتجنَّح والمُنى تبلغ الفُطام
تمخر العمرَ وتأتى بكل مصاصات الطفولة

***

المرآة النقيّة تزيح الحجاب عن رموش الرعاة الهائمين على الدغل
حيث المعنى يتوهج واللفظ يتوارى خلف البخار
أغرق في الوحل واغسل الترابَ من صدوعه
***

لئلا يفتِّت هذا الطين الطري نهم البلوغ
المرآة النقيّة تجمعني بكل ذواتي
ما لم يتكسَّر في منعطف الجرح

2- أطلال الليل

رضاض النور في المنعطفات
شهادة جرح قائم
وأملٌ مُجْدِبٌ يبدد أضمدة النهار

***

القميص المقلَّم بالقضبان الزرقاء الداكنة
عالقٌ بالسياج
رغم الأجنحة التي تحوم حول أكتافه
الجروح المتوارية في الأزرار تلقط حبات القمح المتساقطة من فم الليل
تتفتَّك الخيوط حين يحين موعد الطيور العامرة
***

إشارات نبوءة قادمة
شقوق في الجهة اليُسرَى وحبرٌ ينحتُ الجرحَ في كِنْف الليل
تكفي لتجنِّح القميص العالق
نافضا خطوات الحديد عن ياقته
يعرج نحو الأغنية النابتة في الأفق منذ أول مسامير جرحت الأرض
فتتحول القضبان إلى أغصان المطر
تغمس رأسها في الأرض
خجلا من ماضيها الشقيّ
***

مشبع بالثقة
الغبارُ ينسحب إلى الغَبَش يترقَّب غمار الليل
كيف يؤثّث الغرفة لمخاض جديد
يطمس الباب الشرعي
لئلا تتنصَّت شرطة المرور على خُطَى المدن المتحررة
لئلا يرمى النهاريون أعقابَ سجائرهم على السجادة الحريرية
لئلا تضحك الأموات على الترتيبات الخادعة قبل السبات المحتوم
لئلا تغصَّ الروح بحشرجة النهار
***

في السهد المتدفق من أعالي الصحوة
يلوِّن أنامله الليل
ليرسم المدامع على الجدران في مختلف ألوان الزَهْر
وحيث العَقَبَة السميكة يورِّد الصوت
جذور الدمع تفتِّت الإسمنت
تُفقد ظَهرها الألواح الخشبية والظلال
تتكوَّم على الأرضية الزائفة
المعاني العارية تعشّش على أغصان الانهيار
الأبواب والمناهل الوافدة من شقوق الصخر
تقشّر الهواء المذعور في رئة الغرفة
كي تتنفس الليلَ عميقا وتبصق النهار
الأصواتُ الخائبة في بدايات الحبال الصوتية
***

الحضور المعلق بشراشف الذاكرة
يمتطى الظلام
يركل أخر جذوة النهار
متأوّهاً:
“ارحلي يا رماد عن هذه المواقد الخامدة منذ عقود
ليؤمن النهارُ بان الحصان الجصي لا يعبر السياج
ويكف الحراس عن تَوْشيم نواصينا بالمحاريث المتبقية من رغبة النار
تدثري بالبرد المندَس في متاع الليل
لعل الغفوة تأخذ موعد الفجر وكل المقاصل المعدة
تغلغلي في نضارة الجوف
لعل الأشجار لا تنسانا
ضجيجاً اصفراً
يموت على الرصيف”
***

الوحدة التي تفتّحت ألوانها في حضن الليل
تطرد الأشباح من الصور
تخض الغياب
فتطفو الرغبة على وجه الآلام
***

الحنين الخائف في منعطف الوقت
ينتظر الليل
يرمى الشمس في الخزانة
لئلا تصفع وجهه
الأسماء

3- معجم الليل

في إبّانه كان الليل سِدْرَة خضراء تأوي إليها العصافير الوسِنَة
لـكـنّ النهار أحطبه
خيمة تدفئ النزلاء
وصاغته النافذة
بياضا يحمي الكلمة

***

رائحة الليل الأولى تعج في الفراغ
الظلام مرفأ ترسو فيه السفن الضائعة
يلقى مَراسيه لينقذ الجاذبية
***

عش في كفّ الطوفان
يزحزح التيه عن صدور الأودية
***

النوم
غصن يتدلّى من النافذة
أسراب الحزن تزحف من مغارات الوحيد
عبر الجسر عارية
يكسوها الليل أجنحة وأغنية
***

الحلم
زورق ينطلق من الشاطئ المُمًّزق نحو المحار الضائع
واللؤلؤة رحلة بين هذا العدم وذاك العدم
على أثرها الرياح تذرى الرمال وتشرذم رائحة الحليب
في تلك الدائرة السرمدية
لا ينحني الضوء
والنجمة التي يصطادها النورس في الأغوار ويعلق عليها كل الليل
خافتة وتكاد أن تسقط في فجوة النهر.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى