ط
أخبار متنوعة

مؤسسة درابور تراسل الرئيس الانغولي في اطار الديبلوماسية الموازية

10749425_10202702113105046_258731136_n

كتب / جواد هاضى

في نطاق عملية الدبلوماسية الموازية لدعم الوحدة الترابية للمغرب التي أعلنت عنها مؤسسة “درابور” الأسبوع الماضي و بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بعث الرئيس المفوض للمؤسسة الدكتور مصطفى عزيز و بتوصية من رئيس المؤسسة الموجو د في فترة نقاهة في باريس الأستاذ الحسن جاخوخ رسالة خاصة إلى الرئيس الأنغولي فخامة ادواردو دوسانتوس ننشرها لاطلاع الرأي العام المغربي على نشاطنا لدعم و مساندة السيادة المغربية على صحراءه كما دعى لها قائد البلاد و حامي وحدتها و استقرارها
و هذا نص الرسالة

باريس 19 أكتوبر 2014

الحمد لله وحده
فخامة الأخ الرئيس ادواردو دوسانتوس رئيس جمهورية أنغولا
القصر الجمهوري
لواندا … أنغولا
سيدي و أخي الرئيس
احس بارتياح كبير و أنا أكاتبك لأحي صداقة دامت أكثر من 25 سنة تعاونا فيها بصدق و ثبات لإنقاذ أنغولا المناضلة من اليأس و التمزق و الأطماع الخارجية و ها هي اليوم تقف شامخة على أعتاب مجلس الأمن الدولي لتدخله كعضو فاعل. فهنيئا لكم مسبقا و هنيئا لكل ذوي النيات الحسنة الذين عملوا في الظل و العلانية لوضع هذه البلاد العزيزة في سكة الاستقرار و التناغم و التفاهم بين كل فئات الأمة …
سيدي و أخي الرئيس
خلال مقابلتي الأخيرة قبل أسبوعين مع وزير خارجيتكم الحكيم و الصديق جورج تشيكوتي الذي أعتز بموافقه النبيلة لتشييد صرح انغولا قوية تحت قيادتكم و زعامتكم للحركة الشعبية لتحرير أنغولا (MPLA) أبلغته تحياتي الأخوية الخالصة لكم، و دعمنا التام لمسيرتكم الرائدة التي صنعت من انغولا دولة مستقرة محترمة، و قوة اقليمية لها كلمتها في الساحة الافريقية و الدولية … كما فاتحته في نطاق دبلوماسية موازية تقوم بها مؤسستنا بصفة تطوعية لشرح قضية الصحراء المغربية التي لا زالت عالقة في جدول أعمال اللجنة الرابعة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار…
سيدي و أخي الرئيس،
أنتم تعرفون أننا عشنا سويا سنوات طويلة لحل عقدة و إشكالية الورم السرطاني الذي خلقه الاستعمار الطامع في خيرات أنغولا على الحدود مع دولة الزايير و الذي استغله رئيس الاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا (L’UNITA) المرحوم جوناس سافينبي لزعزعة البلاد و العباد و لفترة طويلة لم تعرف فيها البلاد غير الخراب و الدمار…
مجموعة سافينبي الانفصالية تشبه توأما لجبهة البوليساريو التي أعلنت من جانب واحد و في ظروف الحرب الباردة جمهورية وهمية لا لون لها و لا رائحة… و صبغت عليها صفة الحركة المناضلة من أجل تقرير مصير شعبها و تحرير أرضها و هذا وصف دعائي و شعارات فارغة تدخل في قاموس الشعارات الفارغة… و الزائفة التي تكرهها أنت شخصيا كما ذكرتني بذلك مرارا …
… وأنت تدخل نادي مجلس الأمن و تتحمل مسؤولية تاريخية جسيمة أريد أن أخاطبك بلغة المنطق، و العقل و القلب لتفهم أن المغاربة …و كل المغاربة قدروا و لا زالوا يقدرون مسيرة أنغولا المناضلة …و يريدون من قائدها الرئيس دوسانتوس أن يبادلهم نفس الشعور و يفتح عقل الرئيس المثقف و الواعي لفهم الوضعية الحقيقية لهذا الملف المصطنع الذي يشبه ملف (UNITA) و الذي نفخته جهات خارجية تعرفونها جيدا لترويع الرأي العام العالمي و تحويل الجلاد إلى ضحية و الضحية إلى جلاد…
نريد منك سيدي الرئيس و الأخ الكبير أن تفهم أن قضية تقرير المصير أسطورة و مطية لتمديد أجل النزاع، واستنزاف خيرات المغرب المحدودة لإرهاقه… و أن مطالبة بعض الدول بإقحام مراقبة حقوق الانسان في منظومة مهمة مراقبة وقف النار تعد خرقا سافرا لهذه المهمة و مساسا واضحا بكرامة 35 مليون مغربي يقفون جنبا إلى جنب مع قائدهم الملك الشاب لدعم السيادة الترابية لوطنهم…
لا تنسى سيدي الرئيس و الصديق أن المغرب كان أول من طالب في بداية الستينات بإدراج قضية الصحراء في جدول أعمال اللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار و واصل الدفاع عنها في ظروف دولية صعبة حتى تحقق له بفضل مسيرته الخضراء استرداد هذه الأرض السليبة و دون إراقة قطرة دم واحدة …
الجزائر التي تريد التحكم في مصير المنطقة هي التي خلقت أطروحة تقرير مصير شعب هو جزء لا يتجرأ من النسيج المغربي …
الجزائر تلعب بالضبط دور محيط الرئيس الراحل موبوتو الذي تبنى أطروحة رئيس UNITA الإنفصالية سافيمبي و أهداه الملاذ الآمن و الغطاء الدولي لزعزعة استقرار انغولا الجريحة و تتذكرون سيدي و أخي الرئيس أنني شخصيا لعبت دورا أساسيا بدعمكم و بتفهم من الرئيس موبوتو لحل هذه الاشكالية و عزل سافيمبي المصر على خراب البلاد …
تتذكرون “سيدي و أخي الرئيس” أن مهمتي المكوكية أنذاك ساهمت في رفع الضيم ، و المحنة عن أمة مزقتها الحرب الأهلية تمزيقا …
إن سافيمبي الصحراء المغربية هو محمد ولد عبد العزيز رئيس البوليساريو، و موبوتو المنطقة هو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة …
و يشهد الله على أن هذا الوصف دقيق و دقيق جدا لأنها نفس المواصفات ، و نفس الأطماع ، و نفس العقليات المستبدة …
سيدي و أخي الرئيس
لا أشك في أنك ستمنحني فرصة للتعبير عما يخالجني في هذا الموضوع و في غيره من المواضيع التي طلبت مقابلتك من أجلها … و لي ثقة كاملة في بعد نظرك و حكمتك لإعادة دراسة ملف الصحراء المغربية بواقعية و رؤية جديدة قريبة إلى واقع التاريخ الحديث … هناك دول و أحزاب عدة تراجعت و اعتذرت لشعب المغرب عن سوء فهمها للوضع السابق…
و قد أخبرتني دائرة الرئيس الجنوب الافريقي زوما بأنه بصدد دراسة نفس الملف الملفق بروية…
و أنا و فريقي المتوطع ضمن تحركات دبلوماسية شعبية موازية نسعى جاهدين لإيصال صوت شعب المغرب إلى آذانكم كما فعلنا معكم لما عانينكم من نفس مآسي ذوي القربى كانت لكم زاييركم …و المغرب لا زالت له جزائرها هداها الله للطريق المستقيم …
سيدي و أخي الرئيس،
فضح الواضحات من المفضحات كما يقول المثل العربي فتاريخكم المجيد الذي عرفناه عن كثب و ساهمنا لسنوات في مسيرته يشهد أنكم صاحب فضل على دول كثيرة عانت من ويلات الاستعماريين الجديد و القديم … و أنت الرجل الصامد و الصامت ستدخل تاريخ منطقة المغرب العربي عندما تضع بصمتك على الملف ، وتتعامل معه بحيادية و تجرد لتكتشف أن ما يقال هنا … و هناك مبني على دخان و رمل…
و سيكون شعب المغرب مدين لك إلى الأبد في فهم ملف يشبه وضعك السابق مع الراحل سافيمبي …
و كم سنكون سعداء لجمع القيادتين في البلدين على مائدة واحدة، و رؤية واحدة، لدحر الاستعمار و بناء افريقيا قوية شامخة بعرق جبين أبنائها و نيات قادتها الصادقة…
المغرب يعتز بقائده العاهل الشاب محمد السادس كما يعتز بك شعب أنغولا الصامد … قاسم مشترك بين القائدين لبناء علاقات متينة سيكتبها التاريخ الافريقي بمداد الفخر و الاعتزاز…
و في انتظار مقابلتكم في القريب العاجل تأكدوا أنكم دائما أخا كبيرا، و عزيزا و نبيلا… و لن أنسى لكم الأيادي البيضاء التي أسديتموها للبلاد و العباد و كنت شاهدا مباشرا فيها…
وفقكم الله على رأس أنغولا التي تستحقكم … و تستحق استقلالها و استقرارها بعد عشرات السنين من الدموع و الدماء…
أخوكم
الدكتور مصطفى عزيز

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى