ط
ركن الدين

ماريا القبطية زوج الرسول صلى الله عليه وسلم لماذا لاتعد من أمهات المؤمنين

روى الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قصة السيدة مارية القبطية رضي الله عنها معللًا سبب عدم ذكرها ضمن أمهات المؤمنين، ووفاة ابنها إبراهيم وبكاء الرسول صلى الله عليه وسلم وعلة الحكم الإلهي على النبي صلى الله عليه وسلم بألا يبقى أحد من أبنائه الذكور…

أرسل المقوقس حاكم مصر مارية وأختها وبصحبتهما هدايا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يستشعرون أنه النبي الذي بشرت به الكتب السابقة، يقول جمعة، عبر فيديو نشره على حسابه بموقع يوتيوب، فأرسل له المقوقس سيرين ومارية، وأيضا بغلة تسمى دلدل وزق – أي بلاص- عسل من بنها، فلما جاءا عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام على مارية واختها، فأسلمت مارية، لكن سيرين ظلت على مسيحيتها وأهداها الرسول إلى حسان بن ثابت، يستطرد جمعة موضحًا كيف تعامل النبي مع الجاريتين فيقول لما أسلمت مارية أسكنها النبي صلى الله عليه وسلم “العالية” وهي منطقة بجوار قباء، فلم يكن سكن ماريا في حجرات أمهات المؤمنين. وحملت مارية للرسول صلى الله عليه وسلم إبراهيم لكنه توفى وعمره عامين، وبكا الرسول صلى الله عليه وسلم لوفاة إبراهيم، يقول جمعة: “وهو ما يعلمنا أن البكاء أمر طبيعي وبشري”.

وبإنجابها إبراهيم قد اعتقت، يقول جمعة، وذلك لأن أم الولد تعتق في الشريعة الإسلامية، وأم الولد هي الجارية التي تنجب ولدًا، أما عن علة عتقها هي أن الجارية تعتبر ميراثًا، والولد حين يموت أباه يورثه، فإذا لم تعتق فسوف يرثها كما يرث أملاك أبيه، فيمتلك بذلك الولد جزء من أمه، وهذا لا يصلح، لذلك فأول ما يموت الأب تعتق الأم، فيقال: اعتقها ولدها. فمارية كانت من “ملك اليمين”، يقول جمعة، لا يمكن لها أن تخرج من الرق إلا بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول جمعة إن العلماء يرون أنه لا مانع ان تعد مارية من أمهات المؤمنين، فحكمهم جار عليها، فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم لم توزع في التركة ولم تتزوج غيره لأنها تأخذ حكم أمهات المؤمنين، “وهذا الحكم محل إجماع من الأمة” حسب قوله، حيث يحرم على أمهات المؤمنين أن يتزوجن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما فعلته ماريا رضي الله عنها، فهكذا تصبح من أمهات المؤمنين، لكن في الكتب لا يعدون مارية في أمهات المؤمنين، فيقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك تسعة، ولا يعدون مارية لأنها ملك يمين، على الرغم من أن حكمها حكم أمهات المؤمنين.

ويعلل جمعة حكم الله سبحانه وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم ألا يعيش له ولد حيث قضى أن النبي ليس أبا لأحد منا، فقال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا، فماتت كل الذكور في حياته لأنهم لو بقوا لنبأهم الله، أي اصبحوا أنبياء وهو ما يتعارض مع كون النبي خاتم الأنبياء والمرسلين، يقول جمعة: “فعلة موت الصبيان للنبي هو عدم استمرار النبوة”.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى