ماقد سبق
شعر عمودى
فوزى الطائى /ن العراق
وقفتُ فوق جِراحٍ تنزفُ الألما
حَسْبُ الزمانِ منَ الأحلامِ ما هدما
وقفتُ والشمسُ قد دنتْ لمغربها
والعمرُ في الشيبِ يشكو الوهنَ و الهرما
عكازها لم تعُدْ للروحِ حاملة ٌ
من بعدما الغدرُ شلَّ الساقَ و القدما
يامن حريراً لعرشِ مجدها نسجتْ
أحلى النساءِ ، غدتْ في صرحِها خدما
يا أولَ الحجِ في البيتِ العتيقِ دعاَ
في آخرِ الشوطِ كلَّ النُسْكِ قد رجما
بينَ الأذى والجفا يامن غدا وسعى
لا تلتمسْ زمزماً والركنَ والحرما
لِمُنْصفٍ دَعْ طقوساً أنتَ فاعلُها
في الشرعِ لاتشفعُ (المروى)لِمَنْ ظلما
أمسيتُ يومي أناجي الربَّ مبتهلاً
ربَّنا ذي الخطايا : امحُها كرما
غداً سأمحو سطورَ الحبِّ من سُحُبٍ
كانتْ مداداً تبُلُّ الروحَ والقلما
مرّتْ بأفياءِ ذاكَ النخلِ ناكرةً
يوماً تركنا على سعفاتهِ وشما
عهدُ الهوى : بدويٌّ يمتطي جملاً
تلكَ الديارُ لكم فيها رعى الغنما
تلكَ الديارُ سقتْ في المهدِ صُحبتنا
حُبّاً ترعرعَ ما بينَ العيونِ نما
ذكرى الودادِ لها الأوتارُ عازفةٌ
في القلبِ صبّتْ بهاءَ الشوقِ والنغما
أوقدتِ ناراً تأججتْ بِلا حطبٍ
ذي صرختي وصدى صوتي بها ضرما
طودٌ منَ السنواتِ جمعُها بددٌ
فيها الكبائرُ ساوتْ عندكِ اللمما
قابلتُها بجميلِ الصبرِ مُحتسباً
كيما تؤوبَ وتجلي الهمَّ والسقما
ستشهدُ النفسُ والأيامُ حاكمةٌ
عُمْراً سفكتِ لنا في نحرِها ودما
ما حالُ عُمْرٍ مضتْ تذوي ذُبالتُهُ
بعدَ التأسّي ، الى ما فاتَ قد شتما
اذا طغى الجُرْحُ يوماً في تورُّمِهِ
لابُدَّ في الجُرْحِ ان تستأصلَ الورما
كُفِّي بواكيَ هذا القلبِ من وجعٍ !
للشامتينَ عيونٌ تُطلقُ السهما
أكنافُ شقشقةٍ في الروحِ قد هدرتْ
أدّى الزمانُ على تذكارِها القسما
ما قد جرى سبقَ الطوفانَ موعدُهُ
لاعاصمَ اليومَ إلّا اللهُ ماعصما
خلفَ الجنازةِ إن مشيتِ نادبةٌ