ط
أخبار عالمية

ماهو سر قدرة شعب “باجو” على كتم أنفاسهم تحت الماء طويلاً


وكالات
“بدو البحر” مجموعة من الناس يعيشون في جنوب شرق آسيا، لديهم سر، يتمكنون من خلاله حبس أنفاسهم تحت الماء لفترات زمنية طويلة، وهو ما كشفه العلماء مؤخرًا، حيث أشاروا إلى علاقته بالتطور البيولوجي.

يستطيع “بدو البحر”، المعروفين باسم شعب “باجو”، الغوص على عمق عشرات الأمتار بدون مساعدات غطس تقليدية، ويعتمدون على أثقال ونظارات خشبية مصنوعة يدويًّا، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

مواهب شعب “باجو” معروفة منذ فترة طويلة، دون أن يكون من الواضح ما إذا كانت المهارة هي نتيجة للممارسة، أم للتكيفات التي لها جذور في الأحماض النووية لديهم.

ووفقا للصحيفة، قال الخبراء البحثيين إن لديهم الإجابة، فمع مرور الوقت، خضع شعب “باجو” للانتقاء الطبيعي، مما أدى إلى زيادة وجود جينات معينة، يرتبط الكثير منها بالتغيرات البيولوجية، بما في ذلك وجود طحال أكبر، مما يساعدهم على التنفس تحت الماء لعدة دقائق في كل مرة.

فريق الخبراء أوضح أن النتائج مفيدة في المجال الطبي، فهي ستساعد الأطباء على تحديد المرضى الذين ربما يكونون أكثر عرضة للوفاة إذا عانوا من نقص في الأكسجين، على سبيل المثال أثناء الجراحة.

وقالت الدكتورة ميليسا إيلاردو، قائدة الفريق البحثي من جامعة “كوبنهاجن” الدنماركية: “يبدو أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من مجتمع باجو حول كيفية استجابة جسم الإنسان للحرمان من الأكسجين، وهي قضية طبية مهمة”.

استنتج العلماء من دراستهم المنشورة في مجلة “الخلية” العلمية، من دراسة سابقة جرت على أنواع من الفقمات “نوع من الثدييات” التي يمكنها الغوص لفترة طويلة، فهي لها طحال أكبر من المتوقع، وهو العضو الذي يمكنه تخزين الدم الأحمر الذي يحمل الأكسجين.

واستخدم الفريق، جهاز الموجات فوق الصوتية؛ لقياس الطحال في 43 شخصًا من شعب “باجو”، و33 شخصًا من مجموعة مجاورة لهم من المزارعين.

وذكر البروفيسور إيسك ويلرسليف، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة “كامبريدج” البريطانية: “حجم الطحال أكبر بحوالي 50٪ عند باجو، مما هو عليه في مجموعة المزارعين، وتلك الخاصية الفسيولوجية هائلة للغاية، دفعتنا للوقوف مذهولين”.

ولاحظ الباحثون أن خاصية الطحال كبير الحجم لدى جميع أفراد شعب “باجو”، سواء مارسوا الغطس أم لم يسبق لهم أن فعلوا، وتوفرت نفس السمة لدى جميع الفئات العمرية، ولم تتغير بتغير الجنس، أو بعض الخصائص الجسمانية كطول الجسم وحجمه مثلا.

وعندما تغطس الكائنات الثدية برؤوسها تحت المياه، تحدث مجموعة من الاستجابات الفيسيولوجية التي تعرف باسم “منعكس الغوص”، ومن بينها “انقباض عضو الطحال، وعندما يكون حجم الطحال كبيرا؛ فهذا يعني أن عددا كبيرا من كريات الدم الحمراء الناقلة للأكسجين ستتدفق في مجرى الدم نحو الأعضاء الأخرى، مما يسمح للأفراد بالبقاء لفترات أطول تحت الماء”.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى