بنتين من مصر …مرار الواقع وابداع الفن..!!
كثيرا ماطرحت مشكلة العنوسة مرارا وتكرارا وان كان اغلب ماقدمته في اعمال سينمائية او تلفزيونية اعتمد بالشكل الاكبر على الكوميديا ..
في الفترة الاخيرة تفشت تلك الظاهرة في المجتمع لعدة اسباب ان كنت لا تعلمها كلها فشاهد فيلم ” بنتين من مصر” انت ستجد كل الشرائح على المستويين النسائي والرجالي ..ولعل الاسم الانسب للفيلم كان ” بنتين” لان هذه المشكلة لم تقتصر فقط على مصر فهي تتفشى في كل الدول العربية …
محمد امين سيناريست ومخرج اسمه دلالة على جودة الفيلم وفي السابق مزج الكوميديا السوداء بالواقع فقدم فيلمي “فيلم ثقافي” و “ليلة سقوط بغداد” وهذه المرة يجعلك تحبس انفاسك من روعة المصداقية حتى وان كانت صادمة للمشاهد
السيناريو كان تصاعديآ رغم ان احداث الفيلم لم تكن تجارية بل اعتمدت بنسبة اكبر على تقديم فيلم فني بحث
والحوار كان سلسآ للغاية حوار من والى الشارع خاصة بين بطلتي الفيلم صبا وزينة..
اما الاخراج فكانت الكوادر مضبوطة وتوظيف الممثلين كان شديد الاتقان بالرغم ان اختيار زينة لم يكن موفقآ في بعض المشاهد ” القليلة” ولكنها ظهرت هنا في احسن حالاتها
….
اداء الممثلين :
صبا مبارك: تمتلك عينان معبرتان تعكس الخوف والفرح حسب مايتطلبه المشهد تنسى للحظات كثيرة انك امام ممثلة وتشعر وكانك امام بنت من ارض الواقع ..وتعتبر صبا احد انجح الفنانات المستوردة من الخارج لمصر…
زينة: انفعالاتها في بعض المشاهد فلتت منها ولكنها في مشاهد اخرى كانت موفقة لحد كبير ويحسب لها انها المرة الاولى التي تظهر فيها بعيدا عن الاصطناع …
احمد وفيق: ممثل محترف يترك بصمة في كل دور يقدمه يتميز حسب مساحة الدور وتشعر وكانه بطل يحمل فيلما بمفرده حتى في الادوار الصغيرة..
اياد نصار : لم يكن في احسن حالاته وكان الاداء عاديآ لسبب بسيط جدا ان الدور عادي …
طارق لطفي: يحمل دوما شعار الفنان المحترم فهو يحترم نفسه ولا يقدم الا ادوار يتذكرها المشاهد وهنا يظهر في مشاهد معدودة ولكنها مدروسة
لفتت نظري جيهان سلامة في الدور الذي قدمته فكانت طبيعية جدا وتلقائية بالرغم ايضا من قصر مساحة الدور
واعجبني الشاب عمر يوسف
………….
الموسيقى التصويرية كانت احد عناصر نجاح العمل فهي مناسبة ووضعت في محلها …
لعل مشهد النهاية الذي جاء يحمل الكثير من الاحباط للبطلتين بالرغم من قساوته الا انه صادق فوصل الفيلم ووصلت المشكلة دون التجارة بها ودون التلاعب بها وطرح الفيلم اخيرآ تساؤولا مهمآ ” مالحل …. وترك القوس مفتوحآ …”!!!