ط
كتاب همسة

محمد رمضان متى يعاقبه الجمهور؟ بقلم :مها متبولي

كتبت / مها متبولى
ـــــــــــــــــــــ

لن يسقط محمد رمضان بعد فضيحة الدكتوراة الفخرية المفبركة في لبنان،لأنه يمتلك “كاريزما” تتكفل بتعافيه الدائم من أزمات يمكن أن تقصم ظهر أي فنان، وتطيح به من على عرش الوجود.

هناك فنانون كثيرون ،تحطمت نجوميتهم بسبب مساندتهم لفكرة التطبيع مع اسرائيل،وسقطوا في منتصف الطريق،ولم نعد نسمع عنهم ،لكن محمد رمضان رغم ظهوره مع المطرب الاسرائيلي في دبي،والتقاطه بعض الصور معه،استطاع أن يخرج من هذه الأزمة مثل “الشعرة في العجين”.

ومرت أزمة الطيار أبو اليسر، ومن بعدها مشكلته مع عمرو أديب ، وحاول البعض اتهامه ب”جنون العظمة”،وافساد الشباب، ونشر البلطجة،وحملوه ما يطيق وفوق ما يطيق.

ورغم أنه ماهر في استفزاز الخصوم ،بسياراته الفارهة ودولاراته التي ينثرها في الهواء ،وعدم مبالاته بمعاناة الشعب المطحون إلا أن الشعب نفسه يحبه،ويكفي أن ينزل إلى احدى الساحات الشعبية حتى تتجمع حوله آلاف المحبين.

وهذا ما يجعلني أقول إن محمد رمضان يستمد قوته من الجمهور ،فرغم ما يتعرض له من هجوم إلا أنه “نمبر وان”، و أسطورة الدراما والسينما ،ولا يزحزحه عن القمة أي شيء، ليس لانه فريد في تصرفاته الغريبة والشاذة فقط ،بل أيضا لأنه لا يخضع لمنطق النجومية ،وتأثرها بالفضائح والزلات الاجتماعية.

ويتعامل مع كل الأمور ،بمنطق “يا جبل ما يهزك ريح ” ، ويقفز فوق كل الحفر، ويتجاوز كل العقبات،بل يزداد شهرة وتزداد نجوميته لمعانا.

و جمهوره يتقبل تصرفاته،ويغفر له أخطاءه الشخصية والاجتماعية،ويعتبره نجمه المفضل مادام يمتلك أدوات نبوغه ، وإمكانات تفوقه على الآخرين.

ويجيد رمضان التعامل مع ميول الأجيال الشبابية الجديدة،لدرجة أنه في حفله الأخير لم يكن هناك مكان واحد خالي،بل كل حفلاته كاملة العدد،والأغرب من ذلك أنه يعترف على الاستيدج في نفس الحفل بأنه ليس مغنيا ،وأنه لم يكن يفكر في أي يوم ان يكون كذلك ،ويوجه كلامه لمحبيه انه لم يكن يريد ان يكون مطربا ويقول “أنتم من جعلتموني أغني”.

وهذا ما يؤكد أن الجمهور هو من صنع شخصية محمد رمضان بكل ما فيها من “نرجسية” ،وحب للتألق والظهور، وهو من جعل أفلام البلطجة الخاصة به تحقق أعلى الايرادات،ومسلسلاته تستحوذ على اهتمام الكبار والصغار وربات البيوت، بل إن أغاني مهرجاناته هى الأكثر تشغيلا في حفلات المناسبات الخاصة،وإذا أردنا أن نحاكم أحدا فلنحاكم هذا الجمهور،والذي أفسح المجال لأفلام العشوائيات ، وأغاني المهرجانات ،وأخلاق السوق،فأي تشويه للفن بعدما يحدث تريدون .

عزيزي جمهور مصر الحبيب ،أنتم السبب في نكبة أفلام البلطجة ونكسة دراما العشوائيات، وفضيحة الدكتوراة المزيفة،أنتم من صنعتم من رمضان فنانا آليا،وقتلتم فيه روح الانسان،وتصفقون له ،وتطلبون منه المزيد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى