مقالات نقدية

محمد سامى يعتزل الاخراج التليفزيونى .بقلم الكاتب / عبد الحميد أبو زيد

محمد سامى يعتزل الاخراج التليفزيونى ..واقول له . ماحدش طلب منك تعتزل الإخراج التليفزيونى يا أستاذ ولا حتى كتابة الدراما التليفزيونية .فأنا أقر لك وعلى مسؤليتى وبخبرة خمسين سنة فى كتابة الدراما التليفزيونية والإذاعية والمسرح ودبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون .أقر لك بكل هذا ومن خلال متابعتى لاعمالك عبر السنوات الماضية انك بالفعل مخرج متميز تجيد السيطرة على ادواتك كمخرج تجيد خلق إيقاع متدفق متميز لاعمالك خاصة التى تكتب سيناريوهاتها بنفسك مما يجعل اعمالك مشوقة يتعلق بها الجمهور سريعا . بل إنك أيضا كاتب قصة وسيناريو وحوار متميز لديك سيطرة متميزة على إيقاع سيناريوهاتك . مما يجعل مشاهدك تتدفق دائما للامام لتخلق جوا من التشويق والترقب يزيد من تعلق مشاهديك بك . بل اضيف اليك اعترافا آخر قد يدهشك وهو أنه بالفعل مسلسلاك الكارثة هذا العام اش اش . وسيد الناس هم أعلى نسبة مشاهدة هذا العام بالفعل وتلك أيضا كارثة . اتعرف يا أستاذ ما هى الكارثة والتى تسئ بها إلى نفسك قبل الإساءة إلى شعب بأكمله . الكارثة انك رغم كل مميزاتك السابقة التى اعترفت لك بها لديك خلط مدمر وبشع بين مفهوم الواقعية عندك التى هى اختيار الفنان تفاصيل موضوعه من الواقع ثم إعادة صياغتها من خلال وجهة نظره الفنية ومقتضيات فكرته وموضوعه وذلك من أجل تقديم عمل فنى يهدف إلى الارتقاء بالإنسان والمجتمع خاصة إذا كان عملا تليفزيونيا يدخل إلى بيوت الناس . لكنك تترك كل هذا يا أستاذ وتسارع بالسقوط فى مستنقع الفهم المدمر البشع للواقعية بنقل هذا الواقع بكل سوءاته وانحطاطه وبذاءته .تنقل كل هذا نقلا فوتوغرافيا بأمانة تحسد عليها متصورا لا اعرف باقتناعك الشخصى اوبانسياقك وراء بعض الجهلاء حولك .فالنتيجة واحدة هى ذلك الوابل الذى انهال على رؤسنا من ألفاظ بشعة بذيئة ومشاهد عنف فيها غلظة و وحشية مفزعة بالاضافة الى فقدك السيطرة على ممثليك الذين تركتهم للجعير والتبريق بالعينين وقلب الشفايف فى مبالغات دفعهم إليها بالطبع فحش وبذاءة وابتذال الحوار الذى يؤد نه وغلظة وتدنى الموقف الدرامى فى المشهد الذى يؤدونه وأنا أسألك بكل حرصى عليك هل انت راض عن هذالمشهد فى مسلسلك سيد الناس الذى ذهب فيه زوج المرأة التى عرف انها تخونه مع المدعو فاروق الجباس هل انت راض عن الالفظ التى تفوه بها هذا الجباس وفحشها وفجورها هل انت راض على اعتدائه الفاجر والشرر الذى يتطاير من عينيه. وهو يضرب بكل غلظة وقسوة ذالك الزوج المخدوع ويوجه له فى نهاية المشهد الألفاظ الفاحشة الفاجرة التى وجهها له .هل ترضى أن تدخل تلك البذاءات إلى بيوت اهلنا فى مصر .من قال لك أن ما تقدمه هذا هو الواقعية .الغريب أننى سمعت انك درست السينما فى أمريكا .أن كان هذا صحيحا فهل اقول إذا انك تتعمد ما تقدمه وتقصده بالشكل البشع الذى تقدمه به . أتمنى ألا يكون هذا صحيحا لانك لابد تعلم بناء على دراستك فى امريكا أن ما تقدمه هذا ليس إلا محض تطبيق للمدرسة الطبيعية المزرية المؤسفة التى كانت مرفوضة حتى فى زمنها فى أواخر القرن 19 والتى تقوم على التصور الجاهل بنقل الواقع نقلا فوتوغرافيا أو كما يقول اهم منظريها المخرفين الايطالى الأصل الفرنسى الجنسية إميل زولا . اتعرف لماذا رفض كل نقاد ومنظرى الدراما فى زمن زولا هذه الطبيعية المزعومة لأنها كما قالوا تصيب المجتمع بالأكتئاب وكافة الأمراض النفسية المدمرة بسبب هذه الصورة السوداوية البشعة المقززة التى تقدمها للحياة .اهذا ما تريده لمجتمعك وأهل بلدك . لماذا .لماذا وانت بالفعل كما قلت لك لست مخرجا متميزا فحسب بل كاتب سيناريو وحوار متميز أيضا بالفعل لديك حوار متميز يكشف بوضوح عن طبيعة شخصياتك الدرامية بأبعادها الثلاثة المادى والاجتماعى والنفسى .وهو حوار يجيد تفسير احداثك الماضية والتمهيد الجيد المشوق للأحداث القادمة كل هذا من خلال تراكيب لفظية ذكية وملفتة لها وقع جيد على أذن المشاهد . أى انك فى الخلاصة تملك القدرة على كتابة الحوار الدرامى الذى يؤدى كل وظائفه الدرامية كما تقول الكتب . فلماذا إذن تعادى نفسك كل هذا العداء . أنا إن لم أكن واثقا إلى حد اليقين من كل كلمة كتبتها اليك وعنك فى مقالى هذا ما انفقت أكثر من أربع ساعات حتى الآن فى كتابة هذا المقال أو بالأحرى الرسالة اليك . بالبلدى كده انا بحق مستخسرك . وادعوك مخلصا الآن فى الختام ألا تأخذك العزة بالإثم . وتجلس مع نفسك وتعترف لها بأنك أنت من أسأت إلى نفسك واقرأ رسالتى هذه من اولها لتعرف السبب وارجو أن تنسى تماما فكرة الابتعاد والاعتزال هذه وكفاك إساءة إلى نفسك . وأقول لك ختاما بكل مودتى واعتزازى الصادق بك .نحن جميعا فى مصر فى انتظارك من الآن لتعود الينا فى العام القادم مخرجا وكاتبا متميزا كعادتك ولكن باسم محمد سامى المصرى وليس محمد سامى زولا . وكل عام وانت بكل خير وتحقق بمشيئة الله كل نجاح أنا على ثقة انك جدير به .

Please follow and like us:
0
Tweet 20
Pin Share20

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email