ط
الشعر والأدب

مخالب الياسمين ..قصة قصيرة بقلم..نور محمد

نور محمدفى سكون الليل وهدأته ..كتائب الصمت تحاصر المكان ..هدوء حد الصخب …وضوضاء عقارب الساعة ترتع فى المكان بكل حرية ..صاخبة ..توقظ القلب من غفوته …وتنادى الذكريات ليعبثا سويا ..بالمقل وتغرى الأرق فى إرتداء الأجفان ….وتكحل العيون برماد السهد …صوت الديك يتعالى فى الأفاق يستغيث بالشمس حتى تضع مولودها الجديد على فراش النهار …النحوم تعادر فى إعياء وتعب الى أطفالها الصغار كى تغفو ….مازال عقرب الساعة يطنطن..ويثرثر مع أحاديث النفس ….فى روضتها الصغيرة كانت تجلس بجوار شرفتها تحدق فى لا شىء لا تبالى ببرودة الليل التى ترافقها ..تسترسل فى حديث غير منقطع غير مرئي ..غير مسموع بينها وبين نفسها .معتدلة فى جلستها ..ويديها تلتفان برفق معا ..داهمتها قطتها صديقة وحدتها ..واخذت تداعبها فى رفق صعودا وهبوطا على قدميها ..تحاول ان تلامس أطراف أناملها وكانها تدعوها إلى طاولة الكلمات ..وإلى فنجان من الذكريات الساخنة ..تحتسيها ..ثم ما تبقى من ثمالة تجعله مداد حكاياها ..لم تكن ترغب بالرقص بحروفها على صفحات الذاكرة اليوم ..لقد فقدت شهية الحنين ….رائحة الياسمين تقرع نوافذ ذاكرتها البعيدة …فتتذكر …مالم تنساه .
ذات قدر….. اغتيل الياسمين .
ملاك بقناع ذئب قادم من بلاد الإغتراب …من بلاد ذات طقس بارد المشاعر …مظلم نهاره ..وطويل ليل أشواقه حد الأرق ….عابر على جسور الشوك ليصل الى جنات العاشقين….حزين باببتسامة.مفقود ..بلهفة ذئب لاهث يبحث عن نبض تائه فى عثرات السنين..ليطعم أنياب حسراته ..ويروى ظماءه ويخضب عيناه بدم الورود . واوراق الورود..صادق يتحدث بكل لغات الكذب …عاشق يمتلك أبجديات الاغتراب..والغياب ..قريب بعد النجوم ..وبعيد قرب الأنفاس..شروقه غروب لكل هدوء ..فجره عروب ..وقمره يضىء الوحود بعتمة.الكبرياء ..باحث عن الحب .بين الطيور المحلقة ..بسهام العيون القاتلة يطلقها على ذاك الياسمين ..يقترب منه حد البعد الى آخر الكون ..يداوى جروحه حد الألم ..ويبقيه حيا على قيد الوجد حد الموت ..يغادر الصياد اطار الحكاية ملقيا بها خلف أحلامه …بسهم قاتل من قلبه ارداها صريعة ..غادر ممتطيا جواد الاقدار ..
تركها تنزف بجوار غصنها الدى إنتزعها منه ذات غرور ….بكىت الجوارح فى صراخ صامت ..صاح الملاك فى ثوب قديس ..إننى أترفق بك ..أعيدك الى مكانك ..إلى غصنك .
.تحتضر أنفاس الياسمين ..فيجيب الملاك لا تستغيث ..إننى أرفق بك أعيدك إلى حياتك الأولى …يصرخ الياسمين ..أعدتنى قتيلا غارق فى دمى لافظ أنفاسى ..فاقد شذى عطرى الذى إقتات عليه طيور مشاعرك الجاائعة.
..يتساءل الغصن فى ألم …
لو كان للياسمين مخالب وأشواك لمزق بها بها وجه كل عابر يقترب منه ..و.ما إستطاع أن يقترب من ظلاله . أحد …لكننا الان نلومه وكأنه الجانى..ونترك ذاك الملاك فى رداء الموعظة .يقتات على دماءه حتى إذا أزعجه أنينه رده الى غصنه …وما يجديه ندم ..ولا يجديه توبه عن ذاك الدم المراق على أجنحة الياسمين.
ماذا الذى إقترفه الياسمين ؟؟
.هل قرع طبول أحلامك …هل طرق بشذاه على نوافذ روحك …هل إبتهل الى الله ذات ليل لتأتى اليه أنامل غدراتك ..لتغتال فيه الحياة .وهل تابعك الياسمين غصنه واتى إليك ليغويك بحسنه …هل مزق بسحره أوصالك …هل داعب ذات أشواق خيالك …أنت ..أنت من قرر ..وللمشااعر أهدر ..وبالوعود حنثت ..وغدر…
ليس للياسمين مخالب ..ولكنه أمسى فاقد للحياة ..أمسىى إسم كان .فى روضة قلبى كان لها عنوان ..ياسمينة.مفقودة
ملقاة فى تابوت النسيان ..وتحيطها زهرات البستان تتلوا عليها ترانيم الوداع وتقيم حولها شعائر الحداد ..لقيت حتفها..لانها خالفت فوانين الزهر وإرتوت بماء الحنين ..فصرعتها رياح المحال..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى