عبدالرحمن كرم محمد محمد عيسى جمهورية مصر العربية 25 عاماً قصيدة على النسق التفعيلي بعنوان ((مخيم التحنان )) منْ أيِّ منتجعٍ سياحيٍّ أهنئكمْ ومنْ أيِّ الشواطئ أبعث القبلاتِ تبعثكمْ إليَّ أطلُّ من غيمِ الحنينِ و مهجتي تلهو بساح مخيِّمٍ للاجئين إليكمُ لم تسلموهم مقطفا للوردِ واثاقلتمُ كان النجاشيُّ الجميل يوزِّع الأزهارَ في ثغرٍ جميلٍ باسمٍ من أيِّ منتجعٍ أطلُّ ولم يزلْ نايٌ يبعثر طفلةً بيتٌ يجرد أضلعاً ضاقتِ بنا الأرحام ذرعا ليلنا المأوى ويرعانا الملاذ إلى السما نُهدي الحنانَ بساطنا والمسكُ رونقنا نشفُّ أناملاً وجعا ونزرع كفَّنا أملاً نفكُّ ضفائر المنفى ونجدل فرحة الذكرى سلاماً يا مدينتنا الشهيةَ يا قناديلَ الرضيعِ لرشفة الثدي ابتداءً يا مزاج الخيل يا قبلاتِنا الأشهى ((سلاماً يا بلادي)) فاسلمي قدرَ انغماسِ الأرض في صحن الدما قدرَ اللهيب بصدر لاجئةٍ تقول لربها : قد فات ميعاد الدراسة يا حبيبي فاتني . فرحاً تضايفه الظروفُ فينحني ظرفاً (( سلاماً يا بلادي )) فاسلمي ولداً تناقشه الحياة ليستحمَّ على مراجلها عيالاً قدَّ طعمُ الموتِ عيشتهمْ فلا طالوا عجينا يابساً أو رقعوا خبزاً (( سلاماً يا بلادي )) فاسلمي رجلاً تمنَّى أن يطلَّ بشرفةٍ سقطت عليه بنايةٌ أضحى هنا جدلاً (( سلاما يا بلادي )) فاسلمي خجلاً عليكِ كأي أمٍّ قصَّتِ الأحزان سيرتها وطار النوم من يدها تلفُّ ضلوعها نخلاً وأن تتقلصي زيتونةً وترفرفي صدراً عليكِ بأيٍّ حالٍ أنْ تصيري خيمةً ومخيَّمَ التحنانِ للأبناء والمنفى (( سلاماً يا بلادي )) فاسلمي
