ط
مسابقة الخاطرة

مرثية الطفلة التي تشكوكم إلى الله مسابقة الخاطرة . بقلم / حكيمة جمانة جريبيع / الجزائر

مشاركة في الخاطرة :
الأديبة : حكيمة جمانة جريبيع / الجزائر
رقم الهاتف : 0021366885532

مرثية الطفلة .. التي تشكوكم إلى الله

لا تضغطْ على الزناد..تمهلْ .
اقبضْ على حبات جمرك
لا تصوبها ، قلبي الصغير، لا يحتمل
بعدما ابتلتعم الأب و الأم .
ما ذنبي يا شيخ السفاحين
وأنت تجرّني إلى المذبحة شاةً كليمة
حربك الخاسرة أو الرابحة لا تعنيني
أنا لستُ جارية..
فلا تبح نكاح المعركة ..
شهوتك وحدها المحلّلة المحرّمة.
أنا طفلة بجديلتي الصبح ..
أحلم مع مطلع الشمس بأقحوانة و أرجوحة الزهر..
و قطعة خبز هشّة .. و دمية اسمها فــلّــــة..
أحضنها كما السلام وانام
و في الغد أحلّق حمامة.. أجمع رحيق الحبّ
أسكبُه في صدور العطاش و الأيتام
لا تضغط على الزناد..
مـــاذا بـعــد ؟ا
والفرسان قد ذبحـوا..
و الموت .. مغتصب.. مصلوب
في السر و العلانية ..
سلبوه هُنيّة الوداع و أريحية الفراش الأخير
سلبوه حرمة الإحتضار..
هي ذي أرضي ..
يقتلون فيها المسيحي و السني ..
هل القتل عندكم هواية .. ؟
لا تضغط على الزناد..
ارحم ضعفي ..ارحم تشردي .. فأنا بلا عنوان
ما بقي لي غير وردتين ذابلتين من أبناء الجيران
هما على ناصية الطريق تبكيان نزفهما..
و بعض أغنيات على أفواه الحمام
ألا تبصرون نزف الزنابق..
أرجوك .. تمهل..
لي أخ صغير اسمه ماجد
عمره خمس جمرات
شدّ الرحال من حلب إلى شبعا
جـائـع .. ظـمـآن..
امهله اللقمة .. والجرعة.
امهله يحمل فردة حذائه الأخرى
لا تضغط على الزناد..
ربما ماجد هو فارس العرب..
ربما وحده يعيد ماء الوجه المراق .
لم يبق غير ماجد أشتم منه رائحة أمّي و ابي .
قُتل اهلي ..
وحيدة أنا .. بلا خارطة ..
بين راحتي غمامات خريف
و بصدري صفير عاصفة
ماذا بقي من وطني ..؟
غير دعاة الهواية
وفقهاء الجٍزارة .
تذكرت بوح جدي..
وأنا ألفّ على إصبعه المسبحة :
( درست في الأزهر..وعمّك في جامعة الأمير
و خالك في الزيتونة ، علمونا أن الله محبة..
من قايض اليوم الفطرة بالسكين..
من قايض الصحابة بالعصابة
من استباح دمنا للوضوء
ودمعنا لـنخـب الشراب و الحليب.. ؟ ) .
تمهل لا تضغط على الزناد
لا ترفع الخنجر..
لا زلت طفلة ، أقفز على الحبل
أحلم بعودة أبي
يقطف من جبيني قبلة..
ثمّ يدس في كفي سبيكة حلوى .
ماذا بقي لي غير ماجد حافي القدمين
بيني و بينه أسوار الوحل والطين
رفقا بالقدمين .. الشتاء قاسي
كانت أمي تدثره بالقطن الدمشقي
وبعدما أحرقوا بيتنا.. دثرته بقلبها المكتوي
ها نحن الآن .. بلا أرض ولا سماء
حتى الله.. قالوا :”أنه لهم.. ”
وأننا، لا ينظر في وجهنا، الله..
و سُرق منا الدعاء..و سرقت الأمنية..
في مزادات الدين..
يكتفي الأعراب بالفرجة..
بينما يعدون هم الغنيمة ..
واحد ،إثنان .. إلى ألفين جثة بمليون تصميمة
آيات البهجة مرتسمة..
يجدلون اللحى.. يضمخونها بالطيب..
يخضبونها بدم الأنبياء ..
وتعدمنا الجدائل في الساحات..
تغتال باسم الله الزنابق والنخيل..
والمصطفى قال : ” في قطة دخلت إمرأة النار”
ما بالها فتاوى الشيطان..
تدلت بطونها من بغداد إلى مصر فالشام..
تبتلعنا في الربيع وفي كل الفصول
على موائد الجِزارة ، باطباق خمس نجوم .. ؟
من علمكم قصّات اللحم العربي..
بتصاميم آخر الصيحات.. ؟
أ بني صهيون .. ؟!
أم أمريكا التي كلما جاعت..
غرست في عقر دارنا سرطانا وشيطانا ومردة
مرة ” بن لادن”
و أخرى “داعش ”
و قبلها غرست مسمارا صدئا..
و صرخت : هنا دمار نووي و أسلحة ..
عيلك اللعنة يا عاهرة هوليوود..
يا لقيطة الأمصار.. يا سالبة الهنود الحمر
الجنس والهويّة..
سئمنا لازمة السلم و الأمن
سئمنا اللحى المجدولة من لحمنا العربي
من دمنا الزكي تغرف البقاء.
تقيأنا فتاوى الشيطان..
يا مستأسدين حرروا الأقصى
امسحوا عارنا في غزة..
أو قفوا مزادات العرض .. والله قد تعبنا.
لا تضغط على الزناد ..
ربما أخي ” ماجد” نجــــا
و إلى هناك وصل..
في كفه اليمنى حفنة ذباب
هربها عن وجهيهما.. أمي و ابي
لكن البرد و الصقيع ..
خان الخطى والتعب..
تحالف مع المردة..
و مات ماجد متجمدا..
و نبتت بكفه الثانيه حفنة ذباب ..
أخي قد مات..
وبقلبه حرارة صيف و امنية
خطفها الثلج..و لعاب الكراسي
ذباب ..ذباب.. ياعرب..
رحل ماجد.
و أنا اليوم وجها لوجه..
أمام هبل .. و أبي جهل و أبي لهب..
لست أدري..
ها هو يجرني إلى خيمة الوليمة..
أعرف فقط أني لا زلت طفلة..
لم جيش القافلة ..
يقطف ثماري كل ليلة ..؟
وفي الصباح أسمعهم يصلون،
متناسين الليلة التي كنت فيها وحدي القِبلة
على مرأى من جرحي..
يدعون الله النصر
يدعونه مباركة الحكم..
و لعنة الكرسي العربي
تسفك كرامتي .. تذبجني
و أعجاز حكامنا.. أورقت
على دفء الكراسي.. أرصدة ..سياطا ..
و ألجمة، لكمِّ الخيول الأصيلة ..
لا يهم ..
إن بقينا عراة .. بلا كرامة..
ما دام الكرسي كاسيا مكسوا..
مباركا محميا ..
لا يهم ..إن صرنا فحما
لأكلاتهم الشهية..
حتى يأتي المعتصم..
وقت مستقطع..
إني ذاهبة إلى ماجد..وإلى الذين ما أذنبوا..
هناك نشكوكم الله.. وحده المنتقم..
يناير 2015

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى