ط
الشعر والأدب

مرسال الغرام ..للشاعر اليمنى / فهد الفقيه العذرى

فهد الفقيه

كان بقربي حين
لمحته يتمتم …
و الدمع ينهمر فوق
و جنتيه ..
و كأنه يناجي حبيب
غائبا بلهفة العاشق
الحاني ..
من خلال تلك
الرقصات الموجية
التي يبحلق إليها
صعودا ونزولا
لم أستطع تحمل
مابه من ألم
إلتفت أليه مخاطبا ..
و قلبي يكاد أن
ينشق حزنا …
فالمعاناة واحدة
رغم إختلاف الرؤى
و التطلعات …
ناولته منديل
من الورق ليمسح
عبراته الحارقة
ثم تنهدت …
و أردفت …
إنه ياصديقي
متسع من التفكير
الوجودي ..
بما هو خافي عن
العقل و المصير .
فهل تعتقد أنه
سيقوم بإيصال
سلامك و أشواقك ..
عبر أمواجه الهادرة
إلى من تحب …؟!!
أه .. أيها العاشق
لقد كنت مثلك فيما
مضى أناجيه
عن ما يعتريني
من هموم و اهات
و أبعث من خلاله
رسائل عشقي
و غرامي ..
الى من أحب
و أهوى ..
حتى أكتشفت
خيانته و غدره …!!
من خلال مياهه
المتبخرة …
على طول المسافة
بينه و بين السماء
و ذلك عند فقده لها
جراء حرارة الشمس
المكثفة على سطحه
المرمري الأزرق
و محاولته أسترجاع
ما أخذ منه ..!!
عبر خط السماء
ظنا منه أنه أذكى
من إرادتها وجبروتها
حيث باغتته بوابل
من الدفق الشديد
الذي مزق حدوده
و حطم أسواره
العاتية ..
ما أدى الى هروب
أغلب مياهه إلى
اليابسة !
مسببة الفوضى
و الدمار و الموت
لمن نحب و نهوى
نعم … يا صديقي
لقد ألقى تحية
الموت !!
على من أعشق
و أحب ..
فهل تتوقع من
هكذا صديق
أن يقوم بإيصال
سلامك و أشواقك
إلى من تحب
و تهوى ؟!!
فغدره يفوق التصور
العقلي و المنطقي
و عناده ممزق لكل
الأمنيات ..
و هديره إعصار
لا يكف عن الهذيان
و مزاجه متقلب
يسوده الهدوء
و السكون أحيانا
و يطغى عليه
الغضب و التوتر
في أحيان أخرى
فكم من الخفقات
و النبضات …
قد أسكتها موجه
و كم من الأشواق
قد بعثرها هديرة
و كم من الأمنيات
قد دمرها بزمجرته
و عناده ….
فلتبحث يا صديقي
عن رسول غرام
تثق به ليوصل
سلامك و أشواقك
لمن تعشق و تهوى .
إجعل من الزهور
و الورود …
و الطيور والشجر
و القمر و المطر
و أهات الصدور
و سكون الليل
لك رفيقا …
و مرسال غرام
فهم أقرب لحالك
فهما و إدراكا
و أرق لما تعانيه
إحساسا و شعورا
أه .. أيها العاشق
لقد بعثرت أوراق
ذاكرتي …
و أعدتني إلى زمن
لا أريد أن أنساه …
أبدا .. أبدا .. أبدا .
=========== بقلم / فهد الفقيه العذري ==========

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى