ط
محليات

مروة من أجمل كومبارس إلى مشردة تفترش الرصيف

كانت أكثر فتيات قريتها جمالاً، عُرفت بحيويتها ومرحها الدائم. بوجهها البشوش وابتسامتها العريضة، ظهرت على شاشة التليفزيون لتؤدي أدوارًا تمثيلية عديدة، كان أخرها في مسلسل «عائلة الحاج متولي».

لكن بين ليلة وضحاها أنطفت هذه الابتسامة وتحول وجهها المبهج إلى أخر عبوس بعد أن أصبحت مشردة منذ أكثر من 5 سنوات، بعد وفاة والديها.

مروة محمد، تبلغ من العمر 40 عاماً، ومن أبناء قرية نكلا العنب بمركز إيتاي البارود بمحفاظة البحيرة. صارت تعيش كمشردة بين الشوارع، تفترش الأرصفة ولا تعود إلى منزلها، وفي كل مرة يحاول شقيقها الأكبر إعادتها، تفر مجددًا.

تعاني مروة من خلل نفسي أصابها منذ عدة سنوات عقب رحيل والديها، حسبما يؤكد شقيقها ساهر محمد: «كانت جميلة ومحبوبة ولديها وعيا كبيرا، تزور كل جيرانها في القرية وقد عملت كومبارس في أكتر من مسلسل لكن فجأة مبقتش مركزة وبتسرح ودماغها شاردة، وبقيت تحب تنزل تقعد في الشوارع وبعدما كانت اجتماعية بقيت منعزلة وتحب قعدة الأرصفة».

شقيقها ساهر محمد، الذي يرتزق من العمل الحر بالقاهرة، يقول: «للأسف بسيب أختي لوحدها في البلد وبانزل أدور على شغل في القاهرة، وحالتنا المادية صعبة وبارجع بعد اسبوع أو أسبوعين ألاقيها سابت البيت وباروح أجيبها من الشوارع وأفضل ألف عليها ومعرفش إيه اللي صابها. كانت ورد مفتحة دي شكل عين وصابتها لأنها كانت جميلة جداً».

بتكلم نفسها

تبدلت سلوكيات «مروة» وأصبحت تميل إلى العنف إلى جانب الوحدة «بقيت تشتم الناس والعيال الصغيرة في الشارع وتمشي تقعد على الرصيف وتشرب سجاير واللي يكلمها تصرخ في وشه. بنقول يمكن اللي حصلها ده من صدمتها وزعلها على أبوها وأمها لما ماتوا وسابوها». بحسب فتحي الطيار أحد الأهالي.

وقد حاول أن يساعدها بإعادتها للمنزل ورعايتها لكنها كانت تقابل مساعدته بالعنف وترفض بشدة العودة وتخرج إلى الشارع تتحدث إلى نفسها وتهمهم بأصوات مرتفعة: «بقيت مريضة نفسياً وأخوها على قد حاله مش قد مصاريف مصحات نفسية ونفسنا نلاقي لها مساعدة وحد يعالجها ويرجع زي الأول».

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى