ط
هنا السعودية

“مزنة الدوسري” الحاصلة على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة تتحدث عن علاقتها بالعمل التطوعي والتبرع بالكلى

حوار / د. وسيلة محمود الحلبي

التقيتها صدفة دون سابق معرفة ، كانت في زيارة لمرضى الكلى وهم على أجهزة الغسيل ، وكانت تتكلم مع المرضى وتبث في نفوسهم الأمل وتبشرهم بشفائهم بمشيئة الله . وكانت تتحدث بعفوية وحب ، رافقتها في الزيارة الميمونة للمرضى وبعد أن قدمت لهم باقات الورد التقيت بها في هذا الحوار العفوي لأتعرف عليها أكثر ، وليتعرف القراء الأعزاء على تجربتها التطوعية وتبرعها بكليتها .
رحبت بها وأنا أقول : العمل التطوعي أيا كان نوعه فهو مفتاح سحري يفتح لفاعله العديد من الأبواب التي تضفي على حياته السعادة والهدوء النفسي.

ـ “مزنة الدوسري” حدثيني عن دراستك واهتماماتك؟
حاليا حاصلة على شهادة الثانوية العامة ، وسبق لي الالتحاق بجامعة الأمير سطام بعد الثانوية وتبقى لي من المواد ثمانية ، ولكن الجامعة لم تقبل الأعذار المرضية التي قدمتها لهم بسبب زياراتي المتكررة للمستشفى وقت التبرع ، ولعل في الأمر خير .

ـ متى دخلت العمل التطوعي؟ وما هو الحافز لديك؟
أحببت العمل التطوعي كثيرا وكنت دائما أمني نفسي أن أكون عضو فاعل في أحد الفرق التطوعية ، لأقوم بواجباتي الإنسانية تجاه مجتمعي ، فقد انجذبت لهذا العمل ولله الحمد ، ودخلت به طواعية وبرغبتي من أربع سنوات ، وكان حافزا كبيرا لي في التوفيق في بعض الأمور .

ـ ماذا يعني لك العمل التطوعي؟
التطوع يعني لي الكثير فهو سعادتي وراحة نفسي ، وهو حماية ورصيد بيني وبين الله ، لعل دعوة من مسلم يكون أقرب لله مني ، فيتقبل الله دعاءه.

ـ كيف كانت بداية تفكيرك في التبرع بكليتك؟
كان السبب مرض بنت أختي وإصابتها بفشل كلوي حاد ، وكنت دائما ملازمتها فأصبحت لها شبه ممرضة لأن والدتها ليست متعلمة وتجهل الكثير كيف تتعامل مع المرض، من ناحية كيفية استخدام الأدوية ، وكثافة الأدوية للطفلة المريضة، فقرر المستشفى لها غسيل كلوي بريتوني ، وواصلت الغسيل ٦شهور ، وبعدها قرر الأطباء نقل الحالة لمستشفى متقدم لإجراء التبرع لها.
والحمد لله كان عدد المتبرعين اثنين وكنت رقم ثلاثة ، والحالتين حصل معهما مواقف ، فتوقفوا عن التبرع، وتم إجراء التحاليل اللازمة لي لمعرفة تطابق الكلية مع ابنة اختي، ولله الحمد تم التطابق وتم إجراء الزراعة لها بنجاح.

ـ كيف ترين نفسك بعد التبرع؟
الحمد لله صحتي جيدة جدا وكل فترة أقوم بإجراء تحاليل معينة وجميعها سليمة، وهذا من فضل ربي . وأتمنى أن يفتح لي مجال التبرع في بعض الأجزاء من جسمي مثل التبرع في جزء من الكبد مثلا.

ـ هل تتناولين بعض الأدوية؟ أو تتبعين حمية معينة؟ أو تمارسين الرياضة؟
لله الحمد لم أتناول أية أدوية حاليا .ولا يوجد حمية معينة كل ما في الأمر أنني أبتعد عن تناول المشروبات الغازية وأكثر من شرب الماء ، وأمارس رياضة المشي أيضا .

ـ كيف حال المريضة بعد عملية الزراعة ؟
حصل لها رفض بعد العملية بأحد عشر يوما ، ثم بفضل لله استجابت ، وأصبحت بحالة صحية جيدة لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر، وفي الوقت الحالي أصبح لديها فشل كلوي جديد وهي حاليا على الغسيل الدموي، أسأل الله لها الشفاء العاجل .

ـ ما هو شعورك حين حصلت على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ؟
كان شعوري لا يوصف فقد سررت كثيرا لحصولي على الوسام عام ١٤٤١/٢/١٧ كوني بنت الوطن أولا ، وثانيا فقد وضعت بصمة في تاريخ العائلة ، ولشعوري العظيم بتحقيق هدف إنساني أعتبره بداية حياة.

ـ هل من كلمة توجهينها لأفراد المجتمع؟
نعم وبكل سرور أقول لهم إن التبرع بأي جزء من أجزاء الجسم هو بمثابة هدية للمريض لا تقدر بثمن ، وعمل نبيل جدا ، وهو إنقاذ حياة .
قال تعالى:(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)
فبادر قبل أن تغادر .

ـ وماذا تقولين لمرضى الكلى؟
أقول لكل مريض وخاصة مرضى الكلى ، لا تجعل من هذا المرض توقف لحياتك ، مارس حياتك الطبيعية واحتسب الأجر من الله ، واجعل بينك وبين الله أمل للحياة ، واجعل الأمل طريقك ، والله هو الشافي من كل مرض .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى