الملخص
تدور أحداث المسرحية
لطفلة بين الرابعة والخامسة من عمرها تقريباً كانت بجوار أمها, التى كانت تشترى بعض المشتروات من ( البقال ), فشاهدت بعض الشباب يصطحبون كلباً, فخافت منه وانطلقت من جوار أمها دون أن تراها, لتختفى فى صفحات الحياة, وتكبر وتتعرض للكثير من الأهوال, حتى تصطدم بواقعة غير أنسانيه, وتدافع عن شرفها, وتتعرض للمحاكمة, ويلعب القدر بما لا يصدقه عقل, لتكون القاضية هى أم الطفلة
عدد أشخاص المشهد من الفصل الأول (2)
وصف الأشخاص
نسرين: عمرها 5 سنوات تقريباً, مرتدية ملابس نظيفة، يظهر عليها إنها من بيت أثرياء وبشعرها شريطة وتحت أذنها على الصدع الأيمن رسمة على شكل حبة الفراولة، بيضاء اللون، بعيون زرقاء
الرجل: رجل طيب كان راجعاً من صلاة العشاء يرتدى جلباباً شتوياً وعلى رأسه شال فوق الطاقية أسمه الحاج عبد الله.
العمر : حوالى50عاماً يقترب منها ويدور بينهما حوار
المنظر
شارع من أحد الشوارع بالقاهرة مزدحم بالمارة, به بنت نائمة بجوار حائط عمارة بالشارع
الوقت: ليلاً من بعد صلاة العشاء
الزمان: فى شتاء ليلة باردة.
الفصل الأول
المشهد الأول
البداية
تفتح الستارة على بكاء الطفلة وهى جالسة بجوار حائط
نسرين: ( ببكاء شديد ) إنتى فين يا ماما.. تعاليلى يا حببتى..تعاليلى بسرعه والنبى.. تعالى خدينى.. ليه سبتينى.. خلاص هتنسينى..ولاهتيجى تانى تخدينى.. آه يا ماما .. آه ..يا ماما تعالى ضمينى وفى حضنك خدينى. أثناء البكاء غلبها النوم ( إطفاء للمسرح ) لكنها تستيقظ من نفسها كأنها تحلم بالأم تنادى عليها فتجلس مفزوعة ( بؤرة ضوئية على نسرين) أثناء استيقاظها وهى مفزوعة) تقول:
نسرين: نعم يا ماما..أنا آهو.. يا ماما.. يا ماما.
لم تر أى شئ فتبكى للمرة الثانية وتقول أثناء البكاء.
نسرين: مين هيلبسنى هدومى الجديده لو سبتينى..ويسرحلى تسرحتى الجميلة ويربطلى الشريطه فى الضفيرة.. آه يا ماما.فيغلبها النوم من البرد مرةً ثانية
إطفاء البؤرة مع ظلام للمسرح
يضاء المسرح إضاءة كامله عند مرور رجل كبير السن عليها فيراها نائمة بجوار الحائط، فيقترب منها ويحاول إيقاظها ويسألها بعد ذلك عن سبب نومها فى عز البرد فى الشارع
عبد الله : إنتى يابنتى..يا شاطره.
تستيقظ نسرين على صوته فتقول له بخوف.
نسرين : نعم ياعمو .. نعم
عبد الله: ما تخفيش يا بنتى.. ما تخفيش.. إنتى نايمة كدا ليه؟.. دا إنتى شكلك جميل وحلوة! ..وهدومك نضيفه كمان! ليه تنامى فى الشارع بالشكل ده .. أهلك زمنهم قلقانيين عليكى.
نسرين: أصل أنا تهت من ماما(تبكى وتقول) ماما ضاعت منى!
عبد الله: ( باستغراب يقول)لا حول ولا قوة إلا بالله..إزاى توهتى؟( تبكى للمرة الثانية ( استكمال لحديث العجوز) طب إهدى شويه .. ما تخفيش! إنتى أسمك إيه؟
نسرين: إسمى نسرين من إمبابة.
عبد الله : طب مش عارفه عنوانكم فين فى إمبابة؟ .. ولا أسم بابا إيه ؟
نسرين : بابا اسمه أحمد.
عبد الله : أحمد إيه؟
نسرين : مش عارفه ياعمو.
عبد الله : طب رقم تليفونه كام ؟
نسرين : برضو مش عارفه ياعمو
عبد الله: قوليلى توهتى إزاى؟
نسرين: ماما كانت بتشترىلى حلويات من عند البقال..وأنا واقفه معاها عدى علينا راجل ماسك فى إيده كلب فخفت من الكلب اللى معاه فسبت إيد ماما وجريت بسرعه.
عبد الله : ( بحزن) طب جريتى ليه؟ كنت نادى على ماما!
نسرين: خفت أحسن يعضنى.. فنسيت أنادى عليها من الخوف.
عبد الله: آدى موضة الكلاب.. أهى ضيعت بنت من أهلها ( ثم يصمت ويقول) والله لو واحد يتيم أو غلبان طلب مساعدة ما هيسألوا عنه زى ما بيسألوا عن الكلاب اللى بقت موضة وبيهتموا بيها… ناس مش عارفه تودى فلوسها فين….سبحان الله.. فين المسئولين عن آمان الشارع.. دى الكلاب جُعلت للحراسة مش للنزاهة.. سبحان الله.. طب ما تيجى يابنتى تباتى مع ولادى من البرد.. الجو برد عليكى.
نسرين: لأ ياعمو..أنا مش سقعانه ولا حاجه.. ماما زمنها جايه عشان تخدنى ماهى وبابا قالولى لما تتوهى عنا فى أى وقت خليكى قاعدة فى المكان اللى سبناكى فيه واحنا هنرجع لك بسرعة ونخدك.. عشان ما نتهش عن بعضينا.. فأنا عارفه أنهم هيجرعوا تانى يخدونى.
عبد الله: سبحان الله ( حديث مع النفس) البنت عندها أمل فى رجوع أهلها ويخدوها. ( لكن يقول لـها)… إن شاء الله يابنتى ربنا هيعترك فيهم.. بس الجو برد عليكى.
نسرين: أنا دفيانة ياعمو.. ماما لبستنى الجاكت الجلد عشان البرد.
عبد الله: خلاص براحتك.
ومازال قلقان عليها ولكن وصاها وقال
عبد الله: أوعى تروحى عند العيال اللى مولعين ولعه هناك دول، عشان دول عيال وحشين ( بقصد أولاد الشوارع )
نسرين: حاضر.. ربنا يخليك ياعمو
بعد أن أطمئنت له نسرين قالت:
نسرين: بص ياعمو
عبد الله: نعم يا حببتى.
نسرين: أنا عايزة منك طلب.
عبد الله: عايزة إيه ؟
نسرين: عايزة أعمل حمام ومكسوفة .. وعايره كمان أشرب.. بس خايفه أروح أدور على توالت وأملا الزمزمية.
عبد الله : خايفه من أيه يا بنتى؟
نسرين: خايفه لا ماما تيجى ومش تلاقينى.. وخايفه ما عرفش أرجع هنا تانى..وأتوه عن مكانى.
عبد الله: خلاص ..تعالى لما أوديكى الجامع اللى فى الشارع التانى.. وآملا لك الزمزميه وأبقى أرجعك لمكانك تانى.. بس لو تسمعى كلامي وتيجى تنامى مع ولادى.. يلا يابنتى قومى.
نسرين: ( تقف نسرين من مكانها وتقول ) يلا يا عمو
يأخذ عبد الله نسرين ويذهب بها للجامــــــع.
ستار
أشخاص المشهد الثانى
هم نفس أشخاص المشهد الأول بالإضافة إلى السيدة أم أحمد .
المكان : شارع غير الشارع به بيت أم أحمد التى تسكن فيه بجوار المسجد.
الوقت: نفس الوقت والزمان.
أم أحمد: سيدة طيبة متدينة تحب الخير للناس.
عمرها: تعدى الخمسينات ترتدى دائما جلابية سمراء وخمار كحلى
البداية
تفتح الستارة على الحاج عبد الله والطفلة نسرين فى طريقهما للجامع وأثناء سيرهما تم مقابلة الحاجة أم احمد أمام بيتها
عبد الله: السلام عليكم يا حاجة أم أحمد
أم أحمد: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.. إيه الجمال والحلاوة دى يا حاج.. يعنى مشفنهاش معاك ساعة صلاة العشاء.. بسم الله .. ما شاء الله.. أكيد دى بنت من عيال بناتك.
( تقترب منها وتقبلها)
عبد الله: أبدأ والله يا أم أحمد دى بنت تايهه من أهلها..لقيتها نايمة جنب الحيطه فى الشارع التانى وفضلت أصحى فيها.. فقامت من النوم مفزوعة.. ومن الفزع فضلت تعيط .. طبطبت عليها وهدهدتها.. ولما أطمأنت ليه طلبت تدخل الحمام.. وإنتى عارفه إن بيتى بعيد.. ودى طفله مش هتقدر تتحمل.. فجبتها تدخل حمام المسجد.. وطالما إنتى صاحية خديها الحمام عندك.تدخل أم أحمد بيتها وتقول
أم أحمد: أتفضل يا حاج .. تعالى يابنتى
( تدخل نسرين مع الحاج البيت)
المسرح بلاك
المنظر
صالة فى بيت متوسط المعيشة يوجد بها كنبه بلدى وتليفزيون وعدد اتنين من الكراسى .
البداية
يضاء المسرح أثناء دخول الحاج عبد الله ونسرين البيت وبعد ذلك تدخل نسرين الحمام فيجلس عبد الله مع أم أحمد ليتشاور فى موضوع نسرين على إنهما ما يسبوهاش تنام فى الشارع فيبدأ عبد الله بالحوار فيقول
عبد الله: والله ياحاجة شكلها بنت ناس طيبين ولو سبناها هتتبهدل..مع أنى حاولت أخدها معايا البيت فرفضت..فأيه رأيك تخليها تبات عندك عقبال لمّا نعرف لها أهل.
أم أحمد: ( صمت قليل ثم تقول ) مفيش عندى مانع.. خلاص أنا هاخدها يا حاج.. ما هو مش معقول نسيب طفله زى دى تبات فى الشارع ..وأنت عارف معظم الناس بقت معندهاش ضمير.. بيع أعضاء بشرية.. تسول فى الشوارع .. وخلافه وخلافه.
عبد الله: خير ما عملتى .
تخرج نسرين من الحمام والحاج عبد الله بجوار أم أحمد على الكنبة يشرب الشاى فتطلع بجانبه فيغلبها النوم فتنام لحين الانتهاء من شرب الشاى والحديث.
عبد الله: شفتى يا حاجه..أهو غلبها النوم
أم أحمد: يبقى لازم نروح نعمل محضر فى القسم عشان أخدها رسمى.
عبد الله: وأنا هتكفل بيها معاكى. بس ربنا يهديلك إبنك..ما انتى عارفه أنه بيشرب زفت مخدرات.
أم أحمد: أدعيلوا ياحاج بالهداية
عبد الله : أهو البنت نامت شويه يلا نصحيها عشان نروح القسم.
إطفاء للمسرح مع موسيقى
الفصل الثانى
المشهد الأول
البداية
يضاء المسرح على عبد الله وأم أحمد ومعهم نسرين بعد عودتهم من القسم وعمل المحضر فيدخل معها البيت ويقف فى الصالة ويوصيها قبل أن يتركها.
عبد الله: يوصى الحاجه, خديها فى حضنك يا أم أحمد دى بقت أمانه عندك..وإن شاء الله هجيلك الصبح.. ونشوف نعمل إيه معاها.. وأبقى أخدها معايا تلعب مع ولاد بنتى شويه.
أم أحمد : حاضر ياحاج.. دى فى عينى.
عبد الله : اعتبريها يتيمة ياحاجه, لحد ما نعتر فى أهلها.. إنتى عارفه الزمن دا واحنا خلاص كدا أطمنّا عليها.. وإن شاء الله هجيلك الصبح زى ما قولت ليكى خلى بالك منها .. عايزه حاجه تانى عشان الجو برد وعايز ألحق أرّوح
أم أحمد : روح انت يا خويا .. وما تقلقش عليها.
يترك الحاج عبد الله بيت أم أحمد ثم يعود فى اليوم الثانى
إطفاء المسرح
إضاءته مقدمة المسرح إضاءة خفيفة ثم يدخل صوت الراوى
الراوى : فى اليوم الثانى ذهب الحاج عبد الله ليأخذ البنت تعيش مع عيال بناته, فيرن جرس الباب على الحاجه أم أحمد فتفتح له
إطفاء المقدمة للمسرح ثم إضاءته على عبد الله وهو يتحدث مع أم أحمد
عبد الله : السلام عليكم يا حاجة.
أم أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حاج.. أتفضل
عبد الله: إيه الأخبار؟
أم أحمد: أتفضل بس الأول.
يدخل الحاج البيت ويكرر نفس السؤال بعد أن جلس معها
عبد الله : إيه الأخبار؟
أم أحمد: الأخبار كويسه ..
عبد الله: طب الحمد لله.. طمنينى
أم أحمد: طلعت بنت مؤدبه وبتسمع الكلام.. أنا حبتها خالص دى بقت زى عيالى
عبد الله: بس الحقيقة أنا جاى عشان أخدها. معايا
أم أحمد: وتاخدها ليه بس يا حاج؟
عبد الله: أصل بنتى الدكتورة زعلت منى.
أم أحمد: وتزعل منك ليه؟
عبد الله؟ كانت عايزاها تنام مع ولادها.. دى حتى زعلت عليكى.
أم أحمد: يوه ياحاج .. وتزعل عليه ليه؟
عبد الله: قالت يا بابا دى لسه صغيرة.. وخالتى أم أحمد مش هتقدر عليها.
أم أحمد : لأ ياحاج… أنا اللى استلمتها ومسئولة عنها..وكمان هقدر عليها.. شكلها بنت ناس لأنها مطيعه وبتسمع الكلام.
عبد الله: خلاص هبقى أجى أخدها فى يوم تانى.. أو أبعت لها البنات يوم عندك ويوم عندنا.. وإن شاء الله ربنا هيعترها فى أهلها.. طب إنتى هتعوزى منى حاجه.
أم أحمد: آيوه يا حاج …
عبد الله : عايزه أيه؟
أم أحمد: عايزين نوديها تتعلم.. حرام لما نحرمها من التعليم..إحنا فى إجازة العيد وبعد كدا الدراسة.. وشكلها كانت بتروح حضانة.
عبد الله : إنتى سألتيها هى كانت فى حضانة ولا لأ؟
أم أحمد: لما سألتها قالت لى.. تمشى على طول على طول .. وبعدين تلاقى الحضانه دى جنب البيت( يبتسم الحاج).. دى لاهى عارفه اسم الحضانة ولا حتى عارفه عنوانها.
عبد الله: ما احنا منعرفش أسمها بالكامل.. ولا هى فى حضانة مين.. ولو كنا نعرف كانت سهلت المأمورية علينا وكنا روحناها عن طريق الحضانه.
أم أحمد: طب الحل أيه؟( ثم تصمت قليلا فيقول لها الحاج عبد الله واثناء حديثه لـهــا يتحرك اتجاه الجمهور )
عبد الله : إنتى عارفه يا أم أحمد لو التربية والتعليم مع الشرطة عملت موقع بصور الأولاد على الكمبيوتر من ساعة الولادة.. وحتى أولاد المدارس فى جميع المراحل التعليمية كانت سهلة رجوع أى طفل أو ولد أو أى بنت تاهت من أهلها.
تقاطعه أم أحمد وتقول
أم أحمد : يعنى إيه اللى هيحصل يا حاج؟ لو عملوا زى ما انت ما بتقول
عبد الله: كان هيتم البحث عنها وعن أى حد على شبكة الانترنيت بالصورة وبالاسم فى كل مواقع الشرطة أو مواقع التربية والتعليم ولا يبقى فيه ولاد شوارع ولا يبقى فيه ولاد سوابق..عرفتى ليه بقى العيل لما يتوه صعب أن الواحد يلاقيه
أم أحمد: صعب ليه ياحاج؟
يرد على أم أحمد
عبد الله : هقول لك يا أم أحمد وهقول لكل للناس ولازم صوتى يوصل لازم.. وانتوا كمان عرفتوا ليه ما بنعرفش نوصل لطريقه .
( صمت قليل من عبد الله ثم يقول )
عبد الله: لأن شكله بيتغير.
أم أحمد: والله صحيح ياحاج.. دا العيل كل سنه شكله بيتغير.
عبد الله: أيوه يا كلامك صح.
أم أحمد : طب المفروض نعمل أيه؟
عبد الله : المفروض أول ما يتولد يتعمل له الشغلانة دى.. وتبقى بصمة بالصورة زى الفيش والتشبيه.. وزى بصمة العين.
أم أحمد: تقصد بالكمو…..يوتر (تضحك من نطقها غلط للكلمة) وكل ما يكبر يغيروا صورته على الكمبيوتر ييتر .. دا الحرامى بيتعملوا صورة فى القسم وأكيد برضوا على الكم بيييوتر
يضحك الحاج من نطقها لاسم الكمبيوتر غلط ويرد عليها
عبد الله: والله يا حاجة الفكرة جديده ونسميها بصمة الصورة.. وإيه كمان… يكون مع كل ضابط فى أى كمين جهاز للكشف على أى طفل أو أى طفله حتى لو مع أهله.. وبكدا تنتهى عملية الخطف وسرقة الأعضاء البشرية.وتبقى بلادنا خاليه من الإجرام وسرقة الأعضاء.
أم أحمد: والله فكرة جميلة ياحاج.. بس مين اللى يسمع وينفذ..
عبد الله : أسيبك عشان أروح.( يخرج الحاج عبد الله من البيت ويترك نسرين )
ستار
أشخاص المشهد الثانى
- الراوى
- الرجل
- صوت رجل النجدة من التليفون
- الضابط
- عدد 3 عساكر بالسلاح
- بجانب شخصية نسرين
البداية
إطفاء المسرح مع إضاءة خفيفة للـمقدمة
الراوى يحكى بعض الفصول من القصة إلى أن يصل إلى نهاية الفصول
الراوى : كبرت البنت فى أحضان الحاجة وتحت إشراف الحاج عبد الله, وقامت بتعليمها تعليم خاص فى منزلها وعلى حسابها وبمساعدة أهل الخير من الجيران إلى أن وصلت إلى درجة عالية من القراءة والكتابة، لكن للأسف ليس لها مكان فى الجامعات ولا منزلة علمية، وقد احتفظت الحاجة أم أحمد بملابس البنت وحافظت عليها من ابنها المدمن وبعد أن كبرت وترعرعت توفيت الحاجة، فقامت نسرين بترك البيت خوفاُ على كرامتها وشرفها ومن سوء معاملة ابن الحاجة لها لكن الحاج عبد الله أستمر فى البحث عنها فى كل مكان خوفاً عليها من أصحاب الشر بعد أن تركت البيت فلم يجدها, فمرض مرضا شديدا بسببها وتوفى حزناً عليها, لكن عثر عليها أصحاب الشر وأخذوها معهم إلى طريقهم بالقوة لأنها جميله وتركوا المنطقة وذهبوا بها إلى منطقه أخرى لا يعرفها أحد من أهل الخير. لكنها فى يوم من الأيام انتهزت أنهما فى غيبوبة الإدمان وهربت منهم. وعملت خادمة فى المنازل فأحلوت فى عيون الرجال ..وتناقلت من شقه إلى شقة إلى أن عثرت على رجل وامرأه عاشت معهم لعدم إنجابهم أولاد. لكن الزوج كان سكيرا لا يعرف الرحمة مع النساء كان يدخل عليها فى غرفتها خلسة بعد نوم زوجته ولكن كانت تهدده بفضح سره لزوجته وتحرشه بها فترده خائباً. وتوفت زوجته بسبب مرضها اللعين وزاد تحرشه بها وحاول وتكررت المحاولات وكانت صريحه وأعلن عن رغبته فى ممارسة الجنس معها فرفضت.
يختفى صوت الراوى مع اختفاء ضوء المقدمة ويضاء المسرح على نسرين والرجل وهى تستعطفه تقول
نسرين: يا سيدى أنا من دور ولادك.. لو كان عندك ولاد ..عايز أيه منى.. حرام عليك.
الرجل: دا يبقى حرام عليه أن احرم نفسى من جمالك وحلاوتك.. إنتى مش عرفتى كل حاجه يبقى خلاص.. تبقى بتعتى لوحدى. (ويرقص ويقهقه ) هتروحى منى فين.. هتروحى فين يا حلوه.. آبقى غبى لو سيبتك تمشى.
تنبه نسرين وتقول
نسرين : كفاية .. كفاية..أنت مش فى وعيك..أنت سكران ينظر لـها ويقول .
الرجل: كنتى زمان بتهربى منى.. وآهى مراتى ماتت.. هتهددينى بمين دلوقتى هتبقى بتاعتى.. بتاعتى انا.. وفين يا حلوه …. (يضحك ثم صمت قليلا ويقول ) عارفه فين ؟ فى حضنى .. تدلعينى وأدلعك.. تضحكينى واضحكك.. خلاص يا روح روحى خلاص( ثم يقهقه )
حاولت الهروب منه فأغلق عليها باب الشقة, ووجدت أنه لا مفر فيضحك الرجل ضحكة السكارى . ويقهقه ويغنى بصوت عالى مسموع
الرجل: أنت وبس اللى حبيبى.. ولا فيش غيرك عالبال
نسرين : حرام عليك.. حرام .. أرجوك فوء .. ( يتركـها تتكلم, و يستمر فى الرقص بالكــــأس ويقول )
الرجل: دى انتى جسمك ناعم ذى الحرير.. وشعرك ريش نعام جميل..هعمل منه مخده للسرير.. والليل هادى جميل.. ويبقى… انا وانتى ولا حد تالتنا.. أنا وانتى وبس.. أنا وانتى يا حلاوتنا… أنا وانتى..( صـمت قليل ثم يقول لــهـأ ) انا وانت يا جميل… ( يضحك كالـشـيطان ثم يصمت ويقول ) عايزة تمشى ما تمشى…بس هتروحى فين؟… هتروحى فين ياحلوه الحلوين.. هتروحى لنفس الشارع اللى جابك عندنا.. واللى فى الشارع أكثر منى..هيكلوكى لحم ويرموكى عظم..إنتى عرفتى إنى عايزك…يبقى لازم تطاوعينى ياحلوه. ثم يجلس على كرسى هزاز موجود فى الصالة من التعب من كثرة الرقص والشرب. ( بعد أن زهقت منه توهمه بالكلام أنـها موافقة له) صمت قليل ثم العودة للحديث معه.
نسرين بمكر : خلاص أنا موافقة.. بس على شرط.
الرجل: أأمر يا جميل
نسرين : سبنى أجهز لك نفسى.
يضحك الرجل بضحكات مرتفع تهز المكان ثم يهدأ ويقول وهو منحنى مشاورا بيديه
الرجل: أتفضلي يا ست الجميلات .. أتفضلي
تذهب نسرين للغرفة الأخرى لتجهيز نفسها.
إطفاء للمسرح ‘ مع إضاءة خفيفة للمقدمة أثناء حديث الراوى
الراوى: بعد أن ذهبت نسرين للغرفة الأخرى لتجهز نفسها خرجت له كأنها ملكة جمال العالم فيفرح الرجل بها عندما شاهدها قال.
إطفاء المقدمة وإضاءته المسرح
الرجل: عمرى ما شفتك بالشكل ده أبدا.. كنتى مخبيه جمالك عنى فين .. آه يا جميل يا جميل( يصقف بالكفوف ويتراقص من الفرحة) فتنظر له وتقول بغيظ حتى تدبر له المفاجأة :
نسرين: إزاى أجهزلك نفسى وانت مش جاهز.
يفرح الرجل بهذا الكلام كما يفرح الشيطان عندما يجعل بنى أدم يفعل المعصية فيقول
الرجل يتراقص للجمهور : سأجهز لكى نفسى.. يا روح روحى. ثوانى يا حلوه.
يذهب الرجل للغرفة الأخرى لتجهيز نفسه, إطفاء للمسرح أثناء خروجه, وتضاء بؤرة ضوئيه أثناء تحـرك نسرين على المسرح وهى تسرح بفكرها وتتحسر على نفسها ( يصمت يخيم على المـــكان.. ( وبعد قليل يقول الراوى) إطفاء البؤرة وإضاءه للمقدمة
الراوى: لكن نسرين كانت محضره له مفاجأة أخفتها تحت الوسادة وانتظرت حضوره وعندما حضر إلى الغرفة وبدأ فى خلع ملابسه واحدة تلو الأخرى تقول له وهى على السرير بعد ( إضاءة كامله للمسرح بعـد انتهاء حديث الراوي )
نسرين بـمـكر: تعال.. تعال أنا مستنياك يا حبيب قلبى… تعال.( تشاور له فيصعد للسرير تعال هنا .. تعال جنبي ( ثم تصمت فـيقول الراوى بعد الصمت
( إضاءة خفيفة للمسرح للمشهد بعد أن صعد الرجل للسرير فيقول الراوى.
الراوى: صعد الرجل إلى السرير وبدأت المداعبة مع الكلام والغرام, نسى نفسه وتجهز لافتراس الضحية. فكانت المفاجأة إخراج نسرين شفرة موس الحلاقه التى كانت تحت الوساده, وقطعت له العضو الذكرى وتركته فى السرير يصرخ.. وقفت أمامه بالغرفة وهو يتلوى من الألم ويغرق فى دمه, بعد أن كان غرقاناً فى بحر العشق والغرام .. فقالت له بعد أن صرخ بعلو صوته.
نسرين: أنت بتصرخ ..انا عايزاك تصرخ اكتر واكتر.. أصرخ.. كنت عايز ترتاح, طب ارتاح… ما انا ياما قولت لك أنا زى ولادك.. كنت ترفض البعاد عنى.. ليه كنت بتعمل معايا كدا.. وتتحرش بيّا ليه.. كنت عايز تخلينى واحده ست وانا لسه بنت… ليه.. وفين؟.. فى الحرام.. ليه؟!
الرجل: آه يا بنت الكلب..آه ..ضيعتينى وضيعتى حياتى..آه يا بنت الشوارع .
نسرين بانهيار : أنا لو بنت شوارع كنت وافقت ليك على كل اللى أنت عايزه.. أنا مش بنت كلب .. أنا بنت ناس.. بس الزمن اللى حرمنى منهم وفضلت أبكى ليك مرحمتنيش وأنا بصرخ وبقول لك بلاش..كنت بترفض.. بترفض تسمع حتى صوتى.. أصرخ .. أنت فاكر هتلاقى حد يرحمك؟ ( تبعد عنه بـخـطوة ثم تهدأ وتسأله).. كم مرة أتحرشت بيا؟ .. ( بشديه) قولى كم واحدة أنجرحت منك؟ ولا سألت عنها..انت طلعت ديب؟!.. انت ما تعرفش الرحمة أبداً. ثم تتحرك اتجاه الجمهور ) وتتحدث لـهم بصوت مملوء حزن
نسرين : ليه بتفتكروا أن كل بنات الشوارع ملهمش أهل؟ وليه نظارات الناس لهم وحشه وكلها كره ليه؟ ..
( ثم ترجع للحديث معه وتقول بعصبية)
نسرين : أنت لسـه بتصــــــرخ؟..انا عايزاك تصرخ اصرخ..اصرخ ..اصرخ.( موسيقى ) ثم تجلس بعد ذلك على الأرض بعد أن ألقت بشفرة الموس وبعد قليل وقفت واتجهت ناحية التليفون الأرضي ورفعت السماعة لطلب النجدة وعند الرد عليها قالت لهم .
سرين : ألو .. شرطة النجده .
النجدة ” [ ——–]
نسرين بانهيار: أنا قتلت واحد وسخ .. ديب بشرى.. قتلته ..أيوه أقتلته .. قتلته
النجدة: ( الصوت سماعة التليفون) بس أهدى وادينا العنوان.( تعطيهم العنوان ثم تغلق التليفون وتضع السماعة وتجلس مرة ثانيه على الأرض داخل الغرفة وتنتظر حضور الشرطة وهو مازال يصرخ ولا يقدر على الحركة والنزول من على السرير.لكنه يقول
الرجل: اطلبي الإسعاف.. اطلبى الإسعاف يا بنت الكلب..تقتلينى وتمشى فى جنازتي.. هموت.. ( ثم تنظر له بغيظ, فيستعـطــفـهــــــــا ) أنا زى أبوكى
أطلبى الإسعاف يا نسرين.. أرجوكى (ترد عليه بضحكات مستمرة
نسرين: أبويا.. وبتترجانى كمان( ضحكات مستمرة ) ثم تهدأ وتعاتبه ما أنا ياما قولت لك انت زى أبويا وانا زى بناتك وأتحيلت عليك واترجيتك فاكر.. كنت هبوس إيديك..ادينى أنا اللى دلوقتى بضحك وانت اللى بتترجانى. تضحك وتقهقه إلى أن يعلو صوتها
ستار
الفصل الثالث
المشهد الأول
المنظر
المسرح بلاك ونسرين تنتظر خارج الغرفة لحين حضور النجده وعند حضورها تهدا وتدخل مع النجده للغرفة
البداية
تفتح الستارة على المسرح وهو خالى من الإضاءة مع سماع صوت عربة النجدة وبعد انتهاء الصوت يرن جرس الباب الخارجى فيضاء المسرح إضاءة خفيفة أثناء تحرك نسريـن لفتح البـاب ثم يضاء للمرة الثانية إضاءة كامــــلا بعد دخول ضابط الشرطة ومعه القوة من الصالة إلى غرفة النوم, ينظر الضابط شمالاً ويميناً, رأى الشفرة مرمية على الأرض والرجل يلف نفسه بملايه فينظر باستغراب بعد مشاهدته للدم, فيقول لامين الشرطة.
الضابط: أبعت إشارة للإسعاف بسرعة.
يمسك أمين الشرطة جهاز اللاسلكي ويتصل على الإسعاف وبعد ذلك يتجه لنسرين ويسألها عن الفاعل
الضابط : مين اللى عمل كدا؟ مين ؟
نسرين: ( بكل برود وهدوء ) أنا اللى عملت كدا..( ثم تندفع بصوتـــــهـا ) بقولك أنا. عندما سمع الضابط الاعتراف من نسرين شعر إنها غير مدركه للكلام وفى حاله هستريا فضحك ثم قال لها بكل هدوء
الضابط: إنتى اللى عملتي كدا؟
نسرين: أيوه .
الضابط ( بشده) : أنتى مجنونة
ترد عليه نسرين بصوت مملوء بالحزن والحسرة فتقول له.
نسرين: دلوقتى بقيت مجنونة.. فعلا انا بقيت مجنونة عشان بدافع عن نفسى وعن شرفى .
تتحدث للجمهور
نسرين : شفتم بقيت مجنونه عشان بدافع عن شرفى.. ما انا ياما بكيت له عشان يرحمنى ويرحم دموعى.. ساعتها مكنتش مجنونه..لكن كنت بوعى( ترجع للضابـط وبصوت كله خوف ورعب ) طب أسأله.. كان عايز منى أيه.. أسأله؟ يا حضرة الضابط أسأله ليه مرحمشى صرختى.. مرحمشى دمعتى حتى مرحمشى ضعفى .. أسأله ..أسأله يا حضرة الضابــــــــــــــط (صمت قليلا من الضابط ثم يقول بعد الصمت
الضابط: بس فيه قانون.
نسرين: ( باستهزاء) قانون!.. قانون إيه يا حضرة الضابط.. وانا بنت تايهه من صغرى.. وعشت طفولتى أحلم بأهلي… كان عندى أمل أرجع لهم.. ويشفونــــى عروسه قدمهم ( تضحك) ..أيوه عروسه بفستان الزفاف زى أى بنت .. لكن الزمـــــــن دبحنى لـما حرمنى منهم ( ضحكـــــــة
خفيفه ) هــ هــا… وهو كمان كان عايز يدبحنى..وغيره وغيره… بيقولوا عليّا بنت شوارع.. بس فيه ناس ليها أصل ولا تعرف أهاليها فين.. والسبب! ( صمت قليل مع موسيقى حزينة ) .. اللى خطفونا وخبونا واللى سرقونا وبعونا.. وغيرهم ..وغيرهم.. وجاى دلوقتى تسألنى وتقولى عملت كدا ليه؟.. بس أنا محدش خطفنى.. انا ضعت من اهلى بسبب واحد ابن كلب كان معاه كلب, فخفت منه وجريت من أمى . تقدر تقول لى مين المسئول عن الكلاب اللى أصحابها وخداها
معاها فى الشوارع.. تقدر تقول لى مين؟
الضابط : انا قولت لك فيه قانون.
تتحرك نسرين نحو الجمهور ثم تحادثه وتقول بألم من جرح الزمن ومازالت الموسيقى تصاحبها
نسرين: قولولى… قولولى يا ناس كان القانون هيجبلى حقى.. ولا هيحمينى منه .. أبداَ والله (تتجه للضابط ) كان هيقول عليّه يا باشا دى بنت كلب نصابه لمتها من الشارع فى بيتى.. وكان هجيب ناس أشكاله تشهد عليه ظلم… أسأله كان عايز منى أيه؟.( ينظر إليها الرجل بندم بعد أن سمع حديثها, ثم ينظر إليه الضابط باستغراب ويـــهـــز رأسه) ثم يقول للقوة التى معه
الضابط: أقبضوا علي المجنونة دى .. دمرت الراجل ..دا معدش نافع يكون راجل.
يضع أمين الشرطة الحديد فى يد نسرين ويخرج بها، ثم وراءه المسعف وهو يحمل الرجل على كرسى نقاله
ستار
أشخاص المشهد الثانى
امرأة – القاضية
عدد 2 من الرجال على المنصة بجوار القاضية عن يمينها وشمالها
وكيل النيابة
- محامى
- حارس نسرين
- حاجب المحكمة
- المكان: داخل المحكمة ونسرين فى القفص
- الوقت : الساعة العاشرة صباحاً
- منصة القضاء
المنظر
ساحة محكمة بها ناس.
قفص حديدى بداخله المتهه مرتديه ملابس الحبس الاحتياطى.
المنصة وعليها أعضاء المحكمة .
البداية
تفتح الستارة أثناء نداء حاجب المحكمة من الخارج ( موسيقى)
الحاجب: محكمة.
يقف الجميع .ثم الجلوس. بعد ذلك تقرأ القاضية أوراق القضية وبعد الانتهاء من القراءة تسأل عن وكيل المتهمة
القاضية: أين وكيل المتهمة؟
يقف المحامى من مكانه ثم يتحرك اتجاه المنصة ليعرف شخصيته ويبدأ فى الدفاع عن نسرين.
المحامى : أنا حاضر عن المتهمة.
القاضية : ما هو دفاعك ؟
المحامى: سيدتى القاضية..إن موكلتى كانت فى حالة دفاع شرعى عن نفسها لأن الرجل التى كانت تعمل عنده وفى بيته كان يتحرش بها دائماً ويحاول الاعتداء عليها جنسياً منذ ذهابها إلى بيته لتخدم زوجته المريضة بالمرض اللعين… كان لا يرحمها أثناء الجلوس مع زوجته وأثناء التحرك داخل الشقة…عيناه كانت كأعين الديب الذى ينتظر الفرصة حتى ينقض عليها ويفترسها عندما تكون بمفردها
( وكيل النيابة يقرأ موضوع الاتهام وهو جالس على كرسيه ثم يقف ليرد على دفاع المتهمة متجهاً بكلامه لعدالة المحكمة أولا
وكيل النيابة : بعد أذن عدالة المحكمة.. أريد أن أتحدث إلى زميلى الموكل عن المتهمة بسؤال واحد.
القاضية: سؤال واحد.
وكيل النيابة: حاضر.
القاضية: أتفضل أسأل.. بس يكون فى صلب الموضوع
ثم يتوجه للمحامى ويقول
وكيل النيابة: ممكن تقول لى أيها الزميل قبل أن تعمل عند هذا الرجل ماذا كانت تعمل فى الصغر؟ .. بما إننى أعلم من أوراق التحريات أنها تاهت من أمها فى الصغر وهـــــــــــــــى تشترى لها حلـويات.( موسيقى) ( يكرر وكيل النيابة السؤال) قول لى أيها الزميل.. كانت بتعيش فين..( ثم بصوت مرتفع) كانت بتعيش فين ومع مين؟! تنتبه القاضية لكلام وكيل النيابة وتقول للمحامى.
القاضية: من فضلك جاوب على السؤال .. لأني عايز أعرف قصتها بعد لماّ تاهت من أمها؟ راحت على فين؟..وكانت عايشه مع مين العمر ده كله
المحامى: حاضر … سيدتى…الغيب أى الماضي لا يعلمه أحد.. لكن تعلمه موكلتى لأن التحريات تختلف عن الواقع .
تتكلم القاضية مع نسرين وتقول
القاضية: أذن… اتكلمى يا نسرين .. احكى كل اللى مريتى بيه من لحظة ما توهتى من أمك لحد ما قابلتى هذا الرجل. ( تنادى على الحارس) يا عسكرى خرجها من القفص خليها قصاد المنصة.
العسكرى: حاضر يافندم.
المسرح بلاك
إضاءة خفيفة لمقدمة المسرح أثناء حديث الراوى
الراوى
استغراب نسرين واندهاشها لطلب القاضية وقيام العسكرى بعد ذلك بإخراج نسرين من القفص.. والذهاب بها أمام المنصة ( بؤرة ضوئيه متحركة) أثناء تحرك العسكرى بنسرين لتقص حكايتها.. وبعد أن انتهت نسرين من حديثها عن الماضى اندهشت القاضية مــــــــــن حكاية نسرين فقالت فجأة. (إضاءة كامله للمسرح ) فتقول لها القاضية
القاضية: يا نسرين أخلعي طرحتك من على راسك ( تباطأ من تسرين لـهذا الطلب, ولكنـ تكرر القاضية نفس الطلب
القاضية: يلا يا نسرين.. إنتى مستنيه أيه …يلا أخلعيها وورينى ودنك اليمين.
تقترب نسرين من المنصة أكثر فتندهش المنصة مع أن الكل يعلم بقصة بنت القاضية فتقول القاضية للمنصة
القاضية : زملائى أنتم تعلمون قصة أبنتي وبعاطفة الأمومة أنا حاسة أنها ستكون أبنتى.. اتركوا لى مساحة من الوقت ( ضجيج من الحضور)
القاضية : من فضلكم..من فضلكم.. من فضلكم لو سمحتوا .. وقبل أن تخلع نسرين الطرحة سألتها القاضية
القاضية: ليه عملتى معاه كدا؟
ترد نسرين بخجل وتقول
نسرين: عشان شرفى..وشرف اهلى..نعم أنا تهت من أمى وهى تشترى لى حلويات وأنا طفله صغيرة.. ولا أعلم بمكان أهلي لحد دلوقتى( صمت من نسرين فتقوم القاضية باستكمال القصة وتقول لنسرين )
القاضية: كنتم واقفين عند البقال.. وكنتى لابسه جاكت جلد أسمر.. ومعاكى زمزمية ميه بيج..وكيس بلاستك مليان بالحلويات .. صح كلامى يا نسرين ( ترد عليها وتقول بإندهاش)
نسرين: إيه اللى عرف حضرتك الكلام دا..أكيد حضرتك قرأتيه فى جرنان ولا… إنتى ….أنتى!
القاضية: كملى يا نسرين.. ليه دبحتى هذا الرجل؟
نسرين: كان بيتحرش بيا كتير..ويقفل عليه الأوضه وكان مُصر على أنه يعاشرنى جنسياً فرفضته.. وحصل اللى حصل.. . صحيح أنا معرفش أهلى فين.. بس ممكن أأقابلهم فى يوم من الأيام فيعرفوا أن بنتهم شريفه وحافظت على عرضها.
يتدخل المحامى فى الحوار ليؤكد للقاضية انها كانت فى حالة دفاع شرعى
المحامى : سيدتى القاضية .. أن كلام موكلتى يدل على انها كانت فى حالة دفاع شرعى … ويدل ذلك على انها بنت ناس طيبين وكانت بتعيش برضو مع ناس طيبين.. علموها كتاب ربها فخافت من عقابه وعملت بالأيه الكريمة التى تقول ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الــهوى فإن الجنة هى المأوى([1])
يقف وكيل النيابة وهو فى مكانه ليرد على المحامى.
وكيل النيابة : كيف تخاف من ربها وتمنع نفسها عن الهوى يا زميلى وهى بنت شوارع … وليه ما تكنش هى اللى كانت بتغريه فى كل لحظه. ( ثم يتوجه للقاضية ) سيدتى القاضية هما دول ولاد الشوارع بيعملوا الجريمه ويقولون احنا مظلومين.
يرد عليه المحامى
المحامى : سيدتى القاضية مع احترامي لكلام زميلى ممثل النيابة.. أحب أن أقول له .. إن موكلتى مش بنت شوارع .. موكلتى تاهت من أمها فى الصغر كما كانت تحكى لعدالة المحكمة ..وكما هو مدون من تحريات المباحث فى أوراق القضية التى أمام عدالتكم.. فهذا دليل قاطع انها ليست ببنت شوارع بل كانت تدافع عن نفسها.. والمجنى عليه موجود إلى الآن فى المستشفى للعلاج .. أين أسألته؟ وأين دفاعه؟
تتدخل القاضية بينهما وتقول للنيابة
القاضية: لحظه من فضلكم .. فعلا مش كل من كان فى الشارع من ولد أو بنت كما قالت نسرين تكون بنت شوارع.. ممكن نسمع منها للنهاية
القاضية: طب.. لما إنتى توهتى يا نسرين.. عشتى إزاى؟ ..ومع مين عشتى؟
نسرين: عشت مع خالتى أم أحمد
القاضية : هى موجوده معاكى.
نسرين : لأ.. (ثم تصمت )
القاضية : اتكلمى يا نسرين
نسرين : ( بحزن) الله يرحمها كانت ست طيبه هى اللى خدتنى من عمى عبد الله لما كنت نايمة جنب الحيط وعاملتنى بكل حب وحنان.. كانت بتخاف عليه زى ما أكون بنتها وعمى عبد الله هو كمان كان دايمـــــــــــــــاً يسأل عليـــــــــــــــه الله يرحمه.. حفظنى القرأن من صغرى وعلمنى إزاى أصلى..وإزاى أحافظ على نفسى.. ولما ودانى ليها جابولى مدرسيين فى البيت على حسابهم الخاص لإنهم ما كنوش يعرفوا اسمي بالكامل.. لسه فيه ناس طيبين.. بس بياعين الضمير اكتر من الطيبين.. ومن طيبة أهلى وقعت معاهم وأنا صغيرة…… الله يرحمهم.
تطلب القاضية من نسرين للمرة الأخيرة خلع الطرحة التى على رأسها
القاضية : يلا يا نسرين … اخلعي الطرحة اللى على راسك.. يلا وورينى ودنك اليمين.. إنتى لسه واقفه يلا .
إطفاء المسرح ثم إضاءة للمقدمة لحديث الراوى
الراوى : الكل فى دهشة فتقوم نسرين بخلع الطرحة ثم تلتفت للقاضية لتريها الأذن اليمنى فتنزل القاضية من على المنصة وتبحث عن العلامة.. لإنها كانت وحمه مرسومه رسمة الفراولة, وعندما وجدتها صرخت بأعلى صوت وكانت الصرخة مملوءة بالحزن.( إضاءة لقاعة المحكمة عند نداء القاضية لنسرين)
القاضية: بنتى.. تعالى يا نسرين.. تعالى فى حضنى .. حضنك أمك يا نسرين
إطفاء خفيف لقاعة المحكمة مع الرجوع حديث الراوى
الراوى : تقترب القاضية من نسرين وتحتضنها بلهفة واشتياق لكن تتركها نسرين وتبتعد عنها لإنها غير مصدقة وتنظر إليها باستغراب ثم قالت لها
اختفاء الإضاءة الخفيفة للقاعة مع ظهور الإضاءة كاملة لحديث نسرين
نسرين: أنا مستغربه لحضرتك.
القاضية: ليه يا نسرين.. أنا ماما
نسرين: أنا غير مصدقة صمت وحيرة ثم تطلب منها الذهاب إلى القفص
نسرين: بعد أذنك أروح أجيب حاجه من شنطتى اللى كانت معايا لما تهت من ماما.. لو إنتى ماما هتعرفيها.
القاضية : فين الشنطة يا نسرين؟
نسرين : فى القفص
القاضية: روحى جيـبيها يا نسرين.
تذهب نسرين إلى قفص الاتهام فتنظر لها القاضية أثناء تحركها وهى فى مكانها, إلى أن رجعت بالزمزمية التى كانت معها عندما تاهت ثم تعطيها للقاضية وتقول
نسرين: فاكره دى؟
سرحت القاضية بعد أن أمسكت بالزمزميه فسألتها نسرين بكل هدوء
نسرين: حضرتك أفتكرتيها؟
صمت ضعيف من القاضية لكنها قالت.
القاضية: طب ليه إنتى محتفظه بيها؟
تكرر القاضية نفس السؤال
القاضية: قولى.. ليه إنتى محتفظه بيها.
ترد عليها بقلب مجروح من طفولتها لقسوة الزمن عليها فى حرمنها من أمها
نسرين: عشان تفكرنى بماما.. ماما اللى عمرى ما نسيتها.. ودايما فى أحلامي.. وتكون دليل لمعرفته أمى بيا لما أكبر.. إذا قدر الله أن أقابلها .. وبعدين فيها ريحة أمى لما كانت مسكها وهى بتشتريها.. ولما قالت لى عليها يا نسرين.. كنت بخدها فى حضنى وانا بنام (صمت) مع إضاءة خفيفة أثناء تشغيل أغنية ست الحبايب .
إضاءة كما كان المسرح فى الأول بعد إنتهاء الأغنية استكمال لحديث نسرين
نسرين: وكأنها حضن ماما..عرفتى ليه حضرتك أنا محتفظه بيها..
تسيل دموع القاضية على خديها لأنها أم فنسيت انها رئيسة الجلسة وسرعان ما تغيرت ملامحها بألوان الفرح والدهشة.
القاضية: آه .. يا نسرين.. آه .. بلاش حضرتك .. قولى ماما .. كلمة ماما اللى اتحرمت منها سنيين طويلة وكلمة نسرين اللى عمرى ما نستها..إنتى فعلا حفظتى عليها يا نسرين.. هى دى اللى جبتهالك لما قولتى عجبانى يا ماما.. فاكره يا نسرين .
نسرين: وانتى قولتى عينى يا نسرين
( موسيقى) ليه سبتينى يا ماما؟ ليه؟
تحتضنها القاضية فى وسط المحكمة بأشتياق طال سنين وتبكى بدموع الفرح وتطلب من ابنتها السماح
القاضية: سمحينى يا نسرين.. أنا دورت عليكى كتير انا وبابا ..ملقناش فيه فايدة .. لكن ما كناش بنام الليل.. صمت يخيم على المكان وأندهاش من الجميع ثم تقول القاضية للمنصة بعد الصمت وانتهاء الموسيقى
القاضية: اسمحوا لى أنى أتنازل عن هذه القاضية وأتركها لزميل أخر ثم تلتف للجمهور
القاضية: لأقف بجانب بنتي.. بنتى اللى تاهت منى وحرمنى منها الزمن.. بنتى اللى دافعت عن شرفها.. يبقى معقول أسيبها تتضع منى تانى .. معقول.. فعلا مش معقول أسيبها بعد كدا..
( صمت قليل ) الحمد لله.. حقيقى أن الله لا يخيب أمل الداعى.. كنت فى الليل أصلى وأدعى بدموعى وأقول يـارب أحفظ لى بنتى.. يارب رجع لى بنتى.. كنت أقولها من قلب مجروح..بس الحمد لله نسرين زى ما هى بنت.. أشكرك يارب أنك حافظت عليها.. تتجه القاضية للمنصة وتتطلب إعفاءها من نطق الحكم
القاضية: سمحونى.. واقبلوا اعتذاري ..لا اقدر أن أنطق الحكم على بنتى.. أرجو من الأقدم ان ينطق الحكم لكن بروح القانون. تندهش نسرين من اعتذار القاضية ويندهش المحامى ويندهش كل من هو بالقاعة فتقول نسرين قبل النطق بالحكم
نسرين بفرحه: يعنى إنتى ماما؟ انا مش مصدقه.
القاضية: أيوه يا نسرين انا ماما .. وهتصل فورا على بابا ودلوقتى.. عشان يحصلنا وانا جايه أوصلك للحبس بس بعد نطق الحكم.. وما تخفيش يا نسرين .. عمرى ما هسيبك تضيع منى تانى.. وبتهيألى عمر القانون ما حيتخلا عنى بروحه.. ما إنتى فعلا كنت فى حالة دفاع عن شرفك وعرضك وعن نفسك .. ودى مش قضية قتل دى قضيه دفاع عن الشرف.. والمجنى عليه لسه موجود فى المستشفى .. لو تسمح لى عدالة المحكمة ان تحكم بروح القانون لحين حضور المجنى عليه واستجوابه
يستأذن اقدم عضو على المنصة منها ويقول
العضو الأقدم : سيدتى القاضية بروح القانون نهنى حضرتك برجوع ابنتك وبعد إذنك بروح القانون أيضا نقول منطوق الحكم
القاضية : أتفضل
قبل منطوق الحكم قال الأقدم
الأقدم : أن هذه الأم تاهت منها أبنتها وكانت في هذا الوقت وكيله نيابة ..لا استغلت سلطتها في البحث عنها لكن تركت البحث لرجال الشرطة ويشاء أن يلعب القدر لعبته بعد هذه المدة مع نسرين حتى ترجع إلى حضن أمها فبروح القانون لا نحرم أم خدمته القانون بكل شرف رغم حرمانها من أبنتها لا تتكاسل عن عملها.. وكانت المتهمة فى حالة دفاع شرعى
( ضجيج فى القاعة فيقول الأقدم)
الأقدم: لو سمحتوا .. من فضلكم..لو سمحتوا . تقول منطوق الحكم.. أولا: يفرج عن نسرين من سرايا المحكمة. ثانياً: استدعاء المجنى عليه لجلسة 25إبريل لسماعه أقواله ومواجهته بنسرين . تفرح نسرين بالحكم, وتحتضن أمها( ارتفاع الأصوات بعد نطق الحكم من الفرحة وقيام سيدة بإعلان فرحتها بالزغاريد
المسرح بلاك وتركه لحديث الراوى مع ظهوره فى المقدمة
الراوى
بالفعل ليس كل أولاد الشوارع منحرفين, أو ليس لهم أهل , ولكن هى الظروف التى جعلتهم يلقون مصيرهم التعس, ومنهم الكثير الذين يحافظون على كرامتهم وشرفهم وعرضهم كمثل بطلة هذه المسرحية وفى نهاية الجلسة اصطحبت الأم ابنتها لمكتبها لحين حضور الأب بملابس جديده لنسرين غير ملابس الحبس الاحتياطى
إطفاء المسرح كاملا
النهاية
[1] ) سورة النازعات 40