تابع
صموئيل نبيل اديب
يستعد المؤلف والمخرج ” هاني يوسف ” الحائز على جائزة ساويرس الثقافية لإنتاج العرض المسرحي ” شربات أبو حلاوة ” ، إذ يُعد الأول من نوعه ، والذي يجمع بين الطلاب ومعلميهم ، كما يجمع بين الفن وقضايا المجتمع ، بحيث تتضافر العناصر الفنية جميعها في رسم العوالم الواقعية والتخييلية بأسلوب فني مميز وفريد وغير مسبوق .
ويتناول العرض قصة فتاة تدعى ” شربات أبو حلاوة ” تعيش في إحدى القرى الريفية ، وهي فتاة جميلة يطمع فيها كل رجال القرية ، وتتعرض في حياتها إلى قهر أو خوف نظراً لظروفها الإجتماعية المقيدة ، فتحاول أن تتحرر من قيودها ، ولكنها تتعرض إلى عدة إغراءات لتسقط في ما يسمى بشباك الحرية الزائفة ، فتواجه قمعاً أو تهديداً أثناء مقاومتها لنيل حريتها ، كما يتم الإسقاط على العديد من القضايا التي تواجه المجتمع في رمزية إعتاد عليها أن يستخدمها المؤلف والمخرج ” هاني يوسف ” في كل أعماله الفنية … فهو يميل دائماً إلى مذهب « الرمزية » الذي يهدف الكاتب من خلال إستخدامه لأن يقوم بالتعبير عن أفكار وعواطف لا يريد أن يفصح عنها بشكل مباشر ، ولذلك يلجأ إلى التلميح بما يريد أن يقوله … ويتم هذا من خلال سلسلة من الرموز التي يكتشفها القارىء أو المشاهد ( المتلقي ) فربما يستطيع أن يدركها ، ويصل إلى ما يريد أن يعبر عنه المبدع .
إن شخصية ” شربات أبو حلاوة ” في المسرحية إذا كانت ترمز لشيء فإنها ترمز لمصر في عهد من عهودها … فليس الرمز شيئاً جزئياً في العمل الفني وليس هو مجرد حلية أو من المحسنات البديعية أو تشبيهات بليغة تتناثر في أجزاء العمل الفني ، فالرمز يختلف عن التشبيه لأن التشبيه ممكن الإستغناء عنه في العمل الفني ، ولكن الرمز هو المادة التي يبني عليها العمل الفني بحيث يعطيه كينونته ومعناه … وبدون الرمز يصبح العمل الفني ناقصاً في بنائه ومعناه … ولكن لا تنبئ الرمزية عن نفسها بسهولة ، ولذلك فإن من يشاهد « مسرحية شربات أبو حلاوة » عليه ألا يتسرع كما يفعل الكثيرون بأنها قصة لفتاة بسيطة حالمة وطموحة بل يجب أن يعي أن شخصية ” شربات أبو حلاوة ” في المسرحية إنما ترمز إلى « مصر » .
العرض يعد إستكمالاً لمسيرة من النجاح المتواصل لفريق العمل ، فهو من تقديم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، والمسرحية بطولة كلاً من :