عنوان القصيدة : مشاعرها
تلقَّيْتَ السّلام مِنَ الأَمَانِي
……… فَإِنَّ سَلَامَهَا رِفْقُ رَقِيقُ
وَثُمَّ رَأَيْتُ بِالعَيْنَيْنِ طِيْبًا
……… فَذَاكَ الطِّيْبُ فِيهَا مُسْتَفِيقُ
تُأَجِّجُنِي مَشَاعِرُهَا بِرِفْقٍ
………. وَثُمَّ يُأَجُّ بَلْسَمُهَا الرَّشِيقُ
يُعَزُّ كَيَانُهَا وَلَهًا شَقِيًّا
…….. فَتِلْكَ مَشَاعِرِي فِيْهَا عَشِيقُ
وَثُمَّ تُهِيْمُ فِي وَدٍ عَمِيقٍ
…….. كَأَنَّ هِيَامَهَا وَلَعٌ وَثِيقُ
وَقَلْبِي شَاقَهُ حُبٌّ مُرِيبٌ
…….. فَذَلكَ قَلْبُهَا أَدَبٌ عَرِيقُ
فَيَا حَظِّيْ فَقَدْ كَانَتْ أَمَامِي
……… تُرَاوِدُنِي عَلَى نَغَمٍ عَمِيقُ
تُرَاوِدُ بِالحَيَاءِ مَعَ اللَّيَالِي
……… فَكُلُّ حَيَائِهَا عَزْفٌ يَلِيقُ
وَ أَذْكُرُ هَمْسَهَا بَينَ المَعَانِي
……….. فَإِنّ شَجُونَهَ نَغَمٌ فَلِيقُ
وَأَنَّ فَصَائِلَ التَرْنِيمِ غَنَّتْ
…….. بِعَزْفٍ نَضْمُهُ فِيهِ رَفِيقُ
تُأَدِّبُ كُلَ فَاكِهَةِ بِعَينٍ
……. فَعَيْنَانِ الغَزَالِ هُنَا غَرِيقُ
وَتَقْدَحُ لِلْحَدَائِقِ مِنْ رَحِيقٍ
…….. فَشُفَّتُهَا بِهَا تُوْتٌ رَشِيقُ
وَأَنَّ قَصَائِدَ الهَمَسَاتِ فِيهَا
…….. نَسِيمٌ لَا يُعَانِقَهُ شَهِيقُ
وَطَائِفَتِي عَلَى مَدَدِ التَّهَانِي
……… تُرَحِّبُ أَنَّ مَرْعَاهَا أَنِيقُ
وَ أَنَّ الخَدِّيْنِ حَمْرَاءٌ مٌثِيبٌ
………. فَتِلْكَ خُدُوْدُهَا كَرَزٌ بَشِيقُ
وَأَوْصَافُ التُّرَاثِ تَشُعُّ قَدًّا
……….. فَإِنَّ الغَانِيَاتِ لَهَا رَفِيقُ
وَ أَنْغَامُ المَعَازِفِ تَزُفُّ عَزْفًا
……. وَتَطْرُقُ أَنَّ مَجْرَاهَا عَلِيقُ
فَذَاكَ شِعَارُهَا يَزْهُو بِحُبٍّ
……… فَحُبُّ اليَاسَمِين لَهُ صَدِيقُ
فَتُحْرِجًنِي إِثَارَتُهَا وَ تُوْصِي
………….. بَأَنَّ لَهَا مُثَابَرَةً تَلِيقُ
وَ أَنَّ لَهَا مِنَ التَّعْطِيْرِ طِيْبٌ
………… فَلَا لِلغَانِيَاتِ هُنَا عَتِيقُ
سَأبْقَى عِنْدَ رَوْعَتِهَا وَ أَرْوِي
………. بَأَنَّ صَرَاحَتِي لَهَبٌ حَرِيقُ
وَ ثُمَّ أُسَامِرُ التَّنْجِيْمَ فَيْهَا
………. وَ أَرْوِي أَنَّهَا قَمَرٌ بَرِيقُ
أَذَكِّرُ لَهْفَتِيْ أَنَّ اللَّيَالِي
……… تُسَامِرُهَا فَأَسْمَتْهَا عَشِيقُ
تُسَامِرُهَا اللَّيَالِي بِالمَعَانِي
……….. لَعَلَّ قَصِيْدَتِي شَهَدٌ وَثِيقُ
نايف سالم الزهراني
مكة المكرمة …. قصيدة فصيحة عمودية من البحر الوافر .