قد يظن الكثيرون أن مشاهد الموت والضرب والشجار التى يرونها فى الأفلام السينمائية والأعمال الفنية لا تحوى أية خطورة على الفنان الذى يؤديها، وأنها مشاهد مصطنعة وتم اتخاذ إجراءات الاجراءات اللازمة لتأمين حياة الفنان، غير أن كثير من هذه المشاهد قد يتعرض خلالها الفنان للخطر خاصة إذا أصر أن يؤديها بنفسه دون دوبلير أو فى حالات الاندماج الشديدة ، وهو ماتعرض له نجوم الزمن الجميل فى مشاهد كثيرة ، حيث كانت الإمكانيات الفنية والتكنولوجية أقل تقدما مما هى عليه الأن، كما كان أغلب هؤلاء الفنانون يصرون على صدق هذه المشاهد ويندمجون فيها، لذلك تعرض بعضهم لأخطارالموت أمام الكاميرا.
ومن بين هؤلاء الفنانين وحش الشاشة فريد شوقى الذى قدم الكثير من أفلام الأكشن والمطاردات التى حوت مشاهد كثيرة تعرض خلالها للخطر.
وفى أحد أعداد مجلة الكواكب الصادرة عام 1953 تحدث عدد من الفنانين عن بعض المشاهد التى تعرضوا فيها للموت أمام الكاميرا، وكان وحش الشاشة من بينهم، وحكى فريد شوقى أنه تعرض للموت خلال مشهد كان يؤديه أمام الفنان محمود المليجى ، وكان المفترض أن ينقض عليه المليجى ليطعنه بسكين فى بطنه.
وأشار وحش الشاشة إلى أن المخرج نيازى مصطفى اتخذ كل الاحتياطات لتأمين حياة وحش الشاشة من خلال بعض الخدع السينمائية التي اتفق فيها مع المصور، كما حرص فى الوقت على أن يبدو المشهد طبيعيا.
وبعد بدء التصوير اندمج المليجى فى المشهد وكادت يده تنحرف عن المكان الذى حدده المخرج والمصور لتوجيه الطعنة لفريد شوقى، وكاد يبقر بطنه لولا صراخ المخرج والمصور حيث انتبه بعدها المليجى وخرج من حالة الاندماج وأدرك أنه كاد يقتل وحش الشاشة.
وفى مشهد أخر من فيلم” تعالى سلم” كان أحد المشاهد يقتضى أن يقفز وحش الشاشة من شباك ويجرى فى الشارع ليهرب من البوليس، وبعدما بدأ تصوير المشهد قفز فريد شوقى من الشباك وسقط على قدمه ، ثم قام وجرى فترة طويلة ، وهلل المخرج فرحا لأن المشهد كان طبيعيا جدا ، ولكن فوجئ فريق العمل سقوط وحش الشاشة مغشيا عليه من شدة الألم، ليتبين أن قدمه كسرت وظل يجرى بها طوال مدة التصوير.