مصر هي العمود الفقري للأمة العربية، لما تملك من تاريخ عريق وموقع استراتيجي مميز، بالإضافة إلى قوة بشرية هائلة يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن القومي العربي .
لذلك يجب على الدول العربية الغنية دعم مصر اقتصاديًا وعسكريًا، فقد يسهم ذلك في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي العربي وتقليل الاعتماد على القوى الخارجية .
ولتحقيق دعم فعّال لمصر من قبل الدول العربية الغنية، يمكن تبني رؤية استراتيجية تقوم على عدة محاور رئيسية، تشمل الاقتصاد، الجيش، والتصنيع الحربي، مع التركيز على التكامل العربي والاستفادة من الإمكانيات المصرية الكبيرة.
1. الدعم الاقتصادي والاستثماري
– إنشاء صندوق استثماري عربي لدعم المشاريع التنموية في مصر، يساهم فيه رجال الأعمال العرب وصناديق الاستثمار السيادية.
– تعزيز الاستثمارات العربية المباشرة في القطاعات الإنتاجية والصناعية المصرية، خاصة في مجالات البنية التحتية، الطاقة، التكنولوجيا، والزراعة.
– تفعيل التجارة البينية بين مصر والدول العربية من خلال إزالة العوائق الجمركية وتشجيع التبادل التجاري بالعملات المحلية.
– مساندة العملة المصرية عبر ودائع مالية واستثمارات طويلة الأجل للمساهمة في استقرار الاقتصاد.
2. دعم الجيش المصري
– التعاون في مجال التدريب العسكري من خلال برامج مشتركة مع الجيوش العربية لتعزيز الخبرات وتطوير التكتيكات الدفاعية.
– تمويل مشاريع تحديث الجيش من خلال توفير المعدات والتكنولوجيا المتقدمة، والتعاون في مجال الاستخبارات والأمن السيبراني.
– إقامة قواعد عسكرية مشتركة في مواقع استراتيجية لضمان الأمن القومي العربي وتعزيز الاستعداد لمواجهة التهديدات.
3. دعم التصنيع الحربي المصري
– الاستثمار في مصانع التسليح المصرية وتطويرها لتكون قادرة على تلبية احتياجات الجيوش العربية.
– تبادل التكنولوجيا والخبرات بين الدول العربية لتطوير منظومات تسليح عربية متكاملة.
– إقامة تحالف صناعي عسكري عربي بحيث تعتمد الدول العربية على الإنتاج المصري في مجال الذخائر والمعدات العسكرية، بدلاً من الاستيراد من الخارج.
4. البعد الاستراتيجي والتكامل العربي .
– إنشاء مجلس عربي للأمن والدفاع تكون مصر أحد أركانه الأساسية، بهدف تنسيق الجهود العسكرية والاستخباراتية.
– إحياء مشروع السوق العربية المشتركة لتوحيد الجهود الاقتصادية والعسكرية بين الدول العربية.
– تعزيز القوة الناعمة لمصر عبر دعمها في المجالات الثقافية والتعليمية والإعلامية، ما يعزز دورها القيادي عربيًا.
هذه الرؤية تقوم على فكرة أن مصر، بقدراتها البشرية والصناعية والعسكرية، يمكن أن تكون العمود الفقري للأمن العربي، لكن ذلك يتطلب تعاونًا عربيًا مستدامًا، قائمًا على الاستثمار المتبادل وليس المساعدات المؤقتة.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون