صباح الأربعاء الماضي، استيقظ “محمود” مبكرًا. ارتدى ملابسه وغادر المنزل سريعا قاصدا مقر انعقاد لجنة امتحانه بكلية الهندسة. لم يدر الشاب العشريني ما ينتظره في موقف السيارات. ثمة جديد طرأ تبدلت معه أحداث السيناريو المُعد سلفا.
وصل صاحب الـ22 سنة “موقف سيارات البوهي” بمنطقة إمبابة شمال الجيزة، بحثا عن وسيلة مواصلات سريعة تصطحبه إلى كليته في إحدى الجامعات الخاصة لكن شابان بحوزة أحدهما كلب مفترس كان لهما رأي آخر.
استوقف الشابان طالب الهندسة مستخدمين الكلب. هدداه بالإيذاء حال عدم امتثاله لحديثهما.
حاول “محمود” مغادرة الموقف أملا في إنقاذ حياته من جهة، واللحاق بالامتحان من أخرى لتزداد الأمور تعقيدا.
نزع الشابان قناع الفم الخاص بالكلب الذي شرع في عقر الطالب الجامعي وسط صرخات استغاثة لم يلتفت إليها أحد من المارة أو السائقين على وجه سواء.
كواليس تلك الحادثة ترويها شقيقة الضحية “نهى” بقولها “أخويا اتصل يستنجد بينا فجرينا على الموقف”.
وتضيف الأخت أن المشهد كان مأساويا “الكلب مسبش حتة في جسم أخويا” ما دفعها للصراخ طلبا للنجدة “محدش اتحرك الكل كان بيتفرج ويضحك” ما دفعها لتصوير الواقعة كدليل إدانة للمتهمين.
وتشير “نهى” إلى أن الشابين استوليا على هاتف وحافظة نقود شقيقها ولاذا بالهرب تزامنا مع مرور دورية أمنية تنامى إلى مسامع أفرادها صوت صراخها.
استوقفت “نهى” مركبة “توك توك” واصطحبت شقيقها المصاب إلى مستشفى التحرير العام “واحنا ماشيين لقينا المحفظة والتليفون الشابين رموهم”.
حسب أقوال الفتاة، طاردت سيارة النجدة المتهمين وتمكنت من ضبط أحدهما ويدعى “كريم.ص” وتم اقتياده إلى قسم شرطة إمبابة.
داخل مستشفى إمبابة، تلقى الطالب المصاب الإسعافات الأولية. جاء في التقرير الطبي -الذي حصل “مصراوي” على نسخة منه- إصابة “محمود حسن” بآثار عقر في الساعد واليد اليسرى والقدم اليسرى أيضا.
بعد الاطمئنان على حالة المصاب، حررت أسرته محضرا بقسم الشرطة حمل رقم 25791 لسنة 2020، اتهموا فيه المتهم المضبوط وصديقه بالاعتداء على “محمود” وسرقته.
تحريات المقدم مؤمن فرج رئيس مباحث إمبابة، توصلت إلى هوية المتهم الرئيسي ويدعى “عمرو عنبه”، كونه صاحب الكلب الذي استخدم في ارتكاب الواقعة.
بعثور أسرة المصاب على متعلقاته انتفت تهمة السرقة عن المتهمين. وبعرض المتهم على النيابة العامة أمرت بإخلاء سبيله وسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب “عنبه”.
أسرعت “نهى” لنشر الفيديو -الذي وثقت به الحادث- عبر منصات السوشيال ميديا “علشان حق أخويا ميضعش.. والناس تعرف اللي حصل”.
لم يتردد المتهم الرئيسي في ترك محل إقامته خشية ضبطه بل وطلب من أسرته إقناع المصاب وأسرته بالتنازل عن المحضر.
تقول “نهى” إنهم تلقوا اتصالات من أسرة المتهم الهارب طلبوا منهم الصلح مقابل التنازل عن المحضر.
عرض عائلة المتهم حمل تفاصيل مختلفة بعيدة عن التعويض المالي بحسب شقيقة الضحية بقولها “قالوا هيعملوا صوان كبير يضربوا فيه المتهم قدام الكل وبعدها يضربوا الكلب بالنار”.
العرض لم يلق قبولا لدى أسرة الضحية لتؤكد شقيقته “نهى”: “رفضنا كل كلامهم علشان محدش يحصله اللي حصل لأخويا” مضيفة “لو اتنازلنا الواقعة هتتكرر وكمان أخويا هيكون في خطر”.
وطالبت “نهى” أجهزة الأمن بسرعة ضبط المتهم الهارب “مش عايزين غير حقنا.. اللي حصل مايرضيش ربنا
