============================ قصة قصيرة—– معذرة يا أماه————– أرملة في الأربعين من العمر –فقدت بيتها وزوجها وأبنتين وطفل لا يتجاوز عمره العام في غارة من الغارات التي تشنها طيور الغدر كلما تذكرت أن هناك بشر يعيشون بالقرب من أعشاشها—لا لشيء الا لتوهم أنها صقور السماء ونجومها وقلعتها- أرملة رسمت دموعها على خديها مجاري عميقة–غير انها تبتسم-تحلم أن يكبر ابنها ليشق طريقه-لتذهب للحج معه- هو في في العاشرة من العمر—أسود الشعر-قمحي البشرة-تشرق بسمة في عينيه-جسمه ناحل -تغطيه على أستحياء-ملابس هزيلة- كانت الأرملة مع وحيدها تسكن في عريش حوله قطع من الزينقو-حديد خفيف-بنوه لها الجيران فوق ركام البيت— كانت تنتظر فارسها -فهذا موعده ليعود من مدرسته ليتناول معها طعام الغذاء-قطع من البطاطا المقلية-وحبة بندورة-وخبز بلون أحلامها الباهتة- هذا موعده-ثم يذهب للعمل في ورشة غسيل السيارات الفارهة- تسمع صوت هزة أرضية ناتجة عن تفريغ حمولة طائرة أثقلها حملها فألقت به هنا أو هناك غير مكترثة- تهتز الأرض وتموج تحت قدميها–وشيء فيها عميق يهتز—-ربما كان قلبها- _ عادي أن نسمع هذه الأصوات- _ صوت أناس—أطفال ونساء تصرخ- _ لا أله الا الله -والشهيد حبيب الله- _ تقترب الأصوات–ويصل أبنها محمولا على الأعناق- نظرت اليه-ذهبت البسمة من عينيه-وحلت ضحكة تكتمها شفاه الطفل-كأنها تسمع صوته-: ألى والدي وأخوتي عدت-معذرة يا أماه
شاكر محمد المدهون-غزة-فلسطين