لقاء/ د. وسيلة محمود الحلبي
حين تتصف أسرة بأكملها بالشجاعة لاتخاذها قرارا يصعب اتخاذه من كثير ممن يملكون القدرة على مخالفة العادات والتقاليد التي رسمت من أجل أن يكونوا آمنين من كل شيء ، هذه الأسر بمحض إرادتها أبت إلا أن تكون بمنزلة المسافة التي تقطعها من السبابة إلى الوسطى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الجنة وما أجملها من منزلة .
عزيزي القارئ :
إن احتضان طفل يعني تولي أسرة مغايرة للأسرة البيولوجية لطفل ما ، مهمة تربية وإعاشة وحماية الطفل، ويعتبر هذا الاحتضان قانونيا بعد تحقق شروط معينة. “ومن حق كل طفل يتيم أسرة تحتضنه” لذا تحرص جمعيات الأيتام ذوي الظروف الخاصة بشدة على تحقيق كفاءة الأسرة المحتضنة للطفل اليتيم، ليضمنوا له الاستقرار النفسي والتربوي ويصبح عضواً فاعلاً في المجتمع ويسهم في أداء أدواره وواجباته بشكل طبيعي.
وبهذا الخصوص التقيت بعدد من الأمهات الحاضنات اللواتي تتابعهن جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة لعرض مشاعرهن وتجاربهن في الاحتضان ..
حيث التقيت بالأم الحاضنة أم لطيفة ـ ليلى الدوسري التي قالت :
أرجو إيصال صوتي للمسؤولين أريد احتضان طفلة ثانية
بمناسبة اليوم العالمي للاحتضان أروي لكم قصتي مع احتضان طفلتي مهما تكلمت ومهما كتبت فرحتي فيها لا توصف وجودها معي نعمة من الله ، إن الله يسرها لي . لحبي للأطفال ولعدم الانجاب وبعد أن عرفت موضوع الاحتضان حبيت اتقدم لهم ، حبي للأطفال دفعني لاحتضان طفلة حديثة الولادة ،فتوجهت إلى مكتب الإشراف وعمل الإجراءات اللازمة للاحتضان ، وواجهتني الكثير من الصعوبات بقيت أنتظر 6 سنوات وقدمت من جديد وجلست أنتظر وأنا على أعصابي سنتين ، وقلبي يتقطع من كثرة الانتظار ، وحين جاءني اتصال من الأخصائية بطلب الحضور إلى دار الحضانة بعليشة وبلغوني بتوفر طفلة عمرها خمسة اشهر ومجرد ما رأيتها شفت الطفلة ومسكتها بيدي نسيت الموجودين ، وجلست أدعو الله على نعمته حيث مكنني من احتضان طفلتي التي سميتها لطيفة ، ودائما في حجري أشعر أنني أحلم جلبت لنا الابتسامة في البيت والسعادة بوجودها معنا وأتمنى أن أحتضن طفلة ثانية تصبح لها أختا ، تكون عضيدة لها في الحياة. لذا أرجو إيصال صوتي للمسؤولين برغبتي الأكيدة في احتضان طفلة ثانية .
كذلك قالت الأم الحاضنة أم عبد الله ـ صالحة العنزي :
بمناسبه اليوم العالمي للاحتضان أرى نفسي احتضنت غيمة ممطرة بكل ما تحمله الكلمة من جمال فالحمد لله الذي وهبني ذلك، قصتي مع ولدي عبد الله كانت قبل تسع سنوات عندما بدأت مشوار البحث عن تلك الروح اللطيفة التي ستشاركني الحياة جنبا إلى جنب، قدمت للوزارة وبقيت الاجراءات سنة كاملة وتم الاتصال علي في رابع يوم رمضان (يمكنك الحضور اليوم لاستلام طفلك )..يا لها من كلمات قصيرة زلزلت كياني لم أستطع عمل أي شيء سوى التوجه للدار والالتقاء بتلك الأصابع الصغيرة “عبد الله” وكان عمره وقتها يقارب الخمس سنوات تمسك بي وكأنه قطعة مني عادت إلي.لا أنكر صعوبة أول أربعة أشهر تقريبا بسبب أنه كان يتوقع أننا سوف نعيده للدار كما فعلت أسر كثيرة قبلنا ، ولكني في أشد الأزمات أكرر على مسامعه أنت ولدي ولا أحد سيأخذك مني وبدأنا مشوار زرع الثقة والحمد لله على كل لحظة وكل موقف مررنا به ، يطول الكلام عن هذه التجربة المميزة ويبقى الشكر لله دائما على عطائه.
كذلك قالت الأم الحاضنة أم فهد ـ هيا الدوسري :
بالنسبة لي فإن يوم الاحتضان العالمي هو يوم مولدي ففي يوم احتضاني لطفي فهد كان بمثابة مولدي وسعادتي ، الشعور لا يصف فرحتي ، فقد كنت محرومة من الإنجاب، ولكن فهد اليوم هو ابن خمسة عشر ربيعا ، ويعلم الله أني أحس بألمه ، وتعبه، حتى لو كان بعيدا، لقد عوضني الله وأسعد قلبي بوجود فرحتي الأولى طفلي فهد . يعجز اللسان عن التعبير عن شعوري وسبب سعادتي بوجوده في حياتي ، أسأل الله أن يجعلني خير أم وأعوضه كما عوضني فأنا من كانت بحاجة وجوده في حياتي ، وبيتي يكفيني من الدنيا أن أنادى بأم فهد .
وقالت الأم الحاضنة أم ضيء:
ابنتي ضيء أعتبرها قطعة من قلبي… كان يوم قدوم ضيء لبيتنا قدوم ضيف غالي ، الكل ينتظرها سبحان الله قدمت إلينا مع قدوم شهر رمضان المبارك . هي الحياة بالنسبة لي. جعلت من حياتي شيء آخر أضاءت لي وحشة البيت… شيء لا يوصف… في كل يوم تكبر.. نكبر أحلامي… متى أرى ابنتي عروس. سبحان الله.. دائما العوض من الله خير. عوضني بها. أدعوا كل أسرة لم ترزق أبناء.. باحتضان طفل أو طفلة ففيهما السعادة والأجر العظيم .