مقاهى الأسكندرية .. إشغال طريق وملتقى العاطلين والعاملين والعائلات

كتبت – انتصار حرب

انتشرت فى الآونة الأخيرة فى شوارع محافظة الأسكندرية ظاهرة المقاهى والكافيهات ، وتزايدت بشكل أصبح يهدد الشارع وأمن المواطنين ويتعدى على حرم الطريق ويعيق حركة المارة .. وأصبح ملاك المقاهى يفترشون المقاعد على جانبى الطريق غير مبالين بما يسببونه من أضرار للمواطنين ، وغير مهتمين بإختراقهم القوانين .. ووصل الأمر إلى أن بعض المقاهى تفترش الطرق دون الحصول على التراخيص الخاصة بممارسة العمل

المقاهى ملتقى العاطلين والعاملين*

لم يعد المقهى ملتقى الأصدقاء والمعارف فقط مثلما كان فى الماضى ؛ وإنما أصبح يرتاده العاطلين عن العمل لتضييع الوقت ، وأصبح مكان لعقد الصفقات والإتفاقيات حيث يرتاده أصحاب الأعمال الخاصة لإنجاز أعمالهم توفيراً لتكاليف فتح المكاتب الخاصة الباهظة ، كما يرتاد المقاهى كبار السن والموظفون الذين بلغوا سن المعاش كنوع من أنواع التغيير والترفيه

تنافس المقاهى لجذب الرواد*

نجد أن إنتشار المقاهى لم يعد مقتصراً على المناطق الشعبية فقط فى الأسكندرية ، وإنما إمتلأت المناطق الراقية والطرق الرئيسية وحتى جانبى طريق الكورنيش بالمقاهى التى تغير إسمها إلى كافيهات .. وأصبحت تتنافس بشدة فى تقديم أفضل الخدمات والديكورات لإجتذاب أكبر قدر من المواطنين بجميع فئاتهم .

الفراغ يدفع بالشباب إلى المقاهى*

ورغم إرتفاع أسعار الخدمات داخل المقاهى ؛ إلا أننا نجدها ممتلئة بالشباب ، فبعضهم يرى أن الذهاب للمقهى هو فرصة للقاء الأصدقاء والتخلص من وقت الفراغ ، والبعض الآخر وصف المقاهى بأنها ” الملاذ للتحرر من قيود الأسرة ” .
مصطفى وعلى ومينا وأحمد أربعة أصدقاء يجلسون على أحد المقاهى يلعبون ” الدومينو ” ويتحدثون بصوت مرتفع ، ثلاثة منهم خريجى تجارة والرابع خريج كلية حقوق ولكنهم عاطلون عن العمل ، ويقول أحمد لولا المقهى وما نجده فيه من ترفيه ومتنفس لكان قتلنا الفراغ والملل فنحن يوميا نبحث عن العمل ولولا تجمعنا فى المقهى لكان حاصرنا الهم .

المقهى بديل للمكاتب لإتمام العمل*

يقول إبراهيم البنا ” سمسار بيع أراضى وشقق ” : أنا أجلس على هذا المقهى يومياً لإنجاز أعمالى وإتمام صفقات وإتفاقيات البيع والشراء وأصبحت معروفاً فى هذا المكان ، فأنا أتواجد فيه منذ 10 سنوات ووجودى على المقهى يوفر لى التكاليف الباهظة لفتح مكتب سمسرة ومن يريد أن يتم عملية بيع أو شراء فى المنطقة يلجأ لى .
ويستطرد إبراهيم البنا قائلاً : لقد كانت المقاهى يرتادها فقط أصحاب المعاشات والمعارف والأصدقاء ، ولكنى أرى الآن الطلبة الهاربون من المدرسة الذين يدخنون ” الشيشة ” وتجار المخدرات الذين أصبحوا يتناولون المواد المخدرة ويقومون ببيعها غير مبالين بوجود من حلهم ( بالعربى أصبحت المقاهى مفسدة وتربة خصبة لرفقاء السوء ) .

مناخ الملاعب يملأ المقاهى أثناء المباريات *
لقد أصبح ملاك المقاهى يهتمون بشكل كبير بروادها من عشاق كرة القدم ، فيهتمون بوضع شاشات العرض الكبيرة ومكبرات الصوت التى تشعر الشباب بأنهم داخل الملعب ، كذلك تقوم بالإعلان عن مواعيد المباريات ، فذلك يستقطب ويجتذب الشباب الذين يذهبون إلى المقهى للإستمتاع بجو الإثارة والمنافسة والشعور وكأنهم داخل الملعب ..
أحمد مجدى محاسب ، ومحمد على محامى .. صديقان قالا أنهما يتابعان الدورى على المقهى برفقة أصدقائهم رغم أن كلاً منهم يشجع فريقاً مختلف إلا أنهم يجدون فى مشاهدة المباريات على المقهى متعة أكثر من رؤيتها فى المنزل .

ركن العائلات فى الكافيهات يشجع ذهاب البنات إليها*

يقول أشرف أبو حامد صاحب أحد الكافيهات المتواجدة على كورنيش الأسكندرية : أنه من أسباب إكتظاظ الكافيهات بالشباب هو” لعب الفيديوجيم” ومقابلة الأصدقاء لقضاء وقت فراغهم ، وأشار إلى أن وجود قسم للعائلات فى الكافيهات أصبح سبب رئيسى لذهاب البنات وتجمعهم فيها دون خوف أو قلق كنوع من أنواع الترفيه … وقالت “مى ” التى تجلس مع صديقتيها أن الكافيهات ليست بهذا االسوء الذى يصفه البعض ؛ فهذه الأماكن أصبحت تتيح للجميع أن يعيشوا جواً إجتماعياً مع الأصدقاء لقضاء وقت الفراغ ، وأيضاً ملتقى للعائلات وخصوصاً بعد إرتفاع أسعار الإشتراك فى النوادى الإجتماعية .