ط
الشعر والأدب

ملاكى الحائر . قصيدة للشاعر / د. خيرى السلكاوى


*مــلاكي الحـائـــر ..

————-د. خيرى السلكاوى
..
كلُٓ الجَـوارحِ فى الـهَـوى مُـشْـتاقَـةْ
لـكِ يــــا مَــلاكِـي الـحــائــر الـذَٓواقَــةْ
..
الـٓعــــشــــق داءٌ و الـغِـــنـــاءُ دواؤه
و الـنَٓـصُٓ قــد كـتبَ الجـوَى أوْراقـَـهْ
..
و الأيـكُ يـَسْـبقُ فى الهـَوى إثـمـارُهُ
فـيَـفـوحُ عِـطــْـــرُ زهـُـــورِهِ إيـراقَــهْ
..
و الـلحنُ زخـاتُ الهُـيامِ عـلى فَـمـي
و الـشَٓـهــدُ يـَسْـبـقُ فَـيـْضُهُ إبـْـراقَـهْ
..
و الـقـلبُ كالعُصفورِ حيـنَ يهـيمُ فى
عـُـصْفــورةٍ قـــد ألْـهــَبـتْ أشْــواقَــهْ
..
روَٓضــتـهُ أن يـَسْــتجــيـبَ لأعْـيُــنـِي
و يــُريـحَ طَــوْعــًا فى الهـَوى آمـاقـَهْ
..
فَــتـدلـَٓلـِي و تـَبـخْــتَــرِي و تـَرنـَٓـمـي
و اسْــتـوْطـِـنـي بـتـَغــنٓـجٍ أحْــداقَـــهْ
..
و تَـجـاهـلي كـلَٓ الـسَٓــراديـبِ الـتـي
تحْـكِـي بـكـذبٍ دائــمــًا إخـْــفـــاقـَـهْ
..
و تـَقـبَٓـلـي فى الحُـبِٓ أطْـهــرَ قـُـبْـلـَةٍ
أولَـيـْسَ يَحـْـتـاجُ الـهـَـوى تِـــرْيـاقَـــهْ
..
يـا مَـنْ نـسـجـت مـن الـغَـرامِ حِكايـةً
ورديـــــة يـُـثـــْــري بـهـــــا أرْواقَــــــهْ
..
تـَتسـاءلـيـنَ عـن الهـَوى فى خافـقِي
من ذِي سِـواكِ اسْـتـوْطـنـتْ أعـْمـاقَـهْ
..
قُــولـي لـقــلْـبـِك قـبـلَ عَـــقْـلـكِ أنـني
يــا كـمْ وددتُ لِــقـــاءَهُ و عــــــِنـــاقَـهْ
..
و دَعِـِي الـتَٓـمـنُٓـعَ والـتـَٓصنُٓـعَ فالهَوى
عـَيـْنـاهُ تـَكْـشِـــفُ مـا دَهـا سُــراقَــهْ
..
و الـعـــشــقُ يـُغــرقُ كلَٓ رُبـــانٍ نـأى
بـســفــيـنـهِ أو لـلـخـــديـعـة ســاقـَــهْ
..
لا الغـارقـــونَ تـردَٓدوا فى عــِشــقـهم
كلا و لا كَـســـروا لـبــحـــرٍ ســـاقـــَهْ
..
عـايـنـتُ كلَٓ ســفـيـنـةٍ و خَــــرقـْتـهــا
فـــى الـعــشـقِ لمـَٓا خـالـفـتْ مـيـثاقَـهْ
..
و على سـفـينكِ كنتُ أحْــرصَ حارسٍ
عـشــقَ الـسُــلافَ فــقــررتْ إعــتاقَــهْ
..
أثـمـلـتِ كـأسَ صـبـابـتي فـتـمايـلـتْ
بــأســـيـرِ عـشـــق قـــرروا إطــلاقَــهْ
..
فـرمــوه فـى بحــرِ الـغــرامِ مُكابــــدًا
و نَـَجــا بـبـعـْـضِِ سِــبـاحـةٍ و لـيـاقَـةْ
..
عـــادتْ بـه لحـنـان صَـدْركِ يـنـتـشِي
و أبـتْ عـــلى شَــطٓ الـهَـوى إغْــراقَـهْ
..
فأوَى إلى الـوطـنِ الذى فى حـضـنـهِ
قــد عـــاشَ يـُقـــنعُ بـالـغــرامِ رفــاقَـهْ
..
فيقــولُ قائلُ: ما الغـرامُ سِوى الدُٓجَى
فــــأردُ كــيْــفَ و شَـــمْــسُـــه بــرَٓاقَــةْ
..
و يـقــولُ قائلُ: ما الغرامُ سوى الَٓلظى
فـــأردُ نـطــفـِــئــهُ .. بـبـعـض لـبــاقـَـهْ
..
و يـقـولُ قائلُ: ما الغرامُ سِـوى الوهَى
فـــأردُ كــيـْـفَ و نـفـسُـــه خـــفَٓــــاقَــةْ
..
قـــالـوا: أتـعْـشـقُ مـن بـقلـبك أشعـلتْ
نــار الـفـــــراقِ بـإفـكـهـم مُــنْـسـاقـَــةْ
..
فـهـتــفــتُ لكن لـم تكـنْ يــومــًا تـريــدُ
كــمــــا أرادوا بـالـنـَٓـــــوَى إحْـــــراقَــهْ
..
هــذا فـــؤادِي قــــد نــذرتُ هُـــيـــامَــهُ
لمــــن اســتـبانـتْ صِـــدقَــهُ و خــلاقَــهْ
..
و مــن ارتـضتْ تحْـيـا بـقـلـبِ حَــمامـةٍ
لـهــديـلِـهــا تـَنـْصـاعُ أىُٓ حَــمــــاقَــــةْ
..
و رَويْتُ بالـشَٓــهــدِ الـنـَٓـقــيٓ نَســيـجَـهُ
و عـَصـرتُ مِـنْ كــــَرْمِ الـرِٓضا أخـْلاقَــهْ
..
و نَسـجْـتْ مِنْ غَـزل الْحـِسان ِلـســانَــهُ
لِـيـَقــولَ ” أعـْـشِــقـُهــا “بِكلِٓ طــلاقـَـــةْ
..
و زَرعْــتُ أزْهــارَ الـبـَنـفــسـجِ حـَـــوْلـــَهُ
لِـتـَضُــوعَ فِـــيــهِ عـُطـــورُهـا الـرٓقــراقَـةْ
..
و يــزيـــدَ حُــسْـنًا فى هـواكِ شَــغـافُـــهُ
و يـَــذوبَ فـِــيـكِ مـَحـــبـَٓــةً و أنــــــاقـَـةْ
..
و عـــلى بسـاط الـسِٓـحـرِ أرْخى عِـشقـَهُ
فـعـسَـى فــؤادك يـسْـــتســـيغُ مَــذاقَـــهْ
..
الـعـشـــقُ يــا زيــنَ الـنســاءِ تهــامـــسٌ
و تــلامِـــسٌ و تــلـــعْــــــثـُـمٌ و عـِــلاقـَـــةْ
..
الـعــشـــقُ سِــحــرٌ فى القـلـوبِ إذا بـَـدا
لـلـعَـــيـْـنِ فـكَٓ الـعـــــاشــقـــونَ وثــاقـَـــهْ
..
الـعـشــــقُ نـُـورٌ و ابْـتـهــالٌ و انْــصهــارٌ
و اشـْــــتـهــــــاءُ الـذَٓبـــحِ دون إراقَـــــــهْ
..
الـعــشــقُ أنْ تَــمْـشـي على جمْرِ الحبيب
بــــلا مُـــعـــــانــــــاةٍ بـكـُــلٓ رَشـــاقـــــَــةْ
..
الـعــشـقُ مُـــشــــتــاقُ سـَعـى لـفـــؤادهـا
و سَـــــعــتْ لـــهُ بـفــؤادهــا مـُشــتــاقَــــةْ
..
فـتــأهــبـي بـيــن الجـوانـح و اصـدحــي
لـنـجــــوب فــــوق بـُــراقـِــــنـــــا آقـــاقَــــهْ
..
و نـعــيـشَ فى الجَـــوْزاءِ بين ضلـــوعِــــنـا
أسْـــــرى لـعـشــــقٍ قــد هَـــوى عُـشــاقَــهْ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى