ط
مسابقة القصة

ملخص رواية : اوراق عزيزة والأستاذ .. مسابقة الرواية .بقلم / محمد عسكر ..مصر

 

                للكاتب محمد عسكر

لكل مهنة تلميذ وأستاذ .. ملقى ومتلقى .متكلم ومستمع. حرفي وصبى . شيخ ومريد . طبيب وممرض  .. الا هذا الشيء الا وهو الكتابة عبارة عن مبدع ومستمتع بالأبداع لذالك قرر الاستاذ  أن يصنع نموذج  أخر ونسخة احتياطية  من خلالى انا عزيزة يطرح فيها وجه نظره الخاصة من منظوره في عالم الكتابة .. وان يلقى عليا الأسرار دون كذب ونفتح سويا جعبه الحاوي فلكل شيء أساتذة وسماسرة وهاويين ومحترفين و( مافيا )

لذالك سيدخلني الأستاذ  الوقر من الباب الخلفي. تسللا دون أن يرانا أحد ولن يدرك ذالك السر وتلك الاسرار الا من دلف معنا من البداية للنهاية . و قراء تلك الأوراق ليدرك بذالك عالم مافيا الكتابة الحقيقي وخبايا أسراره العظمى التي ربما لم تدرك وانت تحبو خطواتك الأولى في عالم الكتابة  انك تعرض حياتك للخطر ونفسك للقتل واهلك للضياع والتيه .. أو ربما تغيرك الأقدار وتنساق انت خلف الشرور فتصبح انت المافيا ورئيسها ..

وهيا تلك التي يكتبون فيها العبارة بعكسها ولا يكتبون ابدا فيها الحقيقية .. خوفا من المسائلة القانونية أو رفع إحدى الأبطال الحقيقين للرواية قضية على المؤلف ويقاضيه  . حيث يكتبون : هذه الأحداث مبنية على خيال المؤلف فقط وأي تشابه بينها وبين احداث حقيقية أو  أشخاص أو رموز هو من وحى الصدفة البحتة ليس أكثر .. ولا يكتبون ابدا ان هذه القصة عن احداث حقيقية حدثت وما ذالت تحدث وربما بعض أبطالها احياء يرزقون .. ولكن إن كانت رويتك عن احداث حقيقية يجب مراعة ذالك ومراعاه تغير اسماء الأبطال الحقيقين بأسماء أخرى وهمية  ليس لها علاقه أو تشابه مع الاسماء الحقيقية .

                   اوراق عزيزة الأولى

تنفس الصباح من رحم الظلام كان وليدا .. أما انا كعادة البشر الذين كتب لهم يوما جديدا مع الأحياء . استيقظت في الصباح على صوت ذالك الطائر الجميل يدعونه البعض بصحفي الطيور اما العامة فيقولون عليه الهدد . نقر على زجاج نافذة غرفتى  نقرتين متتاليين ثم كررهما فاستيقظت جيدا في التكرار مبتسمة له . نزعت عنى كفن النوم المؤقت وحمدت الله أنه أحياني بعد موتتي الصغرى .  أشعر أن الطائر يذكرني بميعاد مهم  بل بأهم شيء في حياتي . فأنا منذ صغرى اعشق الكتابة وارجو واطمح أن أصبح من كبار الادباء . وتتصدر صورتي الجرائد . وأظهر على شاشات التلفاز . واحصد أكبر الجوائز العالمية عن أعمالي الأدبية . وأصبح كاتبة عالمية تقرا أعمالي في جميع أنحاء العالم .  ومن ثم يطلقون عليا اسم الكاتبة المبدعة العالمية .. تماما كما يطلقون على استاذى الذى حظيت بميعاد معه اليوم بعد أكثر من سنه احاول أن أقابله ولو مرة واحده او حتى دقائق معدودة .. أنه ملهمي بل مثلى الأعلى في الأدب هو بنسبة لي أسطورة لم تنتهى في عالم الكتابة . حروفه من ذهب . كلماته من فضة . يأخذك فى عالمة اجبارا . تتصفح كتابته عنوه من فرط جمالها . وصل إلى العالمية . واعتقد اننى لو قابلته وأصبحت تلميذته سيغير ذالك من حياتي الأدبية التي أود أن اعيشها .

 أخرجت من حافظه الملابس خاصتي ما يليق بمقابلة الاستاذ وضعت ما يجعل وجهى أكثر نضارة وجمال وتعطرت بما يجذب الرجال من العطر . في الحقيبة وضعت قلما وأوراق وادرت محرك سيارتي في لهفة للقاء . بابتسامة امل صحبت وجهى في  ذالك اليوم ..  كانت شمس الظهيرة تعانق طريقي وتلقى ببعض ضوئها  على جبيني وكأنها تخبرني أن طريق نجاحي والوصول إلى القمة قد بدأ بهذه الخطوات التي تسارعها اطارات سيارتي على الطريق مخلفة ورائها أتربة شديدة من فرط السرعة . فى عجاله وصلت لقصر الكاتب . نعم هو يعيش فى قصر يعد من افخر القصور حول العالم . علمت ذالك حين توقفت اطارات سيارتي بجواره . أنه كان قصرا قديما لأحد الملوك ثم اشتراه الأستاذ .. لم يقوم بتجديد اى شيء فيه بل جعله كأنك انتقلت بالزمن إلى عصر الملوك . ثم أكمل هو شراء التحف والأشياء الأثرية به  كذالك أخبرتني الخادمة  وهيا تضع لي كاس الترحاب حين رأتني مندهشة ومبهورة بالتحف والتماثيل والسجاد العجمي . فراحت تشرح لي  لحين نزول الاستاذ من غرفته .

 أعلمى يا عزيزة اننى تعمدت أن أنام حتى مجيئك حتى تصفينى كما انا قبل أن اتزين لقبولك ؛ وايضا تعمدت توبيخ الخادمة لتعلمى اننى اهتم بالمواعيد ؛ واننى لم اصافحك ربما ذالك نتاج حادث قديما أو شئ فى الذاكرة أو شئ فى الماضى لا أحبذ ذكره الأن ولن اعيد صيغة ذكراه وليس تقليل من شأنك وانما لسنا مستعدين الان انا وأنتئ لأعاده صياغه الماضى ؛ والأن لا أحبذ تلك الأشياء النظرية . سنبدأ كتابة اولى روايتك ”  فقط أريدك أن تسردى ما حصل فقط كما حصل اليوم من لقاء لتكون هذه أولى سطور روايتك الجديدة . يجب ان تعلمى أن الكاتب حين يشرع فى كتابة رواية يجب أن يعلم إلى من سيوجه روايته هل إلى العامة ؟ أو الشباب ؟ أو صفوة المجتمع من المثقفون أو الفلاسفة ؛  وببعض التقديرات يستطيع تحديد على اى جائزة ستحصل الرواية لأن كل من هذه الأشياء ستجعل من السرد أشكال مختلفة عن بعضها لذالك اسردى ما جاء فى اللقاء الأول بيننا اريد اعرف كيف ستسردينه

فرغ الاستاذ من شروده الممزوج بكلمات الماضي المسرودة بحزن شديد ..

اصارنى فضولي لكى اسئله

اكنت فقيرا استاذ محمود ؟

ترك الطعام اشعل سيجارة أخذ نفسا عميقا ثم أجاب نعم افقر مما تتخيلين . لا اجد قوت يومي . ولا علاج ابنى . اشترى سجائري على مراحل متفرقة فأحيانا اشترى ثلاث سجائر فقط أقضى بهم اليوم كاملا . ذات مره مرض ابنى ونقل إلى المشفى ولم اجد ثمن تذكرة الدخول .. كثيرا بت دون عشاء ولكن كنت غنيا بالثقافة ..

 شخص بصر الاستاذ تجاهي فجاءه . ثم سألنى  كيف كتبتيها ؟ اريد الاطلاع عليها انها جزء هام من حياتى اريد كتابتها بأسلوب فريد .. تفقد النص جيدا انزعج وضع سيجارته منتصف الأوراق فأحرقت الكلمات وما سردت اخرج ورقة ثانية ووضع القلم بعصبية عليها متلفظ بصراخ فى وجهى وكأنى زوجته قائلا :

تلك اللام الناس واحزانها .. شقائها وسعادتها.. حقيقتها ومبتغاها .. ضلالها وأيمانها بذاتها .. وما يكمن بداخلها . أحلامها بين الصراع المعيشي الحياتي وبين الواقع المرير.  كيف تكتب بهذا العبث . هدا أخذ نفسا من سيجارته ثم أشار لى بيده لكى اكتب النص مجددا ولكن على لسانه هو فأمسكت بالقلم وانتظرت حتى تفوه قائلا : لنبدأ بتمهيد للنص ثم السرد

                     خديجة بين الاسم والمعنى

لا اعلم هل ابتدأ بالاسم ؟ ام بالمعنى ؟

 فالاسم هو ذالك الشئ الذى ربما التصق بك منذ خروجك من بطن امك عنوه من الممكن أن تلقب باسم سعيد ولكن لا يضمن لك الاسم أن يبتعد الحزن عنك طيلة حياتك . ولكن المعنى هو ما تحمله النفوس من أشياء ربما تجعلك بل تجعل جميع من حولك سعداء بك هذا هو المعنى ..

خديجة تلك المرأة التى ربما التصق الحزن بداخلها من قهر الحياة وقسوتها . من شقاء وقلة حيله وهوان على الدنيا قد دامو فى أيامها ولن يتركوها ربما انا كنت السبب فى ذالك وربما كان القدر ؟ لم ينتصر الحزن على اجمل معانيها . لم يجعلها انانية تنظر إلى نفسها فقط . وليحظى الجميع بخيبة الأمل . بل هيا التى جعلتنا جميعا سعداء بوجودها حولنا . سخرت حياتها لنا بالحرف والمعنى ولكن نحن كأفراد عائلة واولهم انا كنت أنظر إلى نفسى اريد الشهرة والجاه الأضواء والظهور ناسيا ومتناسيا كل ما يجرى من أهوال حولنا بسبب الفقر ناظرا إلى نفسى فقط . كنت اتوهم أو لتصحيح المعنى أوهم نفسى أن ما افعله هو من أجل مصلحة الجميع ولكن الحقيقة هو عكس ما كانت تفعله خديجة كنت اريد انتصارا لذاتى . اريد أن أصبح افضل من الجميع . وهيا بطيبة قلبها صدقت أن الوضع كذالك فراحت بعد عصبية زائفة من قهر الفقر تخلع إحدى اساور يدها الذهبية وتقول : إن كنت حقا تهوى الكتابة وترى انك ستكون بخير فجميع ما املك تحت قدميك حتى وإن عز لا يعز عنك . خذها وبيعها أن احتجت لشراء كتب او نشر كتابك . كذالك كانت خديجة رغم حملها لحزن الأيام هيا المعنى للحياة والحافز الحقيقى لكل أفراد العائلة كى يتقدمون فى حياتهم .. المعنى الحقيقى الذى تعمدت الكاتبة ذات الناب الازرق عزيزة إخفائه فى الحكاية وكأنها امتلكت الحق أن تتلاعب بدواخل الشخصيات كما يروق لها وتنسب إليها فقط لحظات عفوية مما سردت عليها ولم تتأمل حتى بعض الجوانب الإيجابية الحقيقية  فى شخصية خديجة ولكن للأسف اتبعت المتبع وكررت التكرار بأظهار شخصية خديجة بأسلوب سيء للأثارة وتحريك الأحداث

الأيمان ليس فقط فى العبادات الأيمان أيضا بالذات إن لم تكن تأمن بذاتك لن تحقق شئ وان افضل المبدعين هم من يخرجون حقا من رحم المعاناة الحقيقية . كنا رغم صعوبة الأيام وفقرها  نشعر بالسعادة لا نهتم بتلك الشقوق فى الجدران التى تحكى فقرنا هيا أيضا شاهدة على غرامنا انا وخديجة تلك المرأة التى عانت كثيرا من شطحاتي ونزواتي . لم تقف للحظة فى طريق أحد منا بل كانت هيا العون دائما .

أجابت هيا معقولة الاستاذ بنفسه ؟

نعم هو بصوته دون شحمه .  الاستاذ ليس تعاليم وأوامر فقط الاستاذ احساس وانا أشعر اننى كنت عصبيا اليوم واريدك أن لا تغضبى منى . اجابت عزيزة ماذا تصنع الان استاذ ؟ أجابها انتظرك لا أريد تناول العشاء وحدى . ابتسمت عزيزة وقالت : سأكون عندك فى دقائق قليلة  . ثم قالت : استاذ هل لى بسؤال ؟أجابها نعم قالت : هل افتح ازرار البلوزة ام اتركها مقفولة . فقال لها دعيها مواربة فأن انحلت ظهرت انها عن غير قصد . حضرت عزيزة القصر ففتح لها الاستاذ الأبواب . اندهشت هيا وسألت الا يوجد خدام  ؟ أجاب الاستاذ اعطيتهم إجازة . ابتسمت عزيزة وقالت : إذن انا فى مأزق لا يجب أن اكون بمفردي معك . كل المفروض مرفوض يا عزيز. أحضرت العشاء من ايطاليا وجاء ساخن من اجلك . قالت هيا : عيناك تخيفنى مع انها جميلة . دعك من عيناى لا وقت للعيون الأن والنظرات . ثم اقدم الاستاذ فك ازرار بلوزتى وانهال على نهدى تقبيل بعد أن ابرح مؤخرتى ضربا فأثارنى ولم يتركنى الا منتشيه بين أحضانه  ..

انتهى العد التنازلي لساعات الليل . أشرق الصباح . نقر الطائر واعاد النقرتين فاستيقظت من نومى . جسدى كأنه وقع عليه حطام منزل . أشعر بألم فى جميع اجزاء جسدى . كان حلما جميلا سأكتبه فى الرواية ثم اعرضه على الاستاذ وكأنه لم يكن حلما ..

وصلت إلى القصر . فتحت لى الخادمة مبتسمة لى قائلة : الاستاذ مزاجه رائق اليوم يا عزيزة فقلت جيد سأعرض عليه ما كتبت إذن وليكن ما يكون .. دلفت إلى القصر بتنورتى القصيرة وشعرى الأشقر الغجرى حتى وصلت إلى الاستاذ كان جالس على المائدة يتناول فطوره المكون من بعض الجبن والخبز الخاص به الذى يصنعه بنفسه من دقيق الذره والحلبة والشوفان والشعير لقد اخبرنى انه جيد لانخفاض معدل السكر لديه . كسر واحدة منه وبدأ يقراء الورقات وهو يتزوق الخبز بالجبن ويضحك قائلا : ما قلة الحياء التى تكتبينها فى بداية سطور روايتك ايتها المتهوره ؟ غلت الدماء فى عروقى . ظهر غضبى على وجهى وهو ينظر اليا قائلا : أعلمى يا عزيزة .

 شعرت أنه يكررها للمرة الثالثة يريد اخبارى بشىء مهم اعلم ذالك حين يقول : أعلمى ثم أكمل ” أعلمى أن الكاتب لا يجب عليه ملاء صفحاته بما يكبت فى نفسه سواء من جنس أو احزان أو أشياء لا تخص ابطال الرواية فى شئ ولا تتناسب مع أحداث الرواية ويحمل البطل أعباء ما يحمله الكاتب من كبت نفسى أو عاطفي دون داعى .. ارتجفت اناملى تحركت شفتاى مرتعشة ومتلفظه بغضب أنه كان لا يريد ابدا صفع مؤخرتى ذالك الشئ الذى طلقت من أجله حين لا يريد صفع مؤخرتى لا أشعر بأى شئ تجاهه وهو يضاجعن  أليس من حق الزوجة أن تطلب ما يثيرها كى تشعر بالسعادة ؟ ترك الاستاذ العيش والجبن ونظر لى بهدوء وقال وما بال ذالك وبال ما تحوية فكرة الرواية الأساسية نحن انجرافنا عن مسار الرواية ومكنون معناها الأساسى . تعلمين توجد شبه دراسات أكدت أن بعض اسباب الطلاق الحقيقية هى عدم توافق الأزواج جنسيا مع بعضهما البعض هذا يعشق ذالك وهذا يكره ولا يلبى كلاهما للأخر ما يروق للثاتى حتى يشبع رغباته التى ربما تكون فى بعض الأحيان بسيطة للطرف الأخر ولكن هيا للطرف الأخر بمثابة كل شئ ولا يحلو اى شئ دون فعلها فى بدأ الأمر . انسال الدمع من عيون عزيزة وتفوهت أليس مشاعرنا تستحق الإشادة بها فى روايتنا اليس هذه الامنا وشقائنا . نظر الأستاذ لى بشفقة قام من مجلسه واقترب رفع وجهى لأعلى مسح دموعي وقال : اجمل ما سمعت فى حياتى . بل اللمنا وشقائنا هو الأهم أن يسرد حتى ولو كان لا قبل به فى اى من سطور روايتنا . ستكتبين النص بما يحلو لكى ولكن إن لم يعجبنى ثم صرخ على الخادمة وقال لها احضرى الخرزان يوجد امرأة أن اخطأت فى كتابة نصا سوف تسيل الدماء من مؤخرتها من كثرة الضرب والصفع .

ضحكت عزيزة والاستاذ ضحكات هستيرية أحضرت اثنائها عزيزة القلم قامت بكتابة شخابيط عن عمد بجنون وهيا تصرخ ضاحكة  ثم مزقت الرقة ورمت بقصاصيها فوق رأسها ورأس الاستاذ .. اقترب لها الاستاذ دنى من اذنيها وقال  اريد نصا عالميا لا يقبل النقد . فقالت ليس قبل أن اعاقب على تمزيق النص الأول وتمزيق الورقة وانت من سيكتبه براحة يديه كى أتعلم منه ..

ثم راح الأستاذ الاستاذ يسرد .

آفاق الاستاذ من شروده وجدته عزيزة ينظر اليها ويقول : أعلمى يا عزيزة انكى حين تشتهر روايتك ويذيع صيت قلمك بين صفحات الجرائد وتظهرين على شاشات التلفاز انك بذالك قد أصبحتى شخصية عامة . والشخصيات العامة لها قواعد لابد من اتباعها ” واهم شئ يجب أن تعلميه أن خصوصياتك ستكون مباحة للجميع . الجميع سيتناول اخبارك ويتحدث عنكى لذالك عليكى مراعاة ذالك حين تجدين نفسك تدخلين فى نزوة أو اى شئ غير لائق لا يناسب ولا يتوافق مع شخصيتك العامة ؛ ويجب أن لا يعلم أحد نهائيا مهما كلفك الأمر. ما هيا نقطة ضعفك . التفت عزيزة وضعت ظهرها قبل صدر الاستاذ .. اخذت معصميه ووضعتهم على رقبتها ”  ثم سألته بماذا تشعر الأن ؟ اجابها تماما لو انى اكتب رواية جديدة . اندهشت عزيزة وقالت كيف هذا ؟ قال لها لا اعلم كيف يقولونها هكذا بسهوله أمام العامة حين يكتبون رواية جديدة ؟ كيف يباح عنها عاديا ؟ فأنا حين اكتب رواية جديدة أشعر اننى مريض نفسى مصاب بالذهان أو الانفصام . حيث حرفيا انا الحقيقى غير موجود ” بل اعيش فى زمن اخر بمقاييس أخرى . كأنه حلم اعيش فيه افراح واحزان وكأنى اعيش فى عالم موازى بعيدا كل البعد عن البقعة الحقيقة التى نعيش عليها الآن هل علمتي بما أشعر الان وانتى بين يدى ؟ التفت عزيزة نظرت له بعينها التى انثال منها نهر حنان ثم قالت .. احبك . عشقتك قبل أن أراك كنت اشعر بك بطل كل روية تكتبها ولكن ما هو الشئ الذى جعلك اول ما وقعت عينك عليا أن تطلب الزواج منى ؟ أجاب الأستاذ لكل منا وصف معين لفتاة احلامه فى مخيلته حين رأيتك شعرت اننى وجدت فتاه أحلامي ومقاييسها وصفاتها . ثم صفعها على مؤخرتها مره اخرى وقال : وما هو الشئ الذى جعلك توافقين على الزواج دون حتى أن نخبر والدك وسريعا فى نفس اليوم تزوجنا ؟ قالت حين رأيتك شعرت اننى امام رجل لا تعوضه الأيام أن فقط رجل يصنع من الحياه روح صوفيه . كلاسيكية . بشرقية . وأناقة  تنقلك إلى عالم خاص لا يستطيع أحد سواه أن يرسمه هكذا .. صرخ الاستاذ كان قد نسى شئ فى غاية الأهمية ثم نظر فى هاتفه يتفقد التاريخ فقال الحمد لله ما زال أمامنا وقت اسرعى يا عزيزة ابدلى ملابسك سنرجع إلى القاهرة سريعا ” قالت ما الخطب .. ما ذالك الشئ الذى نسيته ؟ ومن هو أهم من الرئيس . والقصر الرئاسى وهذا النعيم الذى نعيشه ؟ قال نعيم اخر ولذه أخرى لن تجديها فى اى بقعه فى الأرض

     قبل اقتراب  سيارة الاستاذ من احدى قصور الثقافة خرج الاستاذ وعزيزة من السيارة وقف الاثنين يتناولان الحديث . قائلا الاستاذ :

 فى بعض الأشياء الأخرى  التى أريدك أن  تأخذي بالك منها جيدا ” هيا ليس لها علاقة بالكتابة لكن هيا عوامل مساعده

اولا خطواتك  . لابد حين تخطوا قدماكى على الأرض تمشين بثقة امراءة  واثقة من نفسها جيدا . تظهر لأى شخص أنها شخصية قوية ؛ من الصعب اقتحامها . والسلام عليها بالأيدي درب من الخيال . ويكون السلام بطرف الأيد يعنى اناملك قدر المستطاع تلامس ايد من يصافحك . وانتى تخطين على الأرض  لا تضعين رأسك فى الأرض ابدا اجعلى  راسك دئما مرفوعة لأعلى . ونظراتك ملمة بكل ما هو حولك .. نظرات لا تظهر للأخرين بأى شئ من الإعجاب أو لفت نظر فيشعر الأخرين انكى تنظرين لحائط لا لبشر متحركة

ثانيا : تعاملى مع الناس انك كاتبة كبيرة . ليس كاتبة مبتداءة ؛ تعاملى مع الناس بكل كبرياء التواضع لله فقط .  الرد على قد السؤال وتظهرين عدم اهتمامك بالمتحدث مهما كان مركزه أو سلطته ؛ حين تجلسين فى ندوة أو فى لقاء ضعى قدم على قدم ؛  يداكى على وجنتيكى ؛ كأنك تفكرين فى الحديث الذى يدار والايد التانية على قدمك ؛ خطواتك تصبح على  اناملك كأنك تمشين على مياه مش إبان كأنك جمل يردع على رمال صحراء . الابتسامة نصف ابتسامة وليس ابتسامه كامله . الابتسامة الكاملة  تعنى أنكى مبهورة بما يجرى ونحن نريد أن يظهر أن كل ما يحدث هو لا يعنى لنا شئ الا عبثا جئنا نحن لنصلح ذالك  العبث بحضورنا ؛ الجميع بنسبة لى لا يساوى شئ ؛  أن شعر الجميع انك غير ذالك فأنت فريسة يسهل صيدها فى وادى الذئاب ؛ ولقد رأيتى بنفسك تلك العبارات المتسلطة عبر الخاص ما رأيته انا وما لم أراه ؛ أن قدم إلى أحد روايته لكى اقرائها لا افرح بطريقة مبهره بل اجعله يشعر اننى غير مهتمة وحين يكون لديا الوقت سأحاول قراءتها واعدك أن أدلى اليك برأي . أن قدم إلى أحد نصيحة أخبره أنها غير متناسقة مع أفكاري ولديا وجه نظر أخرى ولكن هذا لا يعنى اننى اعمل بالنصيحة . ممنوع نهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائيا الإدلاء بأى شئ حول حياتى الخاصة ؛ أو المكان الذى اقنت فيه ؛ أو المشاكل التى تعرضت لها فى حياتى لأى مخلوق على وجه الأرض وخاصا فى مجالات الكتابة

عزرا انا اعد كاتبة كبيرة ؛ وهذا الأمر يحتاج إلى صناعه وتدريب ومهاره  احفظى ما قلت عن ظهر قلب . حاولى التدرب عليه ” هل انتى جاهزه الأن لعمل اختبار لما قلت ؟

اوراق الاستاذ الهامة

           أعلمى يا عزيزة تمام العلم .. أن المعرفة شجرة ثمارها الثقافة تسقى بالقراءة وسمادها الندوات واللقاءات الثقافية .. ولكن هذه حقيقة ووراء كل حقيقة من الممكن أن يبث الزيف داخلها تماما كالثمار المهرمنة التى تنبت وتزدهر ثمارها قبل أوانها ..

لذالك يجب أن نقابل أولى الشخصيات فى المؤتمر اليوم وسنجلس معها ونرى هل الحقيقة شئ راسخ فى الثوابت ام من الممكن تغير الحقائق بأشياء أخرى تساعدنا على المضى دون توقف . بل نرقض بسرعه مهولة دون أن يلحق بنا أحد ويكتشف اننا ابدلنا الحقائق بالزيف . ولكن هل كان ذالك فى مصلحتنا جميعا ام كان ذالك خطئ ولا احد  يستطيع ان يبدل الحقائق بالزيف مهما جرى ..

حينها أخذ الاستاذ بيد عزيزة ومضى إلى الأمام . وضرب الباب بقدمة ففتحه . وكأنه فتح باب على دنيا اخرى داخل منزله . هذه الدنيا مكتظة بالموظفين والكتاب والمكاتب  والشخصيات الهامة . حين دخل الاستاذ وقف الجميع ابتهاجا لقدومه بل للمعنى الأوضح : لرئيس مافيا الكتابة الرجل الذى لا احد يستطيع ان يمضى قدما فى الكتابة ويصبح شئ دون ان يمر عليه .  اندهشت عزيزة من المنظر والموقف اندهاش حد السماء خاصة حين اجلسها هو بجواره ؛ بعد أن وقف الجميع طابورا . يتقدمهم احد رجال الاستاذ وبعض الحرس الخاص . دلفت للأولى عليه .. شابه جميله بيدها اوراق فأقبل عليه الموظف بحظر شديد وقال : رواية جيدة يا سيادة الرئيس نحن قرأناها فى لجنه القراء ؛ ففتح الاستاذ الرواية قرء منها سترين فقط ثم أعطى الرواية للموظف وقال تذهب الى الكاتب الفولاني خذ منه خمسه عشر ألف أعطى للشابة خمسه الاف وخذ لنا عشره . ثم نادى بصوت جهوري : التالي : فأوقفته عزيزة تسأل استاذ هل باعت الشابة مجهودها وفكرها ؟ اجابها نعم . فقالت عزيزة لماذا ؟ فقال الأستاذ : لأنها كاتبة جديدة لا احد يعرفها ولن يقراء لها أحد . القراء لديهم فوبيا الكتاب الجديدة لا يقراءون روياتهم الا اذا اخذت جائزة أو صنعت وتحولت إلى مادة  سينمائية . حينها فقط يقرئ رواياتهم .. فهي اختصرت الطريق بدلا عن كل ذالك . قالت عزيزة اسم من الذى سيكتب على الرواية ؟ أجاب الأستاذ اسم الذى اشتراها طبعا . فتعجبت عزيزة .  ثم أشار التالي فدلف شخص معه عشرون مقال فأقبل الموظف وقال له تمت قراءتهم سيدى الرئيس . جميعهم فى غاية الأهمية فقال ارسلهم إلى الصحفيين فلان وفلان كل مقال بالف جنيها . لم تعد تسأل عزيزة أصبحت ترى وتسمع فقط من هول ما تشاهده ” ثم أقبل شاب وبيده رواية وقال له اريد أن أشارك بروايتى فى جائزة ……. فستعجب الأستاذ وقال هل انت واثق من قلمك جيدا ؟ قال نعم استاذ .. فنظر إلى الموظف فهز الموظف رئسه بنعم ثم قال نعم استاذ الرواية تستحق جائزة وجائزة كبيرة .  فنظر مره اخرى الى الشاب وقام وقال له جيد سقفوا جميعكم جيدا الى الشاب .. فسفق الجميع وابتسم الشاب بتفائل ظهر على وجه . ثم قام الأستاذ وقد تغيرت ملامح وجه إلى الغضب ونظر الى الشاب . وسأله من اباك ؟ قال الشاب عامل بسيط .. قال الاستاذ يعنى أنه ليس استاذ جامعة . أو حاصل على جوائز كبيرة . أو بروفسير .. أو زو مكانه اجتماعية كبيرة فى الثقافة أو الأدب ؟ هل لديك متابعين كثير على صفحتك ؟ قال الشاب لا .. قال له هل ظهرت فى لقاءات إذاعية أو تلفزيونيه ؟ قال الشاب لا . قل الاستاذ هل تعرف اى شخصية مرموقة فى عالم الأدب تقوم هذه الشخصية بتذكيتك أمام لجنة التحكيم قال الشاب لا ..  فقال الاستاذ له : عزرا رغم الابداع فى قلمك عزيزي لا تتوفر فيك الشروط المناسبة لأعطائك الجائزة خذو منه الرواية أعطوه مئة ألف وابعثو بالرواية إلى ابن البروفسير فلان وخذو منه خمسمئة الف وقولوا له قدم فى الجائزة الفلانية نحن من يتحكم بها ستربح مليون جنيه ومن الممكن أكثر . بكى الشاب . امسك بالرواية لا يريد يتركها ونزلت الدموع من عينه فقال الاستاذ : أعطوه مئة ألف أخرى من جيبي الخاص .. دلف شخص آخر على الاستاذ مبتسما وقال له :  اريد صفحة تواصل اجتماعي كبيرة تساعدني فى شهرتي ككاتب ويرى الناس نصوصي . فقال له الأستاذ عشرون ألف جنيها . فوافق الشاب ودفع الأموال ثم قال الاستاذ أعطوه صفحة عليها نصف مليون متابع .علقوا له على كل منشوراته بآلاف التعليقات والإعجاب . دلفت أخرى تريد أن تظهر على شاشات التلفاز فأخذ منها خمسه الاف جنيها ونادى على الموظفين جهزوا لها لقاء مع المذيعة فلانة . وهكذا توالت الشخصيات و الحقائب تلو الأخرى  توضع أمام الاستاذ معباءة بالأموال حتى دلفت فتاة فى غاية الجمال شقراء وعيونها متسعه ومكتحله وجسد ممشوق القوام ومؤخرة لا مثيل لها . معها حرسها الخاص يحمل حقيبة سوداء وضعها أمام الأستاذ وفتحها فكانت مملوءة بالأموال . اقتربت من الاستاذ وقالت له : هذه الحقيبة بها ثلاثة مليون دولار . انا لا أفقه اى شئ عن الكتابة اريد فى ثلاثة شهور أن أصبح من أكبر الأدباء شهرة .. ابتسم الاستاذ وقال كثيرا ثلاث شهور نستطيع فعلها فى اقل من ذالك .. ثم نادى على جميع الموظفين قائلا : الكل انتباه ” الأن اريد مدرس لغة عربية يعلمها الكتابة ؛ والاسقاطات الأدبية ؛ وكيفية كتابة المقالات ؛ والومضات ؛ والقصص القصيرة ؛ والرواية ؛ اريدها أن تعرف جميع القواعد ؛ وعلى كل من ذالك كيف تكتب من كم كلمة كل من هذه الأشياء ؛ وكيف تبتدئها ؛ وكيف تصنع الشخوص والأبطال ؛ وكيف تدور الاحداث ؛ وتوضع الحبكة ثم النهاية .. اريد أيضا صفحة عليها اثنان مليون متابع عليها صورتها وذكريات قديمة . اريد الهكر الخاص بنا أن يجعل تواريخ المنشورات قديمة . اريد أيضا فوتو شوب قدير يركب لها صورا فى المعرض والندوات واللقاءات مع رجالنا الذين نضعهم فى كل مكان على أنهم كتاب ؛ اريد إحضار ثلاثة روايات من روايات الأساتذة الكبار الذين باعوا لنا من رواياتهم وكتابة اسم الأستاذة عليهم  ؛ بتاريخ اصدار منذ سنة وأخرى سنتان وأخرى ثلاث سنوات ؛ اريد أيضا أن أعرف اى من الجوائز تدار الأن وما ذالت لم تصدر النتيجة ؛ اريد حصول الأستاذة على جائزة ؛ وفور استلامها الجائزة اريد عدة لقاءات لها على التلفاز فى أكثر من برنامج تلفزيوني وإذاعي ؛ اريد أيضا أن تقرا الأستاذة الرواية التى ستحصل على جائزة بأسمها لأننا سوف نعقد لها حفلة توقيع كبيرة نحشد فيها رجالنا ؛ سوف نناقش الأستاذة فى الرواية ثم نظر لها الاستاذ وقال اهذا يكفى ؟ قالت له نعم يكفى . فقال الاستاذ لا يكفى اعقدوا للأستاذة أيضا عدة مؤتمرات وندوات تناقش فيها الوضع الثقافي والحالة الأدبية فى عدة معارض فى أكثر من دوله ؛ وليكن رجل أو رجلين من رجالنا برفقتها ؛ اجعلوا الصحافة تكتب عنها ؛ والمحاورين يسألونها . ابتسمت الفتاة ذات الحسن والدلال وابتهجت وقالت : كثيرا هذا يا استاذ ما فعلته من اجلى ” قال لها على الرحب و السعه فى اى وقت مولاتي الجميلة . فذهبت مع الحرص ولكن كان الاستاذ ينظر إلى مؤخرتها الرائعة وهيا ترحل فصرخ فى الموظفين فسكت الجميع ثم نظر إلى مؤخرتها مرة أخرى. ووقفت الفتاه ” فقال اعطوها جائزة افضل شخصية مؤثره لهاذا العام ….

اوراق عزيزة والأستاذ هيا روايتى الرابعة  .. الأولى قربان فيتالا وصلت القائمة القصيرة بجائزة المعهد العالى بباريس للرواية العربية وجائزة أفضل رواية عربية وتم  تكريمى عليها من فرنسا .. يليها احفاد الخضر ورواية اربع تسعات

محمد احمد محمد عسكرى

الشهرة محمد عسكر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x