ط
مسابقة القصة

ملخص رواية : غير قابل للكسر .. مسابقة الرواية .بقلم / السيد فتحي عبد الكريم .مصر

 

 الاسم : السيد فتحى عبد الكريم .

البلد :  مصر .

رقم الهاتف  : 01061721696

نوع العمل : ملخص رواية .

عنوان العمل :

                      (  غير قابل للكسر )

الملخص :

فى مكان غير المكان و زمان غير الزمان

 فى مكان بعيد عن القاهرة وضجيجها  و زمان غير زمان وسائل التواصل الاجتماعى  زمان من القرن الماضى الغير بعيد …

المكان احدى قرى جنوب الصعيد … الزمان اواخر الثمانينات من القرن الماضى

وكعادة البيوت فى تلك الفترة من ذلك الزمان كانت بيوتا تضم اسرتين او ثلاثة و ربما اربعة  الاب يزوج ابنائه الذكور معه للاعتقاد ان فى ذلك تجمع وقوة وعزوة بحسب الاعتقاد الخاطى ء فى ذلك الوقت …!!

هناك فى مدخل القرية يقع بيت (عبد الكريم ) يضم أسرتين  .

أسرة الشقيق الأكبر (محمد)  الذي كان يعمل مزارعا ويتميز بشخصيته  الفكاهية مع بعض الشر   و تتكون اسرته  منه و زوجته (أمينة) ذات الشخصية القوية الحادة  و أولاده الستة  ..

و أسرة الشقيق الأصغر (محمود)  الجامعي وهو امر نادر ذلك الوقت فى قرى الصعيد فكان الجامعيون لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين …!!

كان(محمود) ذا شخصية طيبة قيادى بطبعه  وهو قد  عين للتو مفتشا للتموين و تتكون اسرته منه ومن زوجته (أحلام) ذات الشخصية الهادئة  ابنة شيخ البلد التي تزوج بها حديثا .

و أيضا الأم ( بخيتة ) التي كانت شبة حاكمة للبيت الكبير . هى ارملة اكسبتها الحياة بعد وفاة زوجها قوة و حكمة و احيانا قسوة مما ظهر على شخصيتها .

كانت (أحلام) وافدة جديدة على ذلك البيت .. وبحكم أن والدة زوجها تدلى بقرابة إلي زوجة ابنها الأكبر (أمينة) فوجدت (أحلام) جفاء في المعاملة من والدة زوجها (بخيتة) و غيرة و أحيانا  مؤامرات من (أمينة) .. لكن (أحلام)  كانت تتحمل ولا تشكو إلا لوالدتها التى كانت على علم  بطبيعة بيت زوجها و اهله  و كانت توصيها دائما ان تكسب ود (بخيتة) والدة زوجها مهما قست عليها .فقد قاست (مهدية) والدة (احلام)  قاست من تعنت والدة زوجها و لكنها تحملت كثيرا حتى ان زوجها تزوج بزوجة ثانية و اتى بها لتعيش معهم  و لم تدرى الا و هى عائدة بالمواشى مع بناتها الصغار فما كان منها الا انها زغردت و باركت امام الناس فى مشهد يعكس ثباتها الانفعالى وقوة صبرها و تحملها … و فى اخر الامر ندم زوجها و احس بقيمتها و تضحيتها ..

ارادت و الدة (احلام) ان توصل ذلك الفكر لابنتها .

تمر الأيام والشهور و يستعد (محمود) لاستقبال أول مولود له ..

تضع (أحلام) مولودها الذكر … طبعا فرحة كبيرة في عرف ذلك المجتمع ولكن …

المولود و إن كان ذكرا لكنه ولد بإعاقة في يديه ..!!

أى نعم له ذراعان وكفان لكن بدون أصابع كفان أصمان ..!!

تبدل الفرح حزنا و انهالت الدموع حزنا على مصير ذلك الطفل المسكين خاصة من أمه ..

لاقى الطفل جفاءا من و الده في أول الأمر حتى أنه ترك أمر تسميته لأمه التي اختارت أن تسميه على اسم و الدها ( مصرى )  و التي  تحملت نظرات وتلميحات الشماتة من (أمينة ) .

أنجبت بعد (مصرى) ولدين  ..و كان كثير من الناس ينادونها  و زوجها باسم ابنهما الثاني الصحيح السليم  تاركين منادتهما باسم ابنهما الأول (مصرى) ..!!

كان (محمود) والد الطفل (مصرى)  و الحاصل على ليسانس التجارة من جامعة اسيوط وقتها و الذى تحملت والدته الصعاب بعد رحيل ابيه حتى يحصل على هذة الشهادة  كان (محمود) فى وظيفته (مفتش التموين) لا يهاب احد وبرغم أن تلك الوظيفة في تلك الفترة كانت طريقا للثراء  إلا انه كان مراعيا لضميره الوظيفي ..و لقد لاقى صعوبات و مؤامرات من التجار الفاسدين و حاولوا ان يرجعوه عن نهجه هذا مرة بالترغيب ومحاولة الرشوة له  ومرة بالترهيب و التهديد و لكنه كان واعيا بما يكفى لتفادى تلك المؤامرات .

برغم أن (محمود) كان أصغر من شقيقه (محمد) و اصغر من شقيقتيه  ألا أنه كان متقمصا لشخصية الأخ الأكبر حال كونه متعلما..كان يحب أخاه و أختيه و لكنهم كانوا دائما في حال الغيرة غير المبررة منه كانوا يبادلونه المودة بالجفاء و التقرب بالانقطاع في أحيان كثيرة ..حتى أنهم انتقصوا من ميراثه وحرموه من أي نصيب له في الأراضي الزراعية التي خلفها لهم والدهم بحجة انه قد انفق عليه في مراحل التعليم فى حياة أبيه لان اباه قد رحل و (محمود) فى عمر الحادية عشر و تولت امه (بخيتة) الانفاق على تعليمه و لم تستمع لألحاح شقيقيه بأن يكتفى بالاعدادية  او حتى الثانوية و يبحث عن وظيفة حكومية ليعين نفسه و امه .. ولكن (بخيتة) ابت و رفضت ذلك قالت  ” لأعلمنه كأن والده على قيد الحياة “

 (محمود)  لم يعترض على تلك القسمة الجائرة من اشقاءه لميراث ابيه .فقط أعطوه جزءا من البيت الكبير فاستقل بحياته عن أخيه الأكبر (محمد)…ولكن ظهرت مشكلة جديدة و هو جار سيء من الناحية الأخرى لبيت (محمود) جار يدعى (حسب النبي) هذا الجار و إن كان يدلى بقرابة ل(محمود) والد الطفل (مصرى)  إلا أنه كان و زوجته (فاطمة) يبغضانه ويحقدان عليه ..و لقد تفننا في أساليب الإيذاء ألقولي والفعلي وكان (محمود) المعروفة بعصبيته و اندفاعه   يواجه ذلك بتحمل هو وزوجته (أحلام) إتقاءا للمشاكل ..ليحكم بعدها العقلاء وأهل الحل و العقد ف القرية بضرورة انتقال (حسب النبي ) من بيته هذا إلى بيته الأخر بأطراف القرية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وهو ما تم فعلا … وبهذا انتهى هذا الإشكال  الذي كان يؤرق الطفل  (مصرى) و أسرته ويعكر عليهم صفو المعيشة .

الطفل (مصرى) أصبح في الخامسة .. وقتها تطوعت (الابلة نادية ) التي كانت من جيرانهم والتي كانت تعمل مدرسة بالمدرسة الابتدائية بالقرية   تطوعت أن تعلم (مصرى) الكتابة و القراءة ..وبالفعل و على خلاف ما كانت هي تتوقع و يتوقع الجميع  امسك الطفل (مصرى) القلم بكلتي يديه وبدأ يكتب تعلم القراءة و الكتابة الأولية ..هنا قررت الأسرة أن تلحقه بالمدرسة الابتدائية و بالفعل التحق في العام التالي بالمدرسة .

برغم أن الطفل (مصرى) كان يجيد الكتابة ممسكا بالقلم بكلتا يديه الاثنتين كأي طفل من أقرانه بل و أفضل ..إلا انه كان ضعيفا على المستوى التعليمي في الصف الأول و الثاني الأبتدائي

ولكن التغيير الحقيقي كان عندما التحق بالصف الثالث الابتدائى حيث تهيأت الظروف ان يكون له معلمين أعجبوا بحالته وتبنوه مثل الأستاذ (ماهر) و الأستاذ (خالد) فزاد مستواه التعليمي حتى تقدم للمراكز الأولى متفوقا على زملائه بالفصل …

استمر ذلك التفوق للطفل (مصرى) مدة فترة المرحلة الابتدائية    لدرجة أن أسرته  توقعت أن يحصل على المركز الأول على مستوى المدرسة على الأقل في الشهادة الابتدائية  ولكنه اكتفى بالمركز الثالث ..!!

انتقل الطفل (مصرى)  إلي الصف الأول الاعدادى وواصل تفوقه أيضا في المرحلة الإعدادية ..و فى هذة المرحلة استطاع و بتشجيع و الديه  ان يحصل على المركز الاول فى الشهادة الاعدادية و وافق ذلك حصول ابن عمه (عبد الحليم) على المركز الاول على مستوى المحافظة فى الشهادة الثانوية القسم العلمى  فكانت فرحة و فخرا للاسرة و للعائلة كلها وخاصة ل(احلام) والدة (مصرى) .

كان للطفل (مصرى) بجوار تفوقه الدراسي موهبتان ..

الأولى    موهبة كتابة القصص كان مولعا بها جدا لدرجة انه اشترى كشاكيل كبيرة وكتب فيها قصصا من تأليفه بالرسومات ..!!!

وحاول ذات مرة أن يحول أحدى قصصه إلي تمثيلية مسموعة فاختار أحدى قصصه  و استعار مسجل الصوت من جارته (الابلة نادية) وجمع بعض الأطفال الراشدين من اخوته وبعض جيرانه و قام بتوزيع الأدوار عليهم لكي يقوموا بتسجيلها متقمصا بذلك دور المؤلف و المخرج الإذاعي ..!!

كان شغوفا بسماع القصص وخاصة بقصص الكفاح و المعاناة ثم النجاح .. كان يحب الجلوس مع كبار السن يسمع منهم قصص الماضي ..كان يستمع لحديث أمه مع خالته عن أحوال الناس والجيران .

أما الموهبة الثانية التي كان يتمتع بها الطفل ( مصرى) و التى أثارت إعجاب وذهول كل من يعرفها هي موهبة الرسم .!!

فبرغم إعاقته ..برغم انه بدون أصابع في كفيه ..برغم انه يمسك بالقلم بكلتا يديه  برغم كل ذلك كانت لديه موهبة الرسم …!!

كانت حصص الرسم بالنسبة له متنفسا … كانت كراسة الرسم بمثابة لوحات فنية جميلة لدرجة أن مدرس الرسم الأستاذ (اصلان) كان إذا حضر للمدرسة مفتشوا الرسم كان الأستاذ (اصلان) يحضر كراسة الرسم الخاصة بالطفل (مصرى) للمفتش و يطلعه عليها وعلى حالته متباهيا به .. ولقد حصل على أعلى درجة في مادة الرسم طوال سنوات دراسته على مستوى المدرسة …!!!!

 ولكن للأسف …… الطفل( السيد) لم يلقى الاهتمام بهاتين الموهبتين في ظل مجتمع ريفي بسيط .. أي نعم كان و الده جامعيا وكان على علم بموهبتي ابنه  وكان سعيدا به ..لكنه كان يرى أن الأهم هو الاهتمام بتفوقه الدراسي أولا  في تلك المرحلة حتى يؤمن مستقبله .

كان الطفل (مصرى) عاشقا كأي مصري أصيل لنهر النيل حيث كانت قريته تقع على الضفة الشرقية للنهر الخالد  ..كان الطفل (السيد)  أذا حزن هرول أليه جلس على شاطئه و ألقى بحزنه في مياهه   ثم يغسل صدره من منظره الطبيعي الساحر ثم يرجع للبيت بلا حزن فكان اذا اصابه حزن و افتقدوه فى البيت علموا انه يلقى بأحزانه فى نهر النيل .

كان الطفل (مصرى) يفخر و يعتز بجده لأمه شيخ البلد ..كان جده يتميز بقوة الجسم  و بقوة السيطرة أيضا كان صاحب شارب ضخم ورأى مسموع يحترم  و كان الناس يلقبونه ب ( السبع )  ..كانت له من البنات خمس من البنات و برغم انه كان يميل إلى القسوة و الشدة أحيانا كثيرة في تعاملاته داخل بيته وخارجه برغم ذلك   تسارعت أفضل و اعرق العائلات إي مصاهرته .

كان الطفل (مصرى) و كانت جدته لأمه بمثابه امه الثانية و لما لا وهى امه من الرضاعة حيث ان امه حدث لها حالة تسمم نقلت على اثرها للمستشفى تاركة الرضيع (مصرى) لجدته ام والدته التى ارضعته اياما لانها كانت ترضع ابنتها (رضا) خالة الطفل (مصرى) فكانت جدته تقول له

” انا امك ياواد يامصرى “

كان الطفل (مصرى) دائم التواجد في بيت جده بحكم قرب بيت جده من بيت أسرته فكان يجلس بجوار جده يتعلم منه خبرات الحياة و هو في كامل الإعجاب و الفخر بجده .

كانت المرحلة الفاصلة في حياة الطفل (مصرى) في الشهادة الإعدادية  حيث تفاجأت أسرته مثلما تفاجأ الجميع بحصوله على المركز الأول على مستوى المدرسة متفوقا على أقرانه  و مما زاد في فخر الأسرة أن ابن عمهم حصل على المركز الأول على مستوى المحافظة في القسم العلمي ..فعمت الأفراح العائلة بأسرها …

تكمن المرحلة الفاصلة إلى أن الأب أراد استغلال تفوق ابنه فقرر أن يلحقه بالقسم العلمي …!!!

وبرغم أن ذلك تم فعلا ..ففعلا استمر تفوق (مصرى) حيث كان يحصل على أعلى الدرجات في الصف الأول الثانوي و الثاني الثانوي القسم العلمي على مستوى المدرسة …إلي أن وصل إلي سنة الشهادة الثانوية فبعقله المحدود وقتها رأى (مصرى) انه لو التحق بالطب سيكون طبيبا فاشلا أو مهندسا فاشلا لو التحق بالهندسة إذ كيف يترك الناس طبيبا أو مهندسا كامل الأعضاء و يثقون في طبيب أو مهندس  معاق …!!!

لذا قرر قرارا مصيريا ,, قرر أن يجيب في الامتحان إجابة منقوصة حتى ينقص مجموعة النهائي و يلتحق بأي كلية نظرية …و هو ما فعله فعلا …..!!!!

كانت صدمة للأسرة كبيرة  وهم الذين كانوا يتوقعون منه أن يلتحق بسهولة بأي كلية من (كليات القمة) .

التحق (مصرى) بكلية التربية قسم اللغة العربية التي كان يعشقها ..كانت هناك منح ومزايا للطلاب المعاقين في الكلية لكن (مصرى) كان يرفض أن يتلقى أيا منها أو أن يحسب نفسه منهم

أتم دراسته بتفوق  وعين مدرسا في مدرسة القرية  بعد التخرج بسنة واحدة بتفوقه  لا بنسبة الخمسة بالمائة المخصصة للمعاقين ..!!!

كان ل(مصرى) اصدقاء يعتبرونه اخا لهم يشكون اليه همومهم و هو كان دائم السؤال عنهم حتى انه فكر ان يجمع اصدقاء الفصل الدرسى القدامى كل شهر رمضان فى ليلة العيد يتبادلون في اجتماعهم التهانى بالعيد و السؤال عن بعضهم البعض

 لكن  كان ل(مصرى) صديق مقرب   هو (صلاح) جاره و ابن قريته ..جمعتهما صداقة وطيدة ..لكن كان (صلاح) يكن في صدره حقدا وحسدا ل(مصرى) طوال الوقت لأنه كان يشعر بأفضلية  (السيد) و أسرته في المعيشة عنه و عن أسرته كون أن والده كان يعمل حلاقا ..

كان (صلاح) لا يظهر هذا الحقد في حين أن (مصرى) كان مخلصا له في صداقته و كان لا يبخل تجاهه بأي شيء ….

كان(صلاح) متفوقا أيضا في الدراسة وكانت بينه و بين (مصرى) منافسة غير معلنه على المركز الأول في مراحل التعليم الأولى ..و لكنهما تفرقا في المرحلة الجامعية حيث التحق (صلاح) بكلية التربية قسم الرياضيات  ثم عين بعد التخرج مدرسا للرياضيات في ذات المدرسة التى عين بها (مصرى) ..!!

كان (مصرى) يرتبط وجدانيا ب(نبيلة) أصغر خالاته و التي كانت تكبره فقط بعامين كان يرى فيها الأخت الكبرى لأنه كان  مفتقدا لنعمة الأخ الأكبر كونه الشقيق  الأكبر لأخوته ..

 كانت (نبيلة) فتاة عاطفية رومانسية حالمة أحبت شابا هو (زكريا) ابن الصول (على)  وتقدم لخطبتها و تمت الخطبة ..حلما معا بحياة سعيدة ,, ولكن لأسباب عديدة قام  شيخ البلد جد (السيد) و والد (نبيلة) بفسخ الخطبة  بل وتزويجها من شاب ثرى يمتلك أراض زراعية …تحولت (نبيلة) من فتاة حالمة إلى فتاة يائسة حزينة ..كان يرى الحزن دائما وعدم الرضا فى عينى خالته حتى مع مستواها المادى العالى … تزوج (زكريا) و انجب و لكنه لم ينسى حب حياته التى كانت على وشك ان تكون له زوجه …

حانت مرحلة مهمة من مراحل حياة (مصرى) وهى الزواج أراد (مصرى) أن يرتبط ب (وفاء) مدرسة النشاط بالمدرسة و ابنه احد المزارعين في القرية ..وعرض الأمر بالفعل على احد إخوتها الذي نقل الأمر للأسرة فوجد الأمر  ترحيبا به  كونه حفيدا لشيخ البلد .. ووالده من مديري التموين و ذو سمعة طيبة ..كانت (وفاء) مترددة اقرب منها للرفض كون (مصرى) معاقا

عرض (مصرى) الأمر على صديقه (صلاح) في إحدى جلساتهم ..و لكن (صلاح) قرر أن ينفس عن غلة و حقده الدفين تجاه (مصرى) .. وإذ بحيلة منه  ينجح (صلاح) في إقناع (وفاء) كونه زميل لها ايضا فى المدرسة التى يعملان بها  استطاع بحيلة منه ان ينجح فى اقناع (وفاء) بالزواج منه و العدول عن الزواج ب(مصرى) . وهو ما تم بسرعة …!!

تقبل (مصرى) الأمر  ولكنه قطع كل صلة تربطه ب (صلاح) .

وكأن الأيام تخبأ له ما هو أفضل ,,

فلقد ارتبط (مصرى)  بفتاة موظفة بالمجلس القروي للقرية هى (سلوى)  ..أي نعم هي تكبره ببضع سنوات ,, اي نعم هي ليست جميلة ..لكنها كانت طيبة القلب متفهمة لطبيعة حالته معجبة بإصراره و كفاحه …

وبرغم ان الخلاف قد نشب بين (صلاح )  و بين ( وفاء) لدرجة انه قد تعدى عليها بالضرب ذات مرة  و وصل الخلاف بينهما  مرات عديدة الى الطلاق .. مما دفع (وفاء) للاعتراف ل(مصرى) انها قد اضاعت من يدها فرصة الارتباط بزوج طيب وكأنه تقول ..

”  له اذا اردت ان انفصل عن (صلاح) و نرتبط فانا على استعداد “

برغم كل ذلك الان ان (مصرى) لم يبالى فقد انتهت اى صلة له ب(وفاء) بمجرد زواجه من (سلوى)

انجب (مصرى) ثلاثة أولاد ذكور أطلق اسم الأكبر منهم على اسم أبيه وأطلق اسمي الآخرين على اسمي أخويه ..كان يحب اخويه (مجدى)  و (حامد)  وهم كذلك ..

(مجدى) شقيق (مصرى)  كان انسانا طيب القلب قليل الخبرات ضعيف الشخصية لم يختر شريكة حياته بل ترك الامر لوالديه ان يختاروا له  فأختاروا  له فتاة من عائلة خارج قريته هى (ايمان) كانت فتاة متسلطة استطاعت ان تسيطر على (مجدى) و تلغى شخصيته و توجهه حسبما تريد و هو لها مطيع .. كان فى نفسها طمع جعلت (مجدى) يطالب بنصيبه من مال ابيه فى حياته بحجة ان شقتهما كانت صغيرة …!

ادى ذلك لصدام مع والده و مع اخويه الذين كانوا يعلمون ان زوجته هى وراء تلك المطالبات كان (محمود) والدهم كثير الشفقة على اولاده فانصاع و لم يجد مفر من تقسيم الاراضى السكنية التى جمعها هو و زوجته على اولاده الثلاثة ورغم انه قد قسم الاراضى بالتساوى الا ان طمع (ايمان) زوجة (مجدى) لم يتوقف فادعت ان زوجها قد اخذ اقل من اخوية  و اججت الخلاف بين (مجدى) و اخويه بل و والديه ايضا مما اثر على نفسية (مجدى) و تدهورت حالته الصحية و نقص وزنه فاشفق عليه اخويه و خيروه من بين نصيبهم ان يختار حتى يعود اخوهم لسابق صحته .

اما (حامد) فقد كان اضعفهم فى مراحل التعليم لكنه  اكثرهم جمالا  و اكثرهم خبره فى مجال الحياة عانى خلال مراحل التعليم لضعف مستواه و عانى معه والده الى ان حصل على مؤهل جامعى بشق الانفس ..

كان هو خط الدفاع الاول عن الاسرة ضد تعدى الجيران او الدخلاء ..

وعلى عكس اخويه فعندما اراد الزواج اختار لنفسه و اصر على اختياره رغم معارضة والديه على اختياره .. اختار (حامد) فتاة لعوب غير مباليه كان والدها المعلم (صابر) ضعيف الشخصية و امها هى التى تسيطر على ادارة البيت مما اثر فى سلوكيات االابناء

اصر (حامد) على اختياره الى ان تمت الخطبة

كانت فترة الخطبة عصيبة مليئة بتحكمات تلك الفتاة و املاءاتها  وكان(حامد) ينصاع لتلك التحكمات من منطلق عشقه لها ..لكنها فى اخر المطاف فسخت خطبتها له  الامر الذى ادخله فى حالة من الاكتئاب الشديد  و رفض الزواج مرة اخرى ..

الا ان اخاه (مصرى) وقف بجانبه و استطاع ان يخرجه من اكتئابه ..ليختار له الاهل هذة المرة فتاة مختلفة هى (امل) وجد فيها عوضا عن سابقتها

  كانت حياة (مصرى) تسير اعتيادية لا جديد فيها ..مدرس متميز محبوب من التلاميذ و المدرسين متعاون لأقصى درجة معهم ..وزوج مخلص منشغل بتربية الأولاد مع زوجته …لكن يظهر (صلاح) مرة أخرى ليعلن للمدرسة مناقشته لرسالة الماجستير الخاصة به ..عندها تتحول حياة (مصرى) ..حيث تملكته الغيرة الصحية و بدأ يبحث عن شيء يتميز به على منافسة اللدود و صديقه القديم (صلاح) فبدأ يبحث فى مواعبة العديدة كتابة الشعر .. الرسم ..الاخراج … لكن اهم و احب موهبة كانت موهبة كتابة القصص اخرج تلك الموهبة  من تحت تراب تراكمات الحياة وساعده في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة …

فبدأ يكتب ..و يكتب.. يكتب قصصا من واقع الحياة هي أروع مما أبدعه خيال المؤلفين ..

في البداية واجه سخرية ممن حوله الزوجة و الأب ..الخ لاعتقادهم أن التأليف و الكتابة كلام فارغ و أن الأهم من وجهة نظرهم هو الالتفات و الاهتمام بلقمة العيش على حد تعبيرهم و لكن (مصرى) لم يلتفت لهم و برغم كم الضغوطات الواقعة عليه  تسلح بأيمانه بموهبته ومضى فى طريقه كانت تجذبه  القصص الواقعية فبدأ يحول القصص التي عاصرها أو حتى تلك التي سمعها يحولها إلي قصص قصيرة

كان يؤمن المجتمع المصرى ملىء بالقصص الواقعية  الرائعة قصص الكفاح ..التحدى  الصمود    ..تعرف إلي دور النشر ..راسلهم ..استطاع أن يخرج للنور أول عمل مطبوع له فرح به (مصرى) كأنه ابنه البكر بعد سنوات العقم …ثم العمل الثاني و الثالث ..

اتجه لكتابة السيناريو و الحوار و كان يعشق كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة الواقعية راسل أصحاب القنوات فى نافذة (اليوتيوب ) حتى خرجت للنور أفلام قصيرة من تأليفه بل و تمثيليات إذاعية .

شارك في المسابقات الأدبية تم تكريمه في الحفلات الأدبية بدار الأوبرا المصرية و مقر اتحاد كتاب مصر …

أصبح (مصرى) حديث العائلة بل و القرية بأسرها ..و صار فخرا و رمزا لهم .

أما (أحلام)  والدة  (مصرى) فتذكرت يوم مولده يوم أن كانت تتلقى مواساة الناس لما أصابها من ولادة طفل معاق وكانت في حالة حزن  و شفقه عليه و خوف من مستقبله ..ها هي ذا اليوم تتلقى مباركات الناس لما وصل إليه أبنها (مصرى)  و صارت فى حالة من الفرحة و الاعتزاز و الافتخار ..

ان (مصرى) كان اسما على مسمى  فهو انسان مصرى غير قابل  للكسر لا تكسره الصعوبات او المعوقات بل تزيده اصرارا و صلابة .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x