اسم المتسابق :
السيد فتحي عبد الكريم محمد
البلد :
مصر
رقم الهاتف :
01061721696)
البريد الألكتروني : com.sfam89178@gmail
نوع العمل : ملخص رواية
عنوان الرواية :
( من الحياة )
(واقعية حدثت بالفعل .. بتصريف )
فى زمان غير الزمان أواخر ستينات القرن الماضي .. وفى مكان غير المكان هناك في إحدى قرى الصعيد ..
جلست (بخيتة) تلك الأرملة الخمسينية فى ليلة وفاة زوجها تنظر مكان جلوسه بالدار وإذ دخل عليها ابنها الأصغر صاحب العشر سنوات (محمود) الذي صار يتيما يبكى فراق والده الحنون
لملمت الأرملة حزنها سريعا واستعدت لرحلة كفاح لتربى يتيمها ..و لتكون له إلام والأب معا
مرت سنوات المرحلة الابتدائية و الإعدادية صعبة على (بخيته) فى توفير نفقات تعليم (محمود) وهى التي لا تمتلك إلا جاموستها الحلوب …و لقد ضن أخوته عليه بالإنفاق ..أخوه (محمد) كان مزارعا و الأخر (احمد) كان يعمل بالسكة الحديد
استعد (محمود) ليدخل الجامعة بأسيوط ولكنه لاقى معارضة من أخويه مدعين أن الجامعة اعباءا اضافية على أمهم ويكفى ما ناله من التعليم الثانوي وليبحث به عن وظيفة متوسطة فى الحكومة .. لكن (محمود) و أمه أصرا على موقفيهما وتم لهما ما أرادا و التحق (محمود) بكلية التجارة جامعة أسيوط و انبهر بحياة المدينة الصاخبة ليلا و نهارا
كان ل(محمود) صديقين حميمين من قريته (على) ابن الحاج (عبد العال ) ميسور الحال و (حمدى) ابن عم (محمود) كان الثلاثة لا يفترقون بالليل او النهار خاصة و أنهم كانوا فى نفس المرحلة العمرية و الدراسية
كان ( محمود) يميل الى (حمدية) ابنة شيخ البلد (عبد العليم ) وهى ايضا تميل اليه … وكان والدها على درجة كبيرة من الوعي و ألحقها بالتعليم حتى نالت شهادة متوسطة و عينت بها فى إحدى المدارس القريبة
كان ( محمود) يعتز بشيخ البلد (عبد العليم) خاصة و انه يدلى إليه بقرابة قوية و كان شيخ البلد يعتز بمحمود خاصة و بالشباب المتعلم من اهل القرية عامة و كان يجمعهم حوله و يستشيرهم فى أمور القرية و فى الأمور العامة
و فى الوقت الذى كان فيه (محمود) فخورا بأنه صار جامعيا و باعتزاز شيخ البلد له وان الطريق صار ممهدا ليتقدم لخطبة (حمدية) اذ بخاطب يتقدم لها وهو الشيخ (عزمى) إمام وخطيب المسجد و ابن عمهم ولقد لاقى القبول على الفور من أبيها شيخ البلد ..
اصبب (محمود) بصدمة شديدة حتى انه كره أن يرجع الىى القرية كل يوم خميس و جمعة كما كان يفعل من قبل و وجد فى البعد عن القرية راحة من النار التي فى صدره .
مرت سنوات الجامعة سريعا .. وتخرج منها (محمود) بتفوق ثم التحق بالجيش ليقضى فترة تجنيده و كان ذلك فى أعقاب نصر اكتوبر بسنوات قليلة ورأى بعينييه اثأر المعجزة التى حققها الجيش المصري فى سيناء ..
وكما انقضت سنوات الجامعة انقضت ايضا مدة التجنيد ..
تم تعيين (محمود) مفتشا للتموين و كانت تلك الوظيفة منجم ذهب لصاحبها فى ذلك الوقت لكن (محمود) كان عفيف النفس نظيف اليد وكانت حماسة الشباب تاخذة فى عمله الأمر الذي دعا بكبار التجار الشجعين ممن لهم نفوذ ان يبعدوا (محمود) عنهم فتم نقله الى المحافظة ذاتها بعيدا عن محلة اقامته ..
لم يدم هذا الوضع الا بضع شهور حيث رجع (محمود) الى مكان قريب من محل اقامته مرة اخرى لان و كيل الوزارة الجديد كان رجلا محايدا فى الحق
أرادت (بخيتة) ان تتم رسالتها بأن تزوج (محمود) فاختارت له (احلام) ابنة شيخ الغفر و هى من اقاربهم ..
اعترض (محمود) بشدة لان (احلام) تصغره بعشر سنوات كما انها غير متعلمة اى نعم هى جميلة و مؤدبة و من بيت عريق لكنها لا تتناسب معه من وجهة نظرة وهو الموظف ذو المؤهل الجامعى ..
كانت والدته ( بخيتة) مصممة على تلك الزيجة و ايضا اخوته لأن (احلام) و والدها (السيد) شيخ الغفر كانا من عائلتهما .. كما أن شيخ الغفر و زوجته (نجية) قد ساعدا (محمود) اثناء سنوات دراسته ..
بعد اخذ و رد تمت الخطبة وتمت الزيجة .
كانت (أحلام) وافدة جديدة على ذلك البيت البيت الذى يسكن فيه (محمود) مع ااخويه و زوجتيهما و اولادهم و و الدته .. وبحكم أن (بخيتة) والدة (محمود) تدلى بقرابة إلي زوجة ابنها الأكبر (أمينة) فوجدت (أحلام) جفاء في المعاملة من والدة زوجها (بخيتة) و غيرة و أحيانا مؤامرات من (أمينة) .. لكن (أحلام) كانت تتحمل ولا تشكو إلا لوالدتها .
تمر الأيام والشهور و يستعد (محمود) لاستقبال أول مولود له ..
تضع (أحلام) مولودها الذكر … طبعا فرحة كبيرة في عرف ذلك المجتمع ولكن …
المولود و إن كان ذكرا لكنه ولد بإعاقة في يديه ..!!
أى نعم له ذراعان وكفان لكن بدون أصابع كفان أصمان ..!!
تبدل الفرح حزنا و انهالت الدموع حزنا على مصير ذلك الطفل المسكين خاصة من أمه ..
لاقى الطفل جفاءا من و الده في أول الأمر حتى أنه ترك أمر تسميته لأمه التي اختارت أن تسميه على اسم و الدها ( السيد ) و التي تحملت نظرات وتلميحات الشماتة من (أمينة ) .
أنجبت بعد (السيد) ثلاث ذكور ..و كان كثير من الناس ينادونها و زوجها باسم ابنهما الثاني الصحيح السليم تاركين منادتهما باسم ابنهما الأول (السيد) ..!!
كان (محمود) والد الطفل (السيد) فى وظيفته (مفتش التموين) لا يهاب احد وبرغم أن تلك الوظيفة في تلك الفترة كانت طريقا للثراء إلا انه كان مراعيا لضميره الوظيفي ..و لقد لاقى صعوبات و مؤامرات من التجار الفاسدين و لكنه كان واعيا بما يكفى لتفادى تلك المؤامرات .
برغم أن (محمود) كان أصغر من شقيقيه و اصغر من شقيقتيه ألا أنه كان متقمصا لشخصية الأخ الأكبر حال كونه متعلما..كان يحب أخويه و أختيه و لكنهم كانوا دائما في حال الغيرة غير المبررة منه كانوا يبادلونه المودة بالجفاء و التقرب بالانقطاع في أحيان كثيرة ..حتى أنهم انتقصوا من ميراثه وحرموه من أي نصيب له في الأراضي الزراعية التي خلفها لهم والدهم بحجة انه قد انفق عليه في مراحل التعليم فى حياة أبيه ..ولم يعترض هو على تلك القسمة الجائرة .فقط أعطوه جزءا من البيت الكبير فاستقل بحياته عن أخيه اخويه …. ولكن ظهرت مشكلة جديدة و هو جار سيء من الناحية الأخرى لبيت (محمود) جار يدعى (حسب النبي) هذا الجار و إن كان يدلى بقرابة ل(محمود) والد الطفل (السيد) إلا أنه كان و زوجته (فاطمة) يبغضانه ويحقدان عليه ..و لقد تفننا في أساليب الإيذاء ألقولي والفعلي وكان (محمود) المعروفة بعصبيته و اندفاعه يواجه ذلك بتحمل هو وزوجته (أحلام) إتقاءا للمشاكل ..ليحكم بعدها العقلاء وأهل الحل و العقد ف القرية بضرورة انتقال (حسب النبي ) من بيته هذا إلى بيته الأخر بأطراف القرية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وهو ما تم فعلا … وبهذا انتهى هذا الإشكال الذي كان يؤرق (السيد) و أسرته ويعكر عليهم صفو المعيشة .
الطفل (السيد) أصبح في الخامسة .. وقتها تطوعت (الابلة نادية ) التي كانت من جيرانهم والتي كانت تعمل مدرسة بالمدرسة الابتدائية بالقرية تطوعت أن تعلم (السيد) الكتابة و القراءة ..وبالفعل و على خلاف ما كانت هي تتوقع و يتوقع الجميع امسك الطفل (السيد) القلم بكلتي يديه وبدأ يكتب تعلم القراءة و الكتابة الأولية ..هنا قررت الأسرة أن تلحقه بالمدرسة الابتدائية و بالفعل التحق في العام التالي بالمدرسة و حقق تفوقا عجيبا فى المرحلة الابتدائية .
مرت الايام و انتقل الطفل (السيد) إلي الصف الأول الاعدادى وواصل تفوقه أيضا في المرحلة الإعدادية ..
كان للطفل (السيد) بجوار تفوقه الدراسي موهبتان ..
الأولى موهبة كتابة القصص كان مولعا بها جدا لدرجة انه اشترى كشاكيل كبيرة وكتب فيها قصص من تأليفه بالرسومات ..!!!
وحاول ذات مرة أن يحول أحدى قصصه إلي تمثيلية مسموعة فاختار أحدى قصصه و استعار مسجل الصوت من جارته (الابلة نادية) وجمع بعض الأطفال الراشدين من اخوته وبعض جيرانه و قام بتوزيع الأدوار عليهم لكي يقوموا بتسجيلها متقمصا بذلك دور المؤلف و المخرج الإذاعي ..!!
كان شغوفا بسماع القصص وخاصة بقصص الكفاح و المعاناة ثم النجاح .. كان يحب الجلوس مع كبار السن يسمع منهم قصص الماضي ..كان يستمع لحديث أمه مع خالته عن أحوال الناس والجيران .
أما الموهبة الثانية التي كان يتمتع بها الطفل ( السيد) و التى أثارت إعجاب وذهول كل من يعرفها هي موهبة الرسم .!!
فبرغم إعاقته ..برغم انه بدون أصابع في كفيه ..برغم انه يمسك بالقلم بكلتا يديه برغم كل ذلك كانت لديه موهبة الرسم …!!
كانت حصص الرسم بالنسبة له متنفسا … كانت كراسة الرسم بمثابة لوحات فنية جميلة لدرجة أن مدرس الرسم الأستاذ (اصلان) كان إذا حضر للمدرسة مفتشوا الرسم كان الأستاذ (اصلان) يحضر كراسة الرسم الخاصة بالطفل (السيد) للمفتش و يطلعه عليها وعلى حالته متباهيا به .. ولقد حصل على أعلى درجة في مادة الرسم طوال سنوات دراسته على مستوى المدرسة …!!!!
ولكن للأسف …… الطفل( السيد) لم يلقى الاهتمام بهاتين الموهبتين في ظل مجتمع ريفي بسيط .. أي نعم كان و الده جامعيا وكان على علم بموهبتي ابنه وكان سعيدا به ..لكنه كان يرى أن الأهم هو الاهتمام بتفوقه الدراسي أولا في تلك المرحلة حتى يؤمن مستقبله .
كان الطفل (السيد) عاشقا كأي مصري أصيل لنهر النيل حيث كانت قريته تقع على الضفة الشرقية للنهر الخالد ..كان الطفل (السيد) أذا حزن هرول أليه جلس على شاطئه و ألقى بحزنه في مياهه ثم يغسل صدره من منظره الطبيعي الساحر ثم يرجع للبيت بلا حزن .
كان الطفل (السيد) يفخر و يعتز بجده لأمه شيخ الغفر ..كان جده يتميز بقوة الجسم و بقوة السيطرة أيضا كان صاحب شارب ضخم ورأى مسموع يحترم و كان الناس يلقبونه ب ( السبع ) ..كانت له من البنات خمس من البنات و برغم انه كان يميل إلى القسوة و الشدة أحيانا كثيرة في تعاملاته داخل بيته وخارجه برغم ذلك تسارعت أفضل و اعرق العائلات إي مصاهرته .
كان الطفل (السيد) دائم التواجد في بيت جده بحكم قرب بيت جده من بيت أسرته فكان يجلس بجوار جده يتعلم منه خبرات الحياة و هو في كامل الإعجاب و الفخر بجده .
كانت المرحلة الفاصلة في حياة الطفل (السيد) في الشهادة الإعدادية حيث تفاجأت أسرته مثلما تفاجأ الجميع بحصوله على المركز الأول على مستوى المدرسة متفوقا على أقرانه و مما زاد في فخر الأسرة أن ابن عمهم حصل على المركز الأول على مستوى المحافظة في القسم العلمي ..فعمت الأفراح العائلة بأسرها …
تكمن المرحلة الفاصلة إلى أن الأب أراد استغلال تفوق ابنه فقرر أن يلحقه بالقسم العلمي …!!!
وبرغم أن ذلك تم فعلا ..ففعلا استمر تفوق (السيد) حيث كان يحصل على أعلى الدرجات في الصف الأول الثانوي و الثاني الثانوي القسم العلمي على مستوى المدرسة …إلي أن وصل إلي سنة الشهادة الثانوية فبعقله المحدود وقتها رأى (السيد) انه لو التحق بالطب سيكون طبيبا فاشلا أو مهندسا فاشلا لو التحق بالهندسة إذ كيف يترك الناس طبيبا أو مهندسا كامل الأعضاء و يثقون في طبيب أو مهندس معاق …!!!
لذا قرر قرارا مصيريا ,, قرر أن يجيب في الامتحان إجابة منقوصة حتى ينقص مجموعة النهائي و يلتحق بأي كلية نظرية …و هو ما فعله فعلا …..!!!!
كانت صدمة للأسرة كبيرة وهم الذين كانوا يتوقعون منه أن يلتحق بسهولة بأي كلية من (كليات القمة) .
التحق (السيد) بكلية التربية قسم اللغة العربية التي كان يعشقها ..كانت هناك منح ومزايا للطلاب المعاقين في الكلية لكن (السيد) كان يرفض أن يتلقى أيا منها أو أن يحسب نفسه منهم
أتم دراسته بتفوق وعين مدرسا في مدرسة القرية بعد التخرج بسنة واحدة بتفوقه لا بنسبة الخمسة بالمائة المخصصة للمعاقين ..!!!
كان ل(السيد) صديق هو (صلاح) جاره و ابن قريته ..جمعتهما صداقة وطيدة ..لكن كان (صلاح) يكن في صدره حقدا وحسدا ل(السيد) طوال الوقت لأنه كان يشعر بأفضلية (السيد) و أسرته في المعيشة عنه و عن أسرته كون أن والده كان يعمل حلاقا ..
كان (صلاح) لا يظهر هذا الحقد في حين أن (السيد) كان مخلصا له في صداقته و كان لا يبخل تجاهه بأي شيء ….
كان(صلاح) متفوقا أيضا في الدراسة وكانت بينه و بين (السيد) منافسة غير معلنه على المركز الأول في مراحل التعليم الأولى ..و لكنهما تفرقا في المرحلة الجامعية حيث التحق (صلاح) بكلية التربية قسم الرياضيات ثم عين بعد التخرج مدرسا للرياضيات في ذات المدرسة التى عين بها (السيد) ..!!
كان (السيد) يرتبط وجدانيا ب(نبيلة) أصغر خالاته و التي كانت تكبره فقط بعامين كان يرى فيها الأخت الكبرى لأنه كان مفتقدا لنعمة الأخ الأكبر كونه الشقيق الأكبر لأخوته .. كانت (نبيلة) فتاة عاطفية رومانسية حالمة أحبت شابا هو (زكريا) ابن الصول (على) وتقدم لخطبته و تمت الخطبة ..حلما معا بحياة سعيدة ,, ولكن لأسباب عديدة قام شيخ البلد جد (السيد) و والد (نبيلة) بفسخ الخطبة بل وتزويجها من شاب ثرى يمتلك أراض زراعية …تحولت (نبيلة) من فتاة حالمة إلى فتاة يائسة حزينة ..أنجبت طفلة وقبل أن تكمل الطفلة عامها الثاني توفيت (نبيلة) مما ترك أثرا و حزنا عميقا في نفس (السيد) .
حانت مرحلة مهمة من مراحل حياة (السيد) وهى الزواج أراد (السيد) أن يرتبط ب (وفاء) مدرسة النشاط بالمدرسة و ابنه احد المزارعين في القرية ..وعرض الأمر بالفعل على احد إخوتها الذي نقل الأمر للأسرة فوجد الأمر ترحيبا به كونه حفيدا لشيخ البلد .. ووالده من مديري التموين و ذو سمعة طيبة ..كانت (وفاء) مترددة اقرب منها للرفض كون (السيد) معاقا
عرض (السيد) الأمر على صديقه (صلاح) في إحدى جلساتهم ..و لكن (صلاح) قرر أن ينفس عن غلة و حقده الدفين تجاه (السيد) .. وإذ بحيلة منه ينجح (صلاح) في إقناع (وفاء) بالزواج منه و العدول عن الزواج ب(السيد) . وهو ما تم بسرعة …!!
تقبل (السيد) الأمر ولكنه قطع كل صلة تربطه ب (صلاح) .
وكأن الأيام تخبأ له ما هو أفضل ,,
فلقد ارتبط (السيد) بفتاة موظفة بالمجلس القروي للقرية ..أي نعم هي تكبره ببضع سنوات ,, اي نعم هي ليست جميلة ..لكنها كانت طيبة القلب متفهمة لطبيعة حالته معجبة بإصراره و كفاحه .
تم الزواج ورزق منها بثلاثة أولاد ذكور أطلق اسم الأكبر منهم على اسم أبيه وأطلق اسمي الآخرين على اسمي أخويه ..كان يحب إخوته وهم كذلك ..
كانت حياة(السيد) تسير اعتيادية لا جديد فيها ..مدرس متميز محبوب من التلاميذ و المدرسين متعاون لأقصى درجة معهم ..وزوج مخلص منشغل بتربية الأولاد مع زوجته …لكن يظهر (صلاح) مرة أخرى ليعلن للمدرسة مناقشته لرسالة الماجستير الخاصة به ..عندها تتحول حياة (السيد) ..حيث تملكته الغيرة الصحية و بدأ يبحث عن شيء يتميز به على منافسة اللدود و صديقه القديم (صلاح) فاخرج موهبته من تحت تراب تراكمات الحياة وساعده في ذلك وصائل التواصل الاجتماعي الحديثة …
فبدأ يكتب ..و يكتب.. يكتب قصصا من واقع الحياة هي أروع مما أبدعه خيال المؤلفين ..
في البداية واجه سخرية ممن حوله الزوجة و الأب ..الخ لاعتقادهم أن التأليف و الكتابة كلام فارغ و أن الأهم من وجهة نظرهم هو الالتفات و الاهتمام بلقمة العيش على حد تعبيرهم و لكن (السيد) لم يلتفت لهم و برغم كم الضغوطات الواقعة عليه تسلح بأيمانه بموهبته ومضى فى طريقه كانت تجذبه القصص الواقعية فبدأ يحول القصص التي عاصرها أو حتى تلك التي سمعها يحولها إلي قصص قصيرة ..تعرف إلي دور النشر ..راسلهم ..استطاع أن يخرج للنور أول عمل مطبوع له فرح به (السيد) كأنه ابنه البكر بعد سنوات العقم …ثم العمل الثاني و الثالث ..
اتجه لكتابة السيناريو و الحوار و كان يعشق كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة الواقعية راسل أصحاب القنوات في نافذة (اليوتيوب ) حتى خرجت للنور أفلام قصيرة من تأليفه بل و تمثيليات إذاعية .
شارك في المسابقات الأدبية تم تكريمه في الحفلات الأدبية بدار الأوبرا المصرية و مقر اتحاد كتاب مصر …
أصبح (السيد) حديث العائلة بل و القرية بأسرها ..و صار فخرا و رمزا لهم .
أما (أحلام) والدة (السيد) فتذكرت يوم مولده يوم أن كانت تتلقى مواساة الناس لما أصابها من ولادة طفل معاق وكانت في حالة حزن و شفقه عليه و خوف من مستقبله ..ها هي ذا اليوم تتلقى مباركات الناس لما وصل إليه أبنها (السيد) و صارت فى حالة من الفرحة و الاعتزاز و الافتخار ..
هذا هو (السيد) ابن مصر الذي لا يستسلم لأنه صاحب الهمم .
كان (محمود) نعم الابن لنعم الأم .. وكيف لا وهى التي تحملت بعد وفاة زوجها في سبيل تربيته و تعليمه وقامت بدور الأب وألام معا حتى لا تشعره بألم اليتم ..!!
وبرغم أن (بخيتة) اختارت أن تعيش مع ابنها الأكبر(محمد) رغم الحاج (محمود) عليها أن تعيش معه الا انه كان يوميا يزورها في بيت أخيه يأنس بها و يشكو إليها متاعبه و آلامه .
الى أن تقدم بها العمر و هاجمها المرض فكان (محمود) شبه مقيم عند بيت أخيه يرعاها بمرضها حتى توفت على يديه ..!!
ظل يبكيها اياما بعد و فاتها وظل يجلس فى مكان جلوسها ببيت اخيه يتذكر كلامه لها و كلامها له .. لقد اثر رحيلها فيه اشد تأثير دونا عن بقية اخوته .
مرت الاعوام سريعا و هاهو قد وصل الى منصب مدير عام بادارة التموين و مع وصوله لسن التقاعد بكاه الزملاء القدامى و الجدد لسيرته الطيبة الحسنة حتى ان المحافظ ذاته حضر حفل تقاعده.
كان ل(محمود) أربعة أبناء غير (السيد) … نعم فهو أراد أن يعوض يتمه الذي عاشه في صغره بكثرة الإنجاب …وكان لأبناءه نعم الأب كان شديد الشفقة عليهم لأبعد حدود لدرجة انه كان يحمل لهم حقائب السفر عندما كان احدهم يذهب إلى جامعته من الصعيد إلى القاهرة و يسافر ليوصله بنفسه ..!!
على حنانه ورعايته شب و كبر أبناءه …. الأكبر كان (السيد)
ثم ( محمد) مدرس الألعاب الرياضية ضعيف الشخصية الذي تحكمت زوجته بكل قراراته و جعلته في عداوة مع إخوته بل و والديه بسبب طمع نفسها .
ثم (احمد) الذي تعرض لصدمة عاطفيه شديدة لخطبته للفتاة التي عشقها عشق الجنون ولكنها تركته لترتبط بمن هو أكثر غنا منه مما جعله يضرب فترة عن الزواج و لكن سرعان ما وجد الفتاة الطيبة التي استطاعت أن تنزع من ذهنه و من قلبه ماضيه المؤلم مع الفتاة اللعوب خطيبته السابقة .
أما (عبد العليم) فقد كان شابا طموحا ذكيا تخرج بكلية الهندسة بتفوق و عين بوزارة الإسكان و اختار الزواج بابنة اكبر مقاول فئ المحافظة ….و عاش معها فى قصر أبيها رغم رفض والده (محمود) أن يبتعد احد أبناءه عنه إلا انه قبل مرغما .
أما الابنة الصغرى (حسناء) فكانت اسما على مسمى كانت على درجة كبيرة من الجمال وتقدم لخطبتها كثير من الشباب الأكفاء إلا إن والدها (محمود) رفض أن ترتبط إلا بعد أن تنتهي من دراستها الجامعية التي أنهتها بتفوق و ارتبطت بابن جيرانهم و تزوجت به .
لم تسر الأمور على ما يرام فقد دب الخلاف بين الأبناء و وصل لحد المقاطعة و الخصام وذلك بسبب قيام(محمود) بتوزيع أملاكه (التي جمعها بكده وتعبه هو وزوجته طوال سنوات ) على أبناءه فى حياته منعا لخلافهم بعد مماته ,, ولكن حدث العكس فدب الخلاف بينهم بسبب تلك القسمة
تملك الحزن من (محمود) و هو يرى العداوة بين أبناءه ,,, لكن في يوم من الأيام حل به التعب الشديد و بعد التحاليل تبين انه مصاب ب(الكورونا) و خيم شبح الموت فوقه هنا انتبه الأبناء المتخاصمون إلى شيء أهم من الأراضى و البيوت ألا وهو أبيهم الحنون الذي لا يعوض اذا وفاته المنية …. عندها قام شقيقهم الأكبر (السيد) بجمعهم و تنبيههم لهذا الأمر و أزال الخلاف بينهم ووقفوا جميعا خلف هدف واحد هو معالجة والدهم من داء (الكورونا) حتى ان ابنه(عبد العليم) قرر أن يأتى ليعيش بجوار و الده و أخوته و وافقت زوجته ابنة المقاول بل و رحبت رغم معارضة و الدها الشديدة
تماثل (محمود) للشفاء و اجتمع بأبناءه و احفاده فرحين حوله أحس وقتها انه أتم الرسالة .
تمت