ط
مسابقة القصة

ملخص رواية : هواجس . مسابقة الرواية بقلم / يحيى صقر .مصر

 

أسم الكاتب : يحيى صقر

اسم الرواية : هواجس

رقم الهاتف: 01155357222

*****

ملخص الرواية

الرواية خيالية ولا تمت للواقع بصلة.. تدور أحداث الرواية في آخر ٤٠ يوما من عام ١٩٨٠، وتتحدث عن الطبيب الباطني الشاب “يوسف كمال أصلان” الذي درس الطب في إنجلترا وعاد للعمل في مصر.  والده هو رجل الأعمال والبرلماني المعروف “كمال أصلان” والذي يتوفى في الفصل الأول من فصول الرواية.

كان الأب نموذج للاستخدام السيء للسلطة والحصانة البرلمانية، وكانت حياته في غاية العنف والظلم، لم يعش أغلبها ظالما وحسب.. بل عاش مظلومًا في الصغر وأصابته قسوة البشر. كان أسم الأب الحقيقي قبل أن يصبح رجل أعمال وبرلماني شهير هو “طاهر شحاتة”، نشأ الأب في ملجأ للأيتام بالقاهرة.. بعدما جاء به أبويه وهو رضيع لكي يعالجانه وانقلبت بهم السيارة ومات الأبوين.. أودعه أعمامه لملجأ الأيتام وهو بعمر الزهور.. بعدما رفضوا جميعا تربيته وسط أبناءهم.

و في الملجأ كان يعاني من ضعف بنيانه بين الأطفال وأيضا من قلة الطعام الذي كان يقدمه لهم مالك الملجأ، ولكن من بين كل هذا كان هنالك من يهون عليه أوجاع الحياة.. وهي فتاة صغيرة لا يعلم أحد من أبويها ولا يدري أحد ما هو أسمها حتى أسماها “طاهر” بإسم “ملك” كان يعشقها ولا يستطيع الاستغناء عنها.. حتى تم فصل البنات بعد عدة أعوام إلى ملجأ آخر مخصص للبنات فقط.. وحينما علم “طاهر” بذلك الأمر هرب من الملجأ واتجه إلى ملجأ البنات ولكنه حينما ذهب ليسأل عنها.. علم أن “ملك” قد تبناها أبوين عقيمين بعد إن جاءت للملجأ بيومين.

وعندما سافر إلى أعمامه في البلد وطالبهم بالقراريط الزراعية التي كان يملكها أبوه قالوا له أنهم حصلوا عليهم منذ زمن في مقابل أن يدفعوا له مصاريفه في الملجأ طوال العشر سنوات الماضية.  ومن هنا، أقسم الصبي الطاهر أن ينتقم من الأيام ومن كل من تسبب له في أذى ذات يوم.. فتحول إلى مجرم وسارق وتاجر مخدرات واكتسب أمواله بطرق غير مشروعة.

وعندما أنجب ابنيه في أوائل الستينيات علمت زوجته أنه يتاجر في المخدرات وهددته بالإبلاغ عنه فقتلها ليذيق ابنيه “عزت ويوسف” من نفس الكأس التي ذاقه في صغره.. وهو كأس اليتم.  وبعد عدة أعوام.. ذات يوم جاء أبنه الأكبر “عزت” من الجامعة وأبلغه أنه يود أن يخطب فتاة زميلة له في الكلية.. فجلده والده وعذبه لأنه تجرأ وفكر في خطبة فتاة لم يختارها له والده.. وفي اليوم التالي، وجد الابن الأصغر “يوسف” أخوه “عزت” منتحرا ومشنوقا في وسط غرفته.  وبعدها بمدة قصيرة اتجه “يوسف” إلى إنجلترا لدراسة الطب أثناء فترة السبعينات.. تلك الفترة التي عانت بها مصر مرارة الهزيمة من النكسة وشهدت بها حلاوة نصر أكتوبر عام ١٩٧٣.

ومن هنا.. تبدأ أحداث الرواية حينما يتوفى والده يوم 21 نوفمبر ١٩٨٠.. وقد أوصاه والده بوصيتين الأولى أن يدفنه في بلدهم في الدقهلية والثانية أن يبقى في البلد طوال الأربعون يوما الأولى بعد وفاة والده لكي يدعو له ويقرأ له القرآن.  فيتجه “يوسف” ليدفن والده في قريتهم في مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية التي يكره سكانها جميعا والده “كمال أصلان” الذي كان نائبا في البرلمان عن دائرتهم وكانوا أكثر من عانوا من ظلمه وبطشه.

قرر أن يمكث أربعون يوما في البلد كما أوصاه والده.. كان أبيه يملك أكبر منزل في البلد وكان طبق الأصل من منزلهم الذي يقع في منطقة الزمالك في القاهرة.. ولكن الفرق بين المنزلين أن البلد بأكملها لا يوجد بها كهرباء ولا ضوء إلا في الوحدة الصحية فقط، ومنذ اليوم الأول يجد “يوسف” نفسه محاطًا بالجن والأشباح في اليقظة والأحلام يوميا.. وكان الصداع والشعيرات الدموية التي تملأ عينه وكذلك اضطراب ضغط الدم لا يفارقونه أينما ذهب.. فوجد نفسه محملا بأثقال عديدة جسدية ونفسية.

ومع مرور الأحداث يتعرف على عمه “حسن” وهو آخر أبناء أعمام والده المتبقي على قيد الحياة.. وله أبنة شابة صغيرة تدعى “هاجر” وهي أكبر ألغاز الرواية وأحد أعمدتها الرئيسية.. فهي تمتلك قدرة على معرفة أماكن الجن لو مر بقريتهم أو بالقرب من قريتهم.. وقابل الشيخ “عبد الجبار” الذي كانت تربطه بوالد “يوسف” علاقة طيبة واتفق معه أن يأتي يوميا للمقابر عقب صلاة الظهر ليقرأ لوالده القرآن ووافق الشيخ على الفور.

وفي الأسبوع الأول له في البلد كان “يوسف” يستمع لصوت أنثى في أحلامه تدعي أنها أمه وكانت تأمره يوميا في منامه أن يترك البلد ويغادر لسبب لا يعلمه وكانت تهدده لو لم يفعل ذلك ستحول حياته إلى جحيم.. فرفض بشتى الطرق أن يترك البلد تنفيذا لوصية والده.. وفي الصباح قرأ في صحيفة الأهرام الأنعية التي كتبها الساسة ورجال الأعمال لينعوا بها والده فوجد صفحات الوفيات كلها بها أنعية لوالده إلا نعي واحد لم يكتب به أسم والده فقرأ أسم المتوفى بلامبالاة ثم ذهب لصلاة الظهر، وجد خمسة أشقاء يستوقفوه لكي يتحدثون معه.. وكان مضمون الحديث أنهم طالبوه برد أرض زراعية كان يمتلكها والدهم سابقا حتى سرقها والد “يوسف”.. فوافق “يوسف” على رد الأرض لهم بالرغم من أنهم أرادوا قطعة أرض أزيد من حقهم الذي سرقه والد “يوسف”.

 وفي اليوم التالي استيقظ في الصباح ليجد نفسه متهما في جريمة قتل الأشقاء الخمسة الذين طالبوه برد الأرض الزراعية.. وما زاد الأمور تعقيدا أن هنالك شهود رأوه وهو في مسرح الجريمة عند الفجر وأيضا هنالك شهود كثر رأوه وهو يحدثهم بالأمس وقت صلاة الظهر.. والمدهش في الأمر أن “يوسف” رأى كل تفاصيل الجريمة بحذافيرها ولكنه كان يسير أثناء نومه.. فقد استدركه الجن سيرا أثناء نومه إلى مسرح الجريمة بلا حول له أو قوة ووجد حينها الذئب الذي رآه في يقظته مسبقا وكذلك تحدث في المنام إلى صوت المرأة التي حدثته في المنام السابق وهددته مرة ثانية بمغادرة البلد ولكنه رفض من جديد.. وفي الأخير أثبت المعمل الجنائي أن من قتل الأشقاء الخمسة ليس “يوسف”.. فقد وجدوا أثار لإفرازات ولعاب لحيوان مفترس بين أحشاء الخمسة المجني عليهم أغلب الظن أنها تعود لذئب مفترس.

في منام الليلة الثالثة وجد “يوسف” نفس المرأة تحدثه دون أن يراها حتى الآن وهددته من جديد ولكن هذه المرة حاولت إقناعه أنها سخطته إلى ذئب وجعلته يرتكب الجريمة في حق الأشقاء الخمسة.. فرفض أن يصدق بالطبع.. واتجه بعدما استيقظ لمقر النيابة التي أخلت سبيله لعدم ثبوت الأدلة.. وكذلك رفضت النيابة شهادته لأنه كان نائم أثناء نومه بناء على أقواله في محضر الضبط.. ويومها في المساء ذهب ليقدم واجب العزاء في الموتى فرفض ابن عمهم أن يمد له يده ويتقبل عزاءه.. فبالرغم من براءته أمام النيابة رفض أهل البلد جميعا ذلك وما زالوا يرونه القاتل.. ولكنه عندما دافع عن نفسه أمامهم في وجود المقدم “طلعت” مأمور المركز أثناء العزاء وقال لهم أنني ما زلت عند وعدي مع الأشقاء الخمسة وسأرد لورثتهم الأرض المتفق عليها وسأضاعفها .

تحول العزاء إلى فرح.. ورفعه أهل البلد فوق الأعناق.. وعندما اتجه كل منهم إلى منزله وأغمض “يوسف” عينيه لينام.. كان يسير عاريا من نصفه العلوي بين أروقة البلد وكلما مر بمكان كانت كل المنازل تحترق حتى احترقت البلد عن بكرة أبيها باستثناء منزله.. وعندما عاد إلى وعيه وجد نفسه يقف عاريا أمام باب منزله الكبير الملقب بباب قارون ومن أمامه البلد محترقة بالكامل وفي مشهد تقشعر له الأبدان وجد أهل البلد جميعا يأتون مسرعين نحو منزله ويقذفوه بالنار حتى أمر “سعداوي” الخفير أن يغلق الباب الكبير واختبأ داخل منزله.. وفي أقل من خمسة دقائق انفجرت سيارته بعدما احرقها أهل البلد وكذلك احترق منزله من الخارج عن بكرة أبيه.

ونزلت الأمطار فأطفأت نيران المنازل المحترقة في البلد كلها.. حينها جاءت قوات من الشرطة على رأسهم المقدم “طلعت” ووسط غضب أهل البلد الذين رأوا “يوسف” يسير وسط أروقة البلد وكذلك وجد أحدهم عقب سيجارة من نوع سجائر أجنبي لا يدخنه في البلد سوى “يوسف”.. فأصبح منبوذ من أهل البلد جميعا واستمرت تحريات الشرطة حول الأمر لعدة أيام.. حينها ظل “يوسف” في منزله لم يستطع الخروج منه مطلقا.. حينها أرسل لزميلته “ياسمين” خطاب يحكي لها به كل ما مر به منذ مجيئه للبلد .. وبعد بضعة أيام استقبل خطابين واحد من “ياسمين” فوضعه جانبا، وفتح الآخر فكان من امه.

قالت في الخطاب أنها مشتاقة لمقابلته للمرة الأولى وأنها ذهبت له في مقر عمله بعدما علمت بوفاة والده ولكنها لم تجده.. وأرادت أن يأتي لها في محل سكنها في منطقة “العتبة” في القاهرة في أسرع وقت لأنها على وشك الموت وتود رؤيته قبل موتها وكتبت له عنوانها بالتفصيل لدرجة أنها كتبت الدور الذي تقع به الشقة.. تغاضى “يوسف” عن ذلك الجواب وكأنه لم يكن وفتح خطاب “ياسمين” وقرأه، عزته “ياسمين” في وفاة والده وعبرت له عن رهبتها من الأمور التي ذكر في خطابه أنه رآها وسمعها ولكن الخطاب لم ينته هنا.. فقد ذكرت له “ياسمين” أنها تبحث عنه منذ عدة أيام لأنها قابلت امرأة جاءت إلى المشفى الذي يعمل به كل من “يوسف” و “ياسمين” وادعت أنها أم “يوسف” والذي يعلم الجميع أنها متوفية منذ زمن وكتبت “ياسمين” عنوان المرأة بالتفصيل “ليوسف” وعندما قارنه بالعنوان المكتوب في الخطاب الآخر كانوا متطابقين.

يتجه يوسف إلى القاهرة ويصل للعقار الذي تسكن به أمه، حينها وجد رجلا طويل القامة أسمر البشرة يجمل الحقائب ويصعد بها دون أن يطلب منه “يوسف” أن يفعل ذلك ولا حتى ذكر له إلى أي دور سيصعد.. وعندما صعد يوسف إلى الدور الثالث وجد حقائبه أمام شقة من الشقق ولم يجد الرجل وكان باب الشقة مفتوح فدخل “يوسف”، ووجد عند دخوله صورة فوتوغرافية معلقة على حائط إحدى الغرف بها أبيه وأخيه “عزت” الذي انتحر وامرأة تحمل طفل رضيع، الرضيع كان “يوسف” بالطبع والمرأة التي تحمله هي أمه.. فمكث معها قرابة ثلاثة أسابيع وهي طريحة الفراش وكان يطهو لها ويراقب أدويتها ويعتني بقطها الأبيض اللطيف.

إلى أن نفذت أمواله ولم تنهي المحكمة إجراءات انتقال ميراث أبيه له بعد.. فاتجه “يوسف” إلى مكتب محامي والده “عبد المجيد الخولي” وهو محامي محنك وزائع الشهرة.. وعندما قابل “يوسف” انهال عليه بعبارات العتاب فقد كان يبحث عنه منذ أن غادر “يوسف” البلد.. فقد سافر المحامي إلى البلد في نفس اليوم الذي غادرها به “يوسف” وتلقى “سعداوي” الخفير خطاب بعد مغادرة “يوسف” للبلد بساعة واحدة فسلمه “سعداوي” للمحامي وأحضره معه إلى مصر لكي يعطيه ليوسف عندما يقابله.. كان الخطاب مرسل من امرأة أخرى تدعي أيضا أنها أمه غير المرأة التي يعيش معها منذ ثلاثة أسابيع.. وكتبت له عنوانها أيضا في ذلك الخطاب وأرفقت مع الخطاب وثيقة زواجها من والده لكي يتأكد أنها أمه.. وعندما رفض “يوسف” أن يذهب لتلك المرأة لأنه لم يقتنع، نصحه المحامي “عبد المجيد” أن يذهب لها ويقابلها ثم يحكم.. خاصة أنها تتصل بالمحامي يوميا لكي تعلم منه أي خبر عن “يوسف”.

وبالرغم من الشكوك التي انتابت “بوسف” تجاه المحامي إلا أنه مع ذلك ذهب لمقابلة هذه المرأة وكان عنوانها في مصر الجديدة.. عندما وصل للمنزل ودق جرس الباب فتحت له امرأة قعيدة تجلس على كرسي متحرك ورفضت استقباله دون أن تعرف من يكون لأنها تعيش وحيدة وقعيدة ولم تعتاد على استقبال الضيوف وقبل أن تغلق الباب في وجهه قال لها “يوسف” أنه محامي ويعمل في مكتب المحامي “عبد المجيد الخولي” فاستقبلته واعتذرت له وقالت له أنها ستغيب لثوان وستعود.. فنظر “يوسف” إلى صورة فوتوغرافية معلقة على الحائط كانت طبق الأصل من الصورة التي علقت في منزل العتبة فكان هو وأبوه وأخوه كما هم ولكن وجه الأم مختلف عن الصورة التي في العتبة.. كانت المرأة التي تحمل الرضيع “يوسف” في هذه الصورة هي المرأة القعيدة التي فتحت له الباب منذ قليل.

سمع “يوسف” من خلفه صوت أنفاس عالية تعود لحيوان فنظر خلفه ووجد الذئب الذي كان يراه في البلد ف اليقظة والمنام يتأهب لكي يهاجمه فظن على الفور أن هذه المرأة من الجن وتحولت لذلك الذئب كي تقضي عليه ففر هاربا على الفور قبل أن تفتك به ومن هنا بدأ بالشك في المحامي “عبد المجيد الخولي” وعندما عاد لمنزل والدته في العتبة وجدها نائمة فأخذ بعض الأغراض وذهب لمنزل “ياسمين” زميلته في العمل التي يود خطبتها فلم يجدها.. وعندما سأل حارس العقار متى ستعود قال له أنها لن تعود الآن فقد سافرت مع أبويها إلى الإسكندرية منذ شهرين ولا يعلم متى سيعودون.

لفت نظر يوسف أمر هام، كيف تكون ياسمين في الأسكندرية منذ شهرين وقد أرسل لها خطاب منذ أقل من شهر إلى عنوانها الذي يقف فيه الان في محافظة الجيزة وهي لم تأتي إليه منذ شهرين.. وبعدما روى “يوسف” هذه القصة لحارس العقار واتهم حارس العقار بأنه يكذب قال له لماذا انت متأكد من أنها أتت إن الخطاب ما يزال في الصندوق منذ أن أحضره ساعي البريد قال له كيف هذا وقد تلقيت منها الرد على هذا الخطاب.. والأمر الأهم أنه متأكد من أن المرأة التي تسكن في العتبة تكون أمه بسبب خطاب الرد الذي تلقاه من “ياسمين” والتي قالت له أن هنالك مرأة بنفس المواصفات جاءت لتسأل عنه وتركت عنوانها.. فكيف ردت ياسمين وكيف له الآن أن يتأكد من أن هذه المرأة تكون أمه بالفعل؟

خطف “يوسف” الخطاب من يد الحارس وهرب واتجه إلى منزل والده في الزمالك وقرر أن يبتعد مرقتا عن المرأة التي تجلس في العتبة لأنه لا يملك الآن دليل على أنها أمه.. وفي المنام رأى “هاجر” إبنة عمه “حسن” تقف وحيدة في أرض زراعية في البلد، ونظر إلى عينيها فوجدها كأنها تلفاز يرى به أشياء تتحرك فرأى نفسه يجلس في القطار يوم أن غادر البلد وفي يده الجريدة التي كتب بها المعزيين الأنعية التي نعوا بها والد “يوسف”.. فجعله “هاجر” يرى النعي المهمش الذي قرأ أسم المتوفى به بلامبالاة فكان الاسم هو ” طاهر شحاتة” وهو أسم أبيه الحقيقي والشخص صاحب النعي كانت “ملك” التي كانت مع والد “يوسف” في الملجأ عندما كان صغير.

فتعجب “يوسف” كيف “لهاجر” أن تجعله يرى مثل هذه الأحداث في عقلها الباطن ولكنها تهربت منه واستيقظ “يوسف” واتجه لجريدة الأهرام لكي يسأل عن عنوان “ملك” صاحبة النعي فلم تكن سوى المرأة القعيدة التي تسكن في فيلا مصر الجديدة والتي زارها “يوسف” بالأمس وتحولت لذئب كان سيفتك به فتعجب ثم قرر أن يعود لمنزل “العتبة” ولكنه لم يصعد للمنزل وذهب ليسأل بعض الباعة المحيطين بالمنزل عن المرأة التي بالأعلى وعندما اقترب من الجزار الذي كان محله أمام العقار بعدة أمتار سحب الجزار وصبيانه السكاكين فور اقتراب “يوسف” منهم فتعجب “يوسف” ولما سألهم علم أنهم يظنونه من الجن.. والسبب أنه يتردد لذلك العقار منذ ثلاثة أسابيع ويمكث به وهو عقار مسكون بالجن والعفاريت منذ عشرون عام ولا يسكنه أحد.

أخذ “يوسف” المذياع وصعد للشقة فوجد القطة البيضاء الصغيرة التي تربيها المرأة ولكنه لم يرى المرأة ولم يدخل غرفتها، ففتح القرآن في المذياع وعنده بدأ شكل القطة يتغير تدريجيا من اللون الأبيض إلى الأسود ثم بدأت في التحول لشكل إنسان وليس أي إنسان.. كان هو نفس الرجل الأسمر طويل القامة الذي حمل عنه حقائبه عندما جاء للمرة الأولى إلى ذلك المنزل.. وأخيرا احترق ذلك الكائن وانفجر وزلزل البناء بالكامل وتكسر زجاج نوافذ ووقع “يوسف” مغشيا عليه ولم يستفق إلى عندما جاءت الشرطة.

إتجه “يوسف” إلى قسم شرطة الموسكي وجلس مع الضابط وحكى له كل ما مر به فأخذ منه الضابط وثيقة زواج أبويه وأمر بالتحري عن عنوان الزوجة المكتوب اسمها في هذه الوثيقة وكانت نتيجة تحريات الشرطة أن الزوجة هي المرأة التي تسكن في مصر الجديدة، إذا فكل الطرق تؤدي إليها فلم يجد “يوسف” مفر من أن يزورها مرة أخرى وعندما زارها وجد أن الذئب الذي هاجمه عندها لم يكن بسبب انها جنية وتحولت لذئب بل أنه كلب من نوع “الهاسكي” تربيه في منزلها وفور أن قال لها أنه “يوسف كمال أصلان” وقعت من فوق كرسيها المتحرك وزحفت إليه واحتضنته وتم لم شملها بابنها من جديد.

وعندما قال لها أن أبوه أخبره قبل أن يموت أنه قتلها منذ زمن قالت أنه اكتفى بعزلها عن حياته بعدما طلقها ومنعها من الظهور أو رؤية أبناءها مستخدما بطشه وسلطته.. وفي المنام ظهرت له هاجر وأرته رؤية، كان يقف في المقابر ووقف أمامه والده مرتديا الكفن وعاتبه لأنه خالف وصيته وغادر البلد ونصحه أن يعود للبلد من جديد ولكن هذه المرة من أجل أن يبقى “يوسف” على قيد الحياة.. فحياة “يوسف” مقترنة ببقائه في البلد ولا يعلم “يوسف” لماذا.. ولما سأل “هاجر” في المنام عن كيفية قدرتها على إظهار هذه الرؤى له في المنام قالت له الحقيقة بعد إلحاحه والحقيقة أن هنالك جنية من الجن المسلم تسكن جسدها دون أن تعلم “هاجر” البشرية بذلك الأمر.

وفعلت الجنية ذلك لكي تساعد “يوسف” في أمر لا يعلمه بعد سيودي بحياته.. كان عبارة عن عمل سفلي تم إعداده ليقضي على نسل “كمال أصلان” في اليوم الأخير من عام ١٩٨٠ ولم يبقى سوى عدة أيام لتحقق ذلك العمل ولم يبقى في نسل “كمال أصلان” سوى “يوسف” فقط.. فقرر أن يعود للبلد من جديد ويسعى لإيجاد العمل السفلي وتدميره بمساعدة “هاجر الجنية” ولكن فور وصوله للبلد يجد أهل البلد يركضون نحو المقابر وأخبروه أن “هاجر” تحولت إلى مسخ وكانت مختفية منذ يوم أمس ووجدوها في المقابر الآن.

دخل لها “يوسف” وحيدا فوجد شكلها يشبه الوحوش ولها أنياب كالحيوانات وقال له ذلك الوحش أن الجنية الملعونة ترسل له السلام وتخبره أن أمه قد فارقت الحياة للتو في منزلها بمصر الجديدة وجاء الشيخ “عبد الجبار” وقرأ القرآن وانصرف عنها الجن الذي حولها إلى وحش وكان غرضه أن يقضي على الجنية المسلمة التي تسكن جسدها وهذا ما حدث.. وبعد ذلك دفن “يوسف” أمه في قبر النساء الملاصق لقبر والده بناء على وصيتها.. وفي اليوم التالي واجه “يوسف” رجلا يدعى “منير” وهو الذي أعد العمل السفلي ليقضي به على نسل “كمال أصلان” والسبب أن كمال أصلان ركل ذلك الرجل من زمن بعيد من فوق الدرج في قصره وأصابه بالشلل وحدث ذلك حينما جاء الرجل ليطالب والد “يوسف” بأرضه التي سلبها.

كان للمدعو “منير” القعيد الذي نصب العمل طفلة بعمر ثلاثة شهور كان يود استرداد أرضه لكي يعالجه قبل أن تموت ولكن بعدما سرقه “كمال أصلان” وركله من فوق الدرج وأيضا ماتت الطفلة وكان له أبن يدعى “هشام” وهو نفسه الطبيب الذي يعمل في الوحدة الصحية في البلد.. وكان يرفض “هشام” أمر العمل السفلي وهجر والده بسبب ذلك الأمر ولكنه ظل في البلد لكي يساعد “يوسف” حتى قتل “منير” المشلول ابنه “هشام” عن طريق الخطأ بعدما ضحى بنفسه فداء “ليوسف”.

ثم استحوذت شياطين الجن على يوسف في كهف مهجور حتى يموت وقت تحقق العمل حتى سمع صوت حطة القطار ذات يوم.. وعرف مسبقا من الشيخ “عبد الجبار” أنه يستطيع رؤية أحلام “يوسف” فأبلغه “يوسف” في المنام أنه محتجز في كهف بجوار محطة القطار.. فذهب الشيخ لمنير القعيد وهدده أن يقتله ثم دعاه للتوبة من ذلك الذنب العظيم بعدما ذكره أنه قتل ابنه بالخطأ فخضع الرجل للندم والبكاء و تاب لله وندم على ما فعل وأخبر الشيخ “عبد الجبار” عن مكان الكهف فاتجه الشبخ سريعا وحرره ولم يبقى سوى خمس ساعات فقط لتحقق العمل.

وفي الأخير يستخرج “يوسف” العمل السفلي من مقابر مهجورة لا يعلم أحد بوجودها بعدما قرأ رسالة تركها له الدكتور “”هشام” قبل موته في علبة دواء كتب بهذه الرسالة مكان العمل بالتحديد في هذه المقابر التي يستخدمها الملاعين لدفن الأعمال السفلية.. وعندما أخبر “يوسف” الشرطة لمي يفت المقبرة رفض الضابط المختص أن يحدث ذلك إلا في وجود إذن من النيابة ولم يتفهم أن المتبقي من الوقت بضع ساعات ليس إلى.. فذهب “يوسف” لاستخراج العمل برفقة الشيخ “عبد الجبار” ودمره بآيات من القرآن قبل انتهاء اليوم الأخير من عام ١٩٨٠ .. وبعدها عاش عام كامل وسط أهل البلد في سلام وقد بنى لأبيه وأمه مسجد يحمل اسميهما معا وهو “الملك الطاهر” وكان الشيخ “عبد الجبار” إمام المسجد.. ورد “يوسف” لكل أهل البلد أراضيهم وأموالهم التي سلبها منهم والده سابقا.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى