ط
مسابقة القصة

ملخص رواية : وداعا أحبائى .مسابقة الرواية بقلم/ إكرام مكى . الجزائر

الاسم واللقب اكرام مكي

الاسم الفني ikram Mk
الدولة الجزائر
الصنف الرواية الرواية

ملخص رواية وداعا احبائي

عاشت الجزائر فترة عصيبة لازالت لليوم اثارها باقية في اذهان الجزائرين فترة العشرية السوداء في الجزائر خلفت جروح نازفة لليوم في ذاكرة شعب تنفس شعور الرعب و عاين عدة صور للموت و عانى الم الفراق قدم تضحيات اكبر من تلك التي قدمها في زمن الثورة الجزائرية

الجزائر البيضاء تلونت بلون الدم الكثير من الجزائريين فقدوا أحبتهم عدة قرى و مداشر  شهدت المجازر و تحولت العديد من المنازل لمذابح لؤلئك الهمج لؤلئك الحيوانات البشرية  يقتلون دون رحمة  قلبوهم حجرية سوداء لا تعرف أن الذي بين أيديهم الآن هذا الذي ينتظر الموت من أبشع الأيدي يمكن أن يكون أب أخ أم عم عمة جد ابنة لديهم عائلة تنتظرهم

 عائلات احترقت قلوبهم هناك قلوب بكت عيونها عيون بكت دموعها دموع بكت قلوبها

في كل مكان من الجزائر الغالية من الشمال للجنوب و من الشرق للغرب تشبعت الجزائر بالأحزان اشهد أيها الموت انك أخذت رجالا و نساء  في ريعان الشباب اشهد أيها الرب أن أبناء الجزائر شهداء اشهد أيها العبد كيف حرمك  حفنة من الجزارين من اغلى ناس على قلبك تحت ذريعة الدين اشهد  يا محمد أن دينك دين الإسلام بريء من هؤلاء  الإرهابيين بمختلف تسمياتهم و مهما تعددت جماعاتهم

الجزائر ذاقت الأمرين ويل العشرية السوداء لا يزال محفورا في ذاكرة الكثيرين الخوف و الرعب الذي زرعته العشرة سنين حصد عمرا كاملا من البعض هناك من أبت عقولهم أن تستوعب الحقيقة المرة ومن هول ما مر بهم  انهارت أعصابهم فحولوا لمستشفى المجانين لتكون أخر محطة لهم في الحياة في ذاك المكان و رفع عنهم القلم هناك من هربوا تاركين ورائهم ديارهم للتحول لأطلال يرثى لها

الشعب الجزائري في التسعينيات تحول من شعب متضامن شعب أفراده يد واحدة لشعب ينادي لأمان لنفسي لم يعد احد يعرف هل الشخص الذي أمامه هو صديق أم عدو لكن الزمن و الحب الذي في هذه الأرض حي لا يموت أحيا الشعب و أصبح الجزائري ينزع الشوك الذي زرعه الإرهاب في جسد أخاه و يداوي جراحه

رواية وداعا احبائي تروي قصة عائلة كبيرة مكونة من عشرون فردا  من مدينة وهران الباهية كلها ابيدت على يد احدى الجمعات الارهابية في ليلة زواج حفيدهم البكر اكرم حملت هذه الليلة احداث كثير كان لها اثار كثيرة و كبيرة على  الناجية الوحيدة زهور بطلة الرواية ومحور الاحداث فيها

زهور بنت في السابعة عشر فتاة طموحة تسعى لاكمال دراستها العليا وكانت تتعرض لمضيقات من جدتها حليمة و عمتها كريمة لتكشف سر مضيقاتهم لها و كرههم لخالتها  بعد عودة الخالة سعاد من الاراضي الفرنسية في حين كانت تحضى بمحبة عمها رشيد وزوجته و ابنهما الوحيد مراد

كانت العائلة تحضر لحفل زفاف جميل يضم جميع طقوس العرس الجزائري الوهراني  ليليق بحفيدهم اكرم اخ زهور الذي كان يعمل كضابط في البحرية الجزائرية مر الزفاف بسلام لتغادر زهور برفقة صديقتها فوزية هروبا من اعمال المنزل المترتبة عن حفل الزواج لكن بعد وصولها بمدة لمنزل صديقتها انتابتها نوبة قلق و خوف فتحاول تفسير شعورها لكن لا جدوى حتى يحل الصباح لتتلقى خبر وفاة عائلتها المفاجئ لتغادر على جناح السرعة للمزرعة لترى امامها ماتركته الامس منزلا يعج باجواء الفرح و السعاد اليوم  كومة رماد سكانه جثث هامدة

ليلة واحدة كانت كافية لقتل عائلة مكونة من عشرون فردا قتلوا الواحد تلو الأخر بطرق بشعة رميا بالرصاص شنقا ذبحا  و قبل هذا تأكد أولئك المجرمين من أن يعرفوا معنى العذاب و الألم الجسدي و النفسي  و لا سيما جدي فليس سهلا أن يرى الأب أبناءه و بناته و أحفاده يقتلون أمام عينيه الواحد تلو الأخر و هو يصرخ وينادي الرب والعبد ولا احد يستجيب

عندما سمعت زهور و عاينت ما حل بعائلتها ما كان الا ان نقلت للمستشفى للتستيقظ بعد ذلك املت ان يكون ما حدث حلما مزعجا لكن هيهات قدر الله و ما شاء فعل ليوافيها احد ضباط الشرطة المحلية ببعض المعلومات عن الحادث الاليم  قائلا أنهم مجموعة من الإرهابيين  كانوا يطلبون بمبالغ مالية من جدك و كانوا يطلبون بعض المؤونة  لكنه ولأنه رجل شهم محب لوطنه لم يكن يعطيهم شيء و كان يبلغ عن أماكن تواجدهم فقرروا الانتقام منه ومن  كل عائلته لهذا أقدموا على قتلهم جميعا

بعد هذا الحدث اليوم ولدت زهور جديدة  لم اعد صاحبة همة كما كنت ذاك النشاط الذي كنت أتحلى به ذهب و اختفى الحزن كتب لنفسه كلمات ذات معنى في سطور حياتي التي كانت عبارة عن أقواس فارغة

 منذ ذاك اليوم المشئوم أنا في الكثير من الأحيان كنت اسأل نفسي من أنا ضاعت هويتي الانتقام عشش داخل قلب كان في يوم من الأيام لا يعرف معنى الألم كان شديد البياض لم يكن يعرف معنى الفراق لم يكن يعي معنى الدنيا و قسوتها 

نعم انها زهور جديدة اتت الخالة سعاد من مدينة باريس الفرنسية للتولى مهمة رعاية ابنة اختها الوحيدة زهور التي كانت نسخة طبق الاصل عنها و تحاول ان تخفف عنها المها و تنسيها المرراة الوجع الذي كانت تشعر به في تلك الفترة

زهور كنت امشي في الحياة بالا وجهة و لا هدف  لم يكن لدي أمل فما بالك الهدف كنت تائهة الخطوات شاردة العيون روحي في مكان وجسدي في مكان  كنت ابحث عن السبل التي تجعل مني أقوى و كنت أجد نفسي ابكي بحرقة بألم في صدري يؤلمني مرض صعب لن يكشفه طبيب و لن يستطيع أن يتحدث عنه المريض  كنت مصابة بالأرق كل شيء عاد كما كان الحياة الناس إلا عائلتي لم تعد و أنا ضعت في مكان ما لم أجد دليل عودتي ضاع الدليل لعودتي ضاع النور الذي كان يرشدني ضعت في ظلمات الليل أتى الشتاء و أنا لا زلت اشعر بحر الصيف في صدري

كانت زهور في الفترة التي تلك الحادث حزينة كئيبة تعاني من الم فراق الاحبة كانت تصارع لهب الذكريات التي كانت تلاحقها لتقرر في يوم بعد ان رات اخاها اكرم في المنام محاولة المضي قدما فطلبت من خالتها ان تاخدها للبحر لترمي فيه همومها وتبدا فصلا جديدا بعنوان النسيان

خلال هذه الرحلة تحكي لها الخالة سعاد احد قصص الماضي لتكتشف من خلالها ان خالتها و عمها رشيد كانوا يكنون لبعضهم حبا كبيرا لكنهم ضحوا في سبيل انقاد شرف و حياة خديجة لتسافر الخالة سعاد بعدها لتكمل حياتها هناك

لتقول لها زهور  ملهوفة  تعلمين عمي رشيد كان يريد تزويجي من مراد لأنني أشبهك حتى يعيش حبكما للأبد  لكن جدتي كانت تحاول عرقلة الموضوع لكن طاطا خدوج كانت موافقة و سعيدة كثيرا بالموضوع

لتجيبها الخالة ليس لهذا السبب لأنه كان يرى في عيون مراد الحب الحقيقي مراد كان يحبك

 في هذه اللحظة لا داعي لان اصف لكم ما شعرت به لأنه كان لا يوصف لأنني كنت جامدة سلبت مني جميع الحواس توقف الزمن كم هو مؤلم أن يحبك شخص لحد الجنون أن يعشقك أن يدعي لك في صلاته أن يكون معك في أنفاسك أن يكون متابعا لأدق تفاصيل حياتك

رغم كل هذه الحقائق الجديدة الا ان زهور قررت مواصلت حياتها و التخلي عن فكرة الانتقام ممن قتلوا عائلتها

آه كم هو مؤلم أن تحاول إقناع نفسك بأنك بخير رغم انك في أسوا حالاتك   في ذلك اليوم كنت أحاول جاهدة أن افعل هذا و كنت أقول في خبايا نفسي أيتها الروح أيتها النفس جاهدي معي اصبري أيتها النفس اقهري ذاك الظلام وانفضي عنك غبار الماضي استقبلي الحاضر و المستقبل بحلة الأزهار لا بثياب الحداد

 كانت حياتي أيام مملة جسد متعب مرهق من أيام مضت من أوجاع انقضت نوم غير منتظم و أمنيات تترتب تحت الوسائد و أمال مع أشعة شمس يوم جديد تتراسل و لا شيء جديد لكن الأمل بالله كبير

مرت اكثر من سنتين على الحادث الاليم لتتواصل احداث الرواية و تواصل زهور دراستها في معهد التكوين العالي للشبه طبي فرع تمريض و تنتقل خالتها للعيش في مدينة وهران بصفة نهائية و تزاول عملها كممرضة في مستشفى بن زرجب الجامعي

خلال هذه الفترة كانت بطلتنا حية جسد بلا روح تصارع لتبقى كما كانت او بالاصح لتعود زهور السابقة التي مهما حاولت البحث عنها في داخلها و اعادت احيائها لم تجدها كانت دائما تبحث عن سبل جديدة لتعوض النقص و الحزن الذي بداخلها

احيانا نكسب شعورا او صفة بمرور الزمن و لا تستطيع التخلص منها لانها و بكل بساطة انطبعة داخلنا و حتى وان تلاشت يوما ما يتبقى اثارها

زهور كانت دائم تشعر بان هناك حلقة مفقودة في حياتها و بسبب هذه الحلقة لم تستطع المضي في حياتها بصفة طبيعية

دائما كان هناك شعور يعيدها للماضي رغما عنها لم تكن تعلم اتواصل و تنسى ام تتعلق بالماضي

 جزء منها يطلب النسيان للوصول للخلاص و الجزء الاخر يطلب منها ان تنتقم ممن حروموها من اغلى ما تملك

 خلال هذه الفترة كانت تزاول زهور درستها و دعيت لحفل تكريم طلبة الطب كضيفة شرف من طرف الطلاب  و احيت خلال الاحتفال مراسم وضع المصحف الشريف على قبعات المتفوقين

كانت زهور تحاول ان تنسج لنفسها من جمال مدينة الباهية ثيابا للفرح  والبهجة التي كانت نادرا ما تزورها و تعرفت على فتاة تدعى سهيلة كانت معها في نفس المعهد و الحي و كانت تستمد منها الطاقة الاجابية عن طريق القيام بجولات في المدينة و التعرف على معالم الجمال فيها من مياه المتوسط العذراء لجمال المباني ذات التصميم الاسباني و الفرنسي القديم  لسكان المدينة و جمال طباعهم و العداتهم اليومية وارواحهم الحلوة للشوراع التي تنسي المارة بها انه بعاصمة الاقتصاد الجزائري لما تحمله من طابع شعبي جميل

كانت الايام تتلو الايام لتتغير الاسابيع مغيرة الفصول لكتمل السنة تلو الاخرى لتتخرج بطلتنا بدرجة امتياز من المعهد للتوظف لاحقا في المستشفى الجامعي بن زرجب بحي البلاطو

نعم انه نفس المستشفى الذي ودعت فيه جميع اهلها حولت قدر الامكان تجاوز ذكريات الماضي التي تربطها بهذا المكان والتاقلم

 مع بداية سنة ألفين وواحد جاء قرار نقلي لمصلحة الطب الشرعي  كاد هذا القرار أن يهز كياني هز مصلحة الطب الشرعي قرب المشرحة قبل أربع سنوات ألقيت تحية الوداع على عائلتي هنا ياله من يوم تقشعر له لأبدان لن أنساه ما حييت  عشرون جثة أمامي هذا أخي و تلك جدتي و ذال جدي آه من الموت كيف يخطف الناس من بين يدي أحبائهم لكن هذا هو القدر و الموت هو سنة الحياة و لا اعتراض على حكم الله لكن يا رب هذا القلب متمرد أضعفه لألم و الشكوى لغير الله مذلة

كانت احاسيس غريبة تهاجم زهور كلما اقتربت من مصلحة الطب الشرعي لتبدا مرحلة جديدة من حياتها مع بداية عمل جديد تعرفت على جميع وجوه الموت والطرقه لينتزع الروح من الجسد من خلال مزاولة عملها في الطب الشرعي تعلمت ان الحياة تواجه الموت في يوم من الايام لا محال تعلمت ان الروح مصيرها واحد تعلمت ان للاموات لغة ان للاجساد افواه تحكي و تروي قصص لا يفهما الا من يعرف لغة الموت

اصبحت زهور كل ليلة في من ليالي منوباتها الليلية تحلم باحد افراد عائلتها و تمضي معه الليل و كانه حي و كانه حقيقة لتقول له ما كانت تريد ان تقوله له قبل ان يموت وان تلقي عليه تحية الوداع ليختفي من عالم احلامها مع اول شعاع للشمس كانت تستمتع بهذه الاحلام كثيرا

 كانت من خلال هذه الاحلام تخرج جرعات الالم و الوجع المتراكم منذ سنين مانت ترتاح نفسيا و جسديا كلما حلمت

ودعت الجميع انتهى المها هنا عادت زهور القديمة عادت الحياة من جديد

لكن هل يرضى القدر بهذا اكيد لا بعد ان استعادت نشاطها كليا و حياتها ورضت بالماضي كما هو انتهى دورها في مصلحة الطب الشرعي لتنتقل لمصلحة الاستعجلات الطبية والجراحية

بدات العمل مع فريق عمل جديد معروف بمهاراته  كان يضم اهم الجراحين و اطباء الاستعجالي و الممرضات و الممرضين في يوم من ايام الربيع جاءت حالة استعجالية للمستشفى امراة حامل في العقد الثالث من العمر تعرضت لعدة طعنات على مستوى البطن وطفل في الثالثة من العمر مذبوح و امراة اخرى في العقد الخامس من العمر فاقدة للوعي و الزوج في حالة صدمة

 هب الفريق للقيام بواجبه المصلحة مقلوبة راسا على عقب الدم هنا وهناك في كل مكان

اتجهت زهور للزوج لمعاينة حالته و لتاخذ منه بعض المعلومات عن الحادث ظل الزوج يحدق بها و هو متصنم كانه راى شبح اماه كان يسمع ما تقول لكنه لات يعلم ما يقول ماذا يجيب الكلمات لم تسعفه ليكون جملة مفيدة كان فقط يتمتم في كلمات غير مفهومة بالنسبة لزهور لكنها كانت ذات معنى خاص بالنسبة لكليهما معا

 هل انت الضحية ام جلاد ماذا اقول اصحيح ما سمعت الزمن توقف اين انا من انت لا اعلم ثم  وقعت زهور مغمى عليها لتصحوا في وقت لاحق على سرير ابيض وجدت بجانبها صديقتها سهيلة كانت الفتاتان تنتظران من بعضهما توضيحا لتصرخ زهور في لحظة الرجل الرجل  واصبحت تجري كالمجنونة في اروقة المستشفى و ترى امامها خيلات ضحكات ابتسامات هنا وهناك انها خيلات عائلتها لا انها ليست كذلك انه شريط حياتها يمر امامها بحلوه و مره

وقفت لتجد نفسها امام باب المشرحة كان الزمن يعيد نفسه نفس الحالة نفس الباب لكن يوجد شخصان يتالمان انت لماذا قلت بانهم ماتوا بسبب و انك تدفع ثمن دموع عائلة /////////

انا قبل ثلاث ستوات كنت اعمل لصالح مجموعة من الارهابين كان يوم الخميس الثامن والعشرون من شهر سبتمبر سنة ألف وتسعمائة وتسعة وسبعون كانا على اساس سنحرق المنزل ثم نهرب لكنهم غيروا رايهم وقتلناهم الواحد تلو الاخر واخدنا جميع الاشياء الثمينة من المزرعة ثم حرقنا كل شيء كل شيء اصبح رمادا في الجانب الشرقي من المزرعة كانت هناك ورشة وكان هناك رجل في اواخر العشرينات كان هناك صندوق خشبي و علبة حمراء مخملية واغنية جانان الهوى و كانت هناك صور صورتك انت قتلناه و اخذت الصندوق والعلبة لكن صورته لم تمحى من ذاكرتي يوما كان يبدو من جو الغرفة انه كان ميم بك من صورك التي وجدتها في الصندوق و كان به ايضا ثياب جديدة و ذهب و مجوهرات و العلبة الحمراء كان بها عقد ذهبي على شكل وردة ياسمين جميلة و مجموعة اشعار كان يتزغل بجمال عيون الفتاة صاحبة الصورة كنت انتي

 لكنه لم يمت لم يمت خرج كان يحاول ان ينقد الشيخ الكبير هو الاخر لم يمت حينها كانوا يحاولون الهروب من الموت لكن الموت يومها كان متجسد في صورنا نحن لكن انظري انظري لحالي اليوم الله لم يقبل توبتي انظري كما فعلت بعائلتك فعلةا اليوم بعائلتي قتلوا الانسانة الوحيدة التي علمتني ان اكون انسان علمتني ان الرحمة ليست ضعف علمتني ان القوة ليست بطشا و قتلا علمتني ان القوة هي امتلاك قلوب البشر اعطتني حياة جديدة جعلنتي ابنا زوجا و ابا

 انظري انا اتعاقب امام عينيك انها العدالة الالهية تتحقق فيا

جثى عند رجليها يطلب السماح لكن هل للقلب الذي ذاق الامرين ان يغفر لمن كان السبب هل يغفر الانسان لمن قتل عائلته كلها بدم بارد تحت ذريعة لم اجد من يرشدني للطريق الصحيح تحت تذريعة كنت شابا طائشا لم افهم حينها معنى الحياة

لا القلوب لا تغفر انها قلوب بشر لسنا الرب الرب  وحده له القدرة على الصفح لكن البشر عندما يتاذي كثيرا لا يغفر بل يتركك لمن هو اقوى

في الحقيقة كل شخص يجب ان يدفع ثمن اخطائه الحياة ليست ملعب و لا تجربة انها حياة تتعلم من الدروس التي تمدك بها الحياة لكن هذه الدروس ليست مجانية ادفع و احيانا الثمن يكون كبيرا لا تتحمله نعم انها الحياة لك عقل لك قلب الله مدك بعقيدة ثابتة اذن حاول قدر الامكان ان ترجح كفتي الميزان والا الحياة لن ترحمك

البشر ليسوا بتلك الرحمة عندما نتالم لا ننسى من كان السبب مهما طال الزمن وان سامحنا لا نعطي ذاك الشخص مكانة البريء (لا اعرف كيف اقولها او كيف اوصل ما في نفسي ) لا يكون كانه لم يفعل شيء يوما ما دائما يبقى ذاك الذي الم قلوبنا يوما لا يمكن ان ان يعود الزجاج كما كان من قبل بعد ان ينكسر وان اصلحناه يبقى ذاك الاثر لا يزول هكذا هو الانسان يكسره الحزن و لالم وما كسره الوجع لا يعالجه الا الزمن و ليس علاجا كليا اكيد

زهور عانت من الم ما هو كافي ليجعل قلب  فتاة في بداية العشرينات يشيخ و يمر بتجربة لا تمحى واه اه من من الالم الفقدان لا يداويه الزمن انه الم كبير لا يمكن لابلغ اللغات و الافواه التعبير عنه

 اجلسته على كرسي بالقرب من باب المشرحة و قالت الحياة ليست مسودة اتعلم هذا

ساسئلك سؤال هل تعلم كم من شخص قتلت كم من حياة دمرة على كم حلم قضيت كم من عين ابكيت كم قلب حرقت كم من وجع سببت لا تعلم لم تعدها اليس كذلك ثم نظرت اليه و استرسلت لا لا اكيد انك في يثوما تذكرت منهم لو قليلا اليس كذلك لانك قلت لي بان ضميرك يانبك ماذا سيفعل لك غفراني انا شخص واحد ممن اذيت شخص واحد لمذا تريد غفراني انا بالتحديد

انت اكثر شخص فكرت به خلال الاربع سنوات الماضية كنت دائما اتسائل من انت كنت اود ان اتعاقب على يدك انت بالتحديد من رسائل محبوبك مراد تعلمت معنى ان تحب عرفت معنى ان تعيش من اجل اسعاد شخص اخر منه عرفت كيف تجعل من يحبهم حبيبك سعداء لترى الرضا في عينيه لتكتفي ببتسامة ثغره لتشعر بالكمال عرفت من خلال يومياته و خواطره ان الانسان لديه قلب لكن ليس ملكه لابد ان ياتي صاحبه الحقيقي يوما ما

انا حرمتك من اجمل شعور يمكن ان يعرفه الانسان

 قتلته سرقت منه الوقت الذي  كان ملكك انت الايام التي من المفترض ان تقضوها سويا انا اخذتها دون حق كنت افكر فيما لو ان احد ما فعل بي ما فعلته انا بتلك الفتاة وسرق احدهم زوجتي مني في يوم كيف ستكون حياتي كيف ساشعر وكان قلبي يعتصر الما كنت ابكي دما حين اتذكرك انت بالتحديد عندما كنت انظر في عيني زوجتي كنت اقول لها لا اراديا الشعر و كلمات الغزل التي قراتها في مذكرات و خواطر و شعر مراد لك و عنك

كنت دائما الشبح الذي يلاحق ايامي و لحظات سعادتي مع عائلتي

وانت سرقت لحظات فرحي انت قتلت احبائي اذهب لتجد الغفران و الصفح عند من اذيتهم ان غفروا لك و نلت القاص في الدنيا قبل الاخرة ساغفر لك انا ايضا عندما القى احبائي يوما ما ربما

و ذهبت لتتركه وحيدا مع عقاب ضميره و عقاب رب لا يغفل عن عباده

بعد كل هذا الوقت عندما قررت النسيان جاء الجلاد ليفتح جروحي اه عدت بالزمن ليوم فقدتكم كم هذا مؤلم كان امامي لكن شيئا ما منعني من ان اقتله كما كنت افعل في مخيلتي احسست انه بالفعل يمر بنفس تجربتي كان هذا كافيا و شافيا لهنا و يكفي ان بنت اليوم و لا اعيش الماضي الا في لحظات الذكريات اعيش الحاضر وامشي بخطى ثابتة على درب المستقبل انتهى

مرت الايام و تعاقبت الفصول لياتي الصيف بشمسه و زقت مياه بحاره و بهجة اصدقاءه و حلاوة ايامه و جمال ليليه القمرية و نسمات هوائه الندية

لكن هذا الصيف لم يكن عاديا ابدا لا لسكان مدينة وهران والجزائر جمعاء عامة ولا لزهور خاصة

اهتزت صباح يوم الاحد مدينة الباهية على خبر مشاركة  مجموعة متكونة من الفي مواطن جزائري من مختلف ربوع الوطن في اعدام ارهابي سابق تحت مسمى غضب الشعب

كانت ردود الافعال متمايزة منهم من استنكر الحدث و منهم من شجع ومنهم اختار الصمت المبتسم

بعد هذا الخبر غادرت زهور ارض الجزائر برفقة الخالة سعاد و اطفالها مريم و مهدي لكندا لمدة عشر سنوات ثم شدة الرحال لايطاليا لتلتقي هناك بالدكتور مصطفى المتخرج برتبة شرف في الحفل الذي دعيت له قبل اكثر من خمسة عشر سنة و اعطته مصحفها ذاك الطبيب لم ينسها يوما كانت بالنسبة له اليد الذي ادخلته لمجال الطب من ابواب الرحمة لا من بوابة المال التي كان يعلمها له اباه البرفيسور رجب

تحرر من تسلط الاب و احب مهنة الطب التي اوصلته في وقت قياسي لجراح قلب مشهور عالميا بالنسبة له كان الفضل لملاكه التي لم يعرف عنها طوال حياته غير اسمها و ما قالته كان هذا كافيا ليجعله يخلص لها سنين من الزمن و ينتظر من القدر ان يجمعه بها كما فعل بالسابق و ها قد جاء اليوم الموعود بعد طول انتظار هاهي امامه اليوم ام لطفلين و عضوة في الهلال الاحمر الدولي و كاتبة ذات وعي و فكر نير  كما عهدها دائما

اتعبتني الحياة بمشاكلها المني الموت باخذه لاحبائي ارهقني وجع الفراق ربما لكن الاكيد ان الحياة جعلت مني اقوى و اكثر خبرة علمتني و المتني قيدتني و حررتني

عشت كالعصفورة المجروحة بحث عن علاجي في كل شخص قابلته و في كل مكان سكنته بحث حتى بين الفصول ولا فصل من حياتي عالج الم قلبي الذي ادماه فراق الاحبة   حتى اتيت لنفسي بفصل جديد بين الفصول واسميته لا نار انطفات ولا ماء تبخر

ظل ذاك اليوم محفور في ذاكرتي لم ينسني اياه الزمن و ماهو الزمن مقابل وجع الموت

ثم انطفئت ناري بموت من اشعلها 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى