خاص بالمسابقة (من ألوم؟!)
اليوم رحل عنى الأخ الذى كنت أعتبره صديقا ،أبا قبل أن يكون أخا.خطف ولم أعلم من الخاطف؟!،سرقت أنفاسه ولم أعلم من السارق؟!،سلبت حياته ولم أعلم من السالب؟!،قتل ولم أعلم من القتل؟!،قتل بفعل ذاك الخطر الزاحف وذاك السم الأبيض الخادع وذاك السارق الذى يطرق الأبواب ويقف خلف النوافذ منتظرا ضحيته التاليه التى ستفتح له الأبواب والنوافذ وكان أخى هو من أستجاب لدقاته على الأبواب وحن لإنتظاره على النوافذ وكان هو الضحية.
رحل أخى تاركا لى حيرة تكاد تفقدنى عقلى ،وسؤال ظلت تعاندنى أجابته،وظللت كل يوم أتسائل من ألوم؟!،ومن أعاتب؟!.
أألوم ذاك الأب الذى رحل إلى بيت جديد ليبْنى أسرة جديدة وترك خلفه أسرة منهارة فيها الأخ الذى أصبح فريسة لتلك المخدرات تتلاعب بعقله وتضعف جسمه كما تهوى؟!…أم ألوم تللك الأم التى اهتمت بإثبات خطأ الأب الذى تركها ولم تهتم بترميم تلك الأسرة المنهارة وتركت أخى لقمة سائغة بين أيدى الأدمان الذى أقنعه بلذه زائفة وسعادة كاذبة؟!…أم ألوم أصدقاء السوء الذين ألقوا بأخى بين مخالب ذاك الوحش الأبيض لينهش فى جسده ويمزق عظمه كما يريد؟!…أم ألوم أخى الذى سمح لذاك الأدمان إمتلاكه وأقتنع بأكاذيبه المخادعة؟!…أم ألوم نفسى التى لم تحاول إنتشاله من هذا الطريق المظلم الملبد بشتى الطرق والوسائل؟!…أم ألوم المجتمع الذى سمح بدخول تلك التجاره ليترك أبناء الوطن فريسة سهله يتجاذبها الأدمان ؟!…من ألوم على أنهيار الأحلام وتحطم الآمال وسقوط الضحايا بالآلآف؟!.
قتل أخى ورحل عنى ليتركنى وحيده أعانى من الأنفصال الأسرى ، واللامبالاه الأبوى، والأهمال الأموى، والصمت المجتمعى. تركنى أعانى ولست الوحيده التى تعانى من ذاك الوحش الأبيض الخادع،ولكن كل من خسر يعانى.تركنى فريسه لحيرة قاتله وأستفهام متكرر. ظللت أتسائل كل يوم من ألوم؟! ومن أعاتب؟! ……….
بقلم :-
فاطمة محمود ……………… من مصر