ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

من أوراق الشهيد مسابقة شعر التفعيلة بقلم / سائر ابراهيم من سوريا

من أوراق الشهيد..

ألآن أطلقُ في المدى الموبوءِ صرختيَ الأخيرةَ

ثم أهوي عن جموحي.

لم أكترث لرسائلِ الموتِ المخيفةِ

لم أودّعْ وجهَ أحبابي البعيدَ

وما تعبتُ من البلادِ

حملْتُها في راحتي الغضبى

و في قلبي الطَّموحِ..

أنا حارسُ الأملِ النحيلِ

ولحظةُ القربانِ في الحلمِ الذبيحِ

لاشيءَ غيرُ الأحمرِ الفتَّاكِ حولي

ألفُ ذئبٍ يشربُ الآنَ الوليمةَ من دمي

و الغدرُ سكّينٌ..

 تُقطِّعُ زهرةَ الأيامِ في جسدي

و تعبثُ في جروحي…

ألآنَ أسقطُ مثلَ نجمٍ آفلٍ

و يجفُّ في عينيْ السنا

و يضيءُ في الأفقِ الكئيبِ

 وميضُ روحي.

يا أرضُ ..يا أمي الحزينةَ

وسّعي حضنَ العبيرِ لجسميَ العاري

و ضميني لصدركِ زهرةً

و هَبي الدموعَ لطفلكِ الدامي

و لكنْ..

         .. لا تنوحي .

مرٌّ رصاصكَ يا أخي..

مرٌّ..يؤرّخُ فوقَ ظهريْ

      طعنةَ الحقدِ الغريبِ

           و لعنةَ الزمنِ القبيحِ

كمْ كانَ أحلى لو مددْتَ يديكَ نحوي

لو بقينا مثلما في الأمسِ..

 نقتسمُ الرغيفَ

و نحتسي الأيامَ من نفْسِ الكرومِ

ولا نرى في كثرةِ الألوانِ..

     ..  إلا لوحةَ الحبّ الفسيحِ

من أيقظ الأدغالَ فينا..؟

من دعا قابيلَ من سِفْرِ البدايةِ

كي يُعيدَ ولايةَ الشيطانِ في أقدارنا

و يعيد للخشب البريءِ..

 جريمةَ المسمارِ .. في جسدِ المسيحِ

من سلّطَ البارودَ قاموساً جديداً ؟

كنتَ تسمعُني وأسمعُ صوتَكَ الآتي من اللغةِ البسيطةِ

كنتِ أشهى يا حروفَ الماءِ في الكتبِ القديمةِ

كانَ خصبُكِ.. في اليباسِ

يبرعمُ الأزهارَ فينا

من رماكِ إلى المجاهيلِ البعيدةِ

و اعتلى لغةَ القنابلِ  والصّفيحِ…؟

مرٌّ رصاصكَ يا أخي..

كم كانَ أبهى لو نزفْتُ دمي هناكَ.. على الحدودِ

و كنتَ قربي..

 ندفعُ الأعداءَ

نحمي بعضنا..

في خندقِ الأرضِ السليبةِ

لو سقطتُ إلى جواركَ

و احتضنتَ دمي وشهقتيَ الأخيرةَ..

لو رأيتُكَ في الجنازةِ حاملاً نعشي..

 وفي يدِكَ السلاحُ

و لو نثرْتَ زهورَ حبكَ

ثم رتلت الصلاةَ ..

                  .. على ضريحي.

ألآنَ أمضي..

فاشهدي يا أرضُ..

 أنيْ لم أخنْ قمحَ الطفولةِ

لم أفرِّط بابتسامِ الزهرِ في ثغرِ السفوحِ

و الآنَ تأخذني بعيداً..خلفَ سِترِكَ

فلتكنْ يا موتيَ الوضاءَ.. دلواً

ينشلُ الأحلامَ من بئرِ  الضغينةِ

كنْ سفيناً ..

يعبرُ الطوفانَ للأرضِ الجديدةِ

و اختتم بي ليلَكَ الطامي

على الصبحِ الشحيحِ

لم تنتصر يا حقدُ

يا غولَ الخرافةِ

كلّ شمعةِ عاشقٍ خلفي تقاومُ

كلّ أجراس الكنائسِ

و ابتهالاتِ المآذنِ

كلّ طفل حاملٍ في العيدِ لعبتهُ الجديدةَ

كلُّ أمٍّ ترضع الأملَ الوليدَ

 وكلّ حقلٍ  من كتابِ القمح يتلو

موسمَ الخيراتِ بالغزل الصريحِ

نحنُ أهلُ الحبّ

سكّانُ الحياةِ

نشيدنا ..أن ننتمي لجذورنا في الأرضِ

أنْ نبني الجمالَ

ونطردَ العبثَ الدخيلَ

وسوف نبقى واقفين هنا

لنهزأ بالعواصفِ

سوف نبقى …

            فسحةً للضوءِ

                    …في الزمن القبيحِ

                  *****    سائر ابراهيم -سوريا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى