ط
الشعر والأدب

من الجانى قصه قصيره بقلم ./ أحمد بيومى …

10744701_670203743092745_386224284_n
فى حى عشوائى من احياء القاهره الفاطميه القديمه ولدت طفله صغيره فاسماتها والدتها دلال على اسم جدتها لامها وايضا اسمها واسم الدايه العجوز..او القابله ..التى استقبلتها فى احدى ليالى شهر يناير البارده .. وانقذت الام والطفله من الموت المحقق ..عاشت الطفله كأى فتاه من اسره بسيطه جدا.. الميزه الوحيده انها كانت جميله جدا بريئه جدا .. مدلله جدا كقطه ..كبرت الفتاه المدلله من الجميع حتى اهل الزقاق التى نشات فيه وسط ضجيج وزحام الشارع و اسره كبيره العدد نوعا ما..يسكنون جميعا شقه من غرفتين فقط الام والاب فى غرفه وباقى الاسره ..بنات واولاد فى الاخرى ..ولهذا كانت الام دائما تعى وتدرك ماذا يمكن ان يحدث فى مثل تلك الظروف المعيشيه لطفله مراهقه من تحرش داخل وخارج المنزل حتى دون ان تخبرها بهذا ..وفورا عندما تقدم اليها احد شياب الحى ..يملك سكنا مناسبا ووظيفه فى الحكومه ..الا واسرعت لتقبله زوجا لابنتها دون حتى ان تكلف نفسها عناء السؤال عنه وعن سلوكياته واخلاقه وحتى عندما اخبرها البعض انه مدمن مخدرات ضحكت بخلاعه ..وقالت ومالو.. هو فيه حد مبيحشش من الرجاله وخصوصا الشباب ..وكمان علشان يعرف يبسطها ..اكتفى الاب المسكين عم محمد بالصمت وتم الزفاف بسرعه وكان الام كانت تريد التخلص من عبء تلك الفاتنه الوديعه .. وكانها تدرك ما كان يحدث لها فى ظلام الحجره المغلقه من اخواتها الذكور ومن ركاب الاتوبيس او المترو اثناء ذهابها ورجعوها …وفجاءه وجدت دلال نفسها زوجه وهى لا تعرف عن مسؤليه المنزل واصول العلاقات الزوجيه اى شىء على الاطلاق.. ومنذ الاسبوع الاول كانت اصوات الصرخات المكتومه يسمعها سكان المنازل المجاوره ..و رغم محاولات الاب المسكين معالجه الموقف اكثر من مره عن طريق توفير بعض متطلبات ابته العروس الصغيره من مأكل وملبس من دخله البسيط نتيجه انفاق العريس معظم دخله على تعاطى المخدرات واصدقاء السوء .. الا ان الامر كان يبدو انه يتجه سريعا الى انفصال مبكر ..لولا حمل الفتاه بطفل ثم طفله فى خلال 3 اعوام فقط ..وفى احد الليالى كانت الساعه تقترب من الثانيه بعد منتصف اليل عندما سمع الاب صوت طرق عنيف على باب المنزل وعندما فتح وجد ابنته التى لم تكمل العشرين بعد تقف فى حاله اعياء شديد ومعها شاب غريب يحمل عنها طفلها الرضيع وحقيبتها الكبيره ..بسرعه ادخل ابنته وتركها مع امها حتى تسترد انفاسها وتحكى لها ما حدث …بعد بكاء حار كاد يمزق قلب الاب المسكين قالت .. لقد فعل ما لا يمكن ان تتخيلوه ..كان يحضر اصدقاؤه لتعاطى المخدرات فى منزلى ..وايضا يشاهدون الافلام الجنسيه.. ولم اكن اجرؤ على الكلام خوفا من الضرب والطرد ..ولكن ان يصل به الامر ان يطلب منى ان ارقص بقميص نوم امام اصدقاؤه السكارى.. فهذا كان فوق احتمالى ..وعندما اجبرنى وقمت بالرقص خوفا منه ..حاول احدهم سحبى الى غرفه النوم وممارسه الجنس معى.. تخيلوا كنت اظنه سيثور لكرامته.. ولكنه ادعى انه لا يرى ولا يسمع ..وعندما قاومت صديقه ..صفعنى على وجهى وصرخ فى وهو يقول .. انت خايفه من ايه جوزك قابض ثم الليله ..فلوس ومخدرات …وصفعنى على وجهى. ففقدت الوعى ولا اعلم ماذا فعل بى ..فعندما افقت من الغيبوبه وجدتنى عاريه تماما فى غرفه نومى ولا احد فى المنزل ..فلبست ملابسى واخذت اولادى والحمد لله ان ربنا .خلانى اعثر على هذا السائق الشهم الذى وافق على توصيلى اليكم .رغم انى لا احمل اى نقود ..وهنا ادرك الاب ان السائق الذى تقول عليه دلال ..كان مازال موجودا يسمع ما ترويه دلال من ماساه …شعر الاب بالحرج الشديد ولكن الشاب سائق التاكسى لم يمنحه الفرصه للحديث او الانفعال.. بل وقف وهو يقول يا حاج.ابو دلال .. ارجوك اعتبرنى ابنك وانا راح اخلص الموضوع ده مع الكلب ده ..ممكن اسمه وعنوانه لو سمحت ..ومع ذهول الرجل ..قامت دلال اسرعت تحضر ورقه وقلما وتكتب الاسم والعنوان ومحل العمل ورقم التلفون وتسلم السائق الشاب الورقه ..فى لحظات اخد السائق الشاب الورقه والبيانات ورقم تلفون الاب ايضا وانصرف ..وساد الصمت ..بعد عده ابام يتصل السائق الذى عرف نفسه بانه عمرو السيد خريج الحقوق الذى رفض العمل بالمحاماه وفضل العمل كسائق تاكسى ..الوووو يا حاج محمد ..انا عمرو الموضوع خلص ..ممكن حضرتك تقابلنى على القهوه اللى على ناصيه الشارع بتعاكم بعد ساعه ..ارتدى الرجل ملابسه واسرع ليقابل عمرو دون حتى ان يخبر زوجته او ابنته او احد من اولاده ..وهناك اكتشف وجود عمرو وزوج ابنته حسن ..كاد الرجل ان يصفع حسن على وجهه بالقلم الا ان عمرو امسك به .. وهو يقول مفيش داعى للفضايح بقى يا عم محمد ..الراجل وافق على طلاق بنتك وكمان راح تاخد عفشها كله و700 جنيه نفقه شهريه للولد والبنت قلت ايه …رد الحاج محمد ..بانكسار وهو لا يكاد يعى ما حوله وانا بايدى ايه يا ابنى وراح اقول ايه ..؟ بس انت متاكد انه موش راح يرجع فى كلامه ..ضحك عمرو وهو يقول جرى ايه يا حاج محمد انت موش واثق فيا والا ايه ..عموما خير البر عاجله ..كمان ساعتان تجيب دلال عند المأذون علشان نخلص الموضوع ..فرد الحاج محمد طاب والعفش ..؟ فيرد عمرو انا عندى شقه فى العبور .. فاضيه راح ننقل العفش فيها وراح اعطيكم المفتاح انا عارف ان معندكش مكان للعفش ده ..عاد الحاج محمد الى منزله ليخبر زوجته وابنته بالامر ..وهو يفكر كيف استطاع عمرو ان يقنع حسن بالطلاق وكيف ان حسن مستسلم تماما لكل كلام عمرو دون حتى نقاش او جدال ..ولكن لم يعثر على اجابه مقنعه..فى مساء نفس اليوم كانت دلال قد تخلصت من حسن وصارت تحمل لقب مطلقه ..اختفى حسن من حياه دلال واسرتها ولكن عمرو كان دائم التواجد والاتصال بالاسره بحجج مختلفه .. وبمجرد انتهاء العده ..وجد الحاج محمد دلال تخبره انها قد اتفقت مع عمرو على الزواج الاسبوع القادم ..لم يرد.. ولكنه اكتفى ان دخل حجرته فى صمت ..وفى يوم الزواج اصطحب ابنته وامها وذهبا الى المأذون ليعقد عمرو قرانه على دلال ويصحبها فى التاكسى الى شقه مدينه العبور حيث عفشها القديم مع ابنائها الصغار ..وعندما كان الحاج محمد يلوح لهم بيده مودعا ..ظهر حسن فجاءه واقترب من نافذه السياره التى يقودها عمرو وجواره دلال تضحك وتبتسم .. ومد يده ليعطيه عمرو ظرفا …وهو يقول له كده انت اخذت كامل الثمن ..يا ريت مشفش خلقتك تانى يا صاحبى …فسقط الحاج محمد ميتا .فهل ادرك الخدعه ..ومن الجانى اذا كان هو المجنى عليه ..تمت …احمد بيومى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى