من خادمة الى مديرة أعمال فعارضة أزياء… تحولت المواطنة السري لانكية المقيمة في لبنان “آنا فرناندو” .
كتبت / أمل حاج على
هي الحياة من علّمتها كيف يقلب الزمان لعبته. كيف تتحوّل عاملة التنظيف وغسل الصحون وتلميع الزجاج الى سيّدة أعمال. عندما وطأت “آنا فرناندو” المواطنة السري لنكية أرض لبنان للمرّة الأولى منذ عشرين سنة من اليوم، لم تكن تفكّر في شيء سوى الهروب من المجاعة. سماع صوت أولادها عبر الهاتف كان يكفيها. أرحم لها من سماع كركرة بطونهم من شدّة الجوع. برم الدولاب فجأة. بعد معاناةٍ مع حيطان المنزل الأربعة التي ملّت من عينيها الحالمتين اللتين تعكسهما مرايا شبابيك الزجاج والبلاط الملمّع.
كانت دائماً تتذكّر أن خارج الحيطان عالماً ينتظرها. كوّنت محيطها الاجتماعي. مارست هوايتها في مجال الطبخ فأتقنته وتحوّلت الى خبيرة في مجال التموين. اليوم أصبحت العاملة الفقيرة مديرة أعمال. افتتحت عملها الخاص وانطلقت من لبنان. أولادها كبروا وتعلّموا. لم تعد بطونهم تعزف لحن الحزن. ابنها تطوّع في الجيش السري لنكي بعدما أنهى دراسته. وابنتها خرّيجة جامعيّة. أما هي فتصرّ على البقاء في لبنان. لن تغادره قبل أن تكتب الصفحة الأخيرة في مسيرتها المهنية.