ط
الشعر والأدب

من ذاكرة الماضي و الحاضر..(2) سلسلة ادبية شعرية يقدمها الشاعر / فهد الفقية

أدونيس
أدونيس

*** الشاعر العربي/ أدونيس ***

لو أنّ البحر يشيخ
لاختار بيروت ذاكرة له
كلّ لحظة
يبرهن الرماد أنه قصر المستقبل
يسافر
يخرج من خطواته
ويدخل في أحلامه
كلما هذّبته الحكمة
فضحته التجربة
يرسم خرائط
لكنّها تمزّقه
أغلق بابه
لا لكي يقيد أفراحه
بل لكي يحرّر أحزانه
رماده يفاجىء النار
وناره تفاجىء الوقت
ينكر الأشياء التي تستسلم له
تنكره الأشياء التي يستسلم لها
الماضي بحيرة
لسابح واحد: الذكرى
لا وقت للبحر لكي يتحدث مع الرمل
مأخوذ دائمًا بتأليف الموج
اليأس عادة, والأمل ابتكار
للفرح أجنحة وليس له جسد
للحزن جسد وليس له أجنحة
الحلم هو البريء الوحيد
الذي لا يقدر أن يحيا إلاّ هاربًا
الفكر دائمًا يعود
الشعر دائمًا يسافر
السرّ أجمل البيوت
لكنه لا يصلح للسكنى
يصدأ اللسان من كثرة الكلام
تصدأ العين من قلة الحلم
أنّى سافرت, كيفما اتّجهت
أعماقك أبعد الأمكنة
جُرحتُ باكرًا
وباكرًا عرفت
الجراح هي التي خلقتني
قرية صغيرة هي طفولتك
مع ذلك
لن تقطع تخومها
مهما أوغلتَ في السفر .
==================*ه*

(((((( نبذة عن الشاعر ))))))

أسمه علي أحمد سعيد إسبر …
و ( أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948.
ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة
في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية ..
لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة ..
لكنه حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى ..
في ربيع 1944 ألقى قصيدة وطنية من شعره …
أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك ..
والذي كان في زيارة للمنطقة …
نالت قصيدته الإعجاب …
فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية
في (طرطوس) …
فقطع مراحل الدراسة قفزًا …
وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.
التحق بالخدمة العسكرية عام 1954 …
وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة …
بسبب انتمائه -وقتذاك-
للحزب السوري القومي الاجتماعي
الذي تركه عام 1960…
غادر سوريا إلى لبنان عام 1956 …
حيث التقى بالشاعر يوسف الخال …
وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975.
ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) ..
بين عامي 1969 و 1994…
درّس في الجامعة اللبنانية ….
ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973 …
وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.
بدءًا من عام 1981 …
تكررت دعوته كأستاذ زائر ..
إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا ..
وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا.
تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية
والعالمية وألقاب التكريم….
وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .
غادر بيروت في 1985 …
متوجها الى باريس بسبب ظروف الحرب…
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل ..
ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97
والعديد والكثير من الجوائز العربية والعالمية …
له دواوين ومؤلفات كثيرة …
ويمتاز شعره بالواقعية والنظرة الثاقبة لكل ماحولة
وماهو متوقع وغير متوقع …
======== إعداد الشاعر/ فهد الفقيه العذري ========

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى