الى عزيزي أنا
ـــــــــــــــــــــ
أما بعد
أنت مفرغ وفارغ تماما
تماما بلا عمل
فقط تتعلم السير على الحبال
لأن الأرض تشتعل
وتتحرش بقنابل الفتيات الموقوتة في منتصف المساء
لأنك لا تجيد السباحة في النهر
فلا تحاول أن تواري لعنة القبيلة المطوية على فروة رأسك بقبعات السحرة والمهرجين
فأنت مجرد شاعر
يغرق بشبر من العاطفة
ويختبئ كالعصافير الزرق
تحت ضفائر ريفية فطساء
كانت تفشل دائما في التعامل مع صبيان الحقل
وتنجح في جمع المحصول..
بالمناسبة أعرف أنك ساذج جدا
حينما يتعلق الأمر باليعاسيب المحفورة على ذاكرتك
كالثقوب السوداء
وأعرف كذلك أن نصوص الحب التي تكتبها على أسوار الحدائق
وجلود النساء مفرغة منك تماما
وأنك رجل من لا شيء مع أن الأشياء كلها أنت .!
قصيدة هلامية مفرغة المعنى
ارتجلتها الأقدار ذات مساء حميمي نكاية بإبليس
فلم يعد يهتم لها أحد..
لعلمك آدم لم يكن في المكان الذي تعتقده أنت
وقبل كل هبوط عظيم هنالك صحن طائر اسمه يوثا
لا يطير بغير امرأة..
وهذا دليل آخر لغبائك
فأنت تخرج عن النص دوما
وتنسى أقدامك تحت طاولة المقهى
وتركض بأناملك النحيلة فوق رقعة “الكي بورد” المتعرجة بين قذائف الموت
وأشجار الحي المثقلة بالنساء والأطفال مثل المجذوب ..
___
حسنا
لنفترض أن شفيقة لم تكن في الحي
وأن نجوى هي المسئولة الوحيدة
عن كل التشققات والتصدعات في جزيرة العرب .
ولنفترض أيضا
أن صديقك القديم لم يكن وغدا في الحرس الجمهوري
وأنه بالفعل كما يدعي ملاكا رحيما
يجيد زراعة البسمة في أصعب أماكن الوجع .!
هل كنت ستنتصر لإنسانيتك
وتتجنب الطلقة التي ثقبت ذاكرتك وأفرغت الكثير منك ..؟
__
معاذ السمعي
_