ط
مسابقة القصة القصيرة

من فضلك ممكن، أيها الفوتوغراف،مسابقة القصة القصيرة ..بقلم /بونيل محمدالجزائر

بونيل محمد
العنوان: ص.ب: 572 مركز بريد بن بو العيد ولاية البليدة.
الهاتف الجوال: 0559413716
قصة قصيرة بعنوان: من فضلك ممكن، أيها الفوتوغراف، أتوغراف على الفوتوغرافيا..

—————————————————————-

تم رفع الستار، إشارة في إفتتاح و الإنطلاق الرسمي لفعليات الصالون العرض الفني، الذي يشمل الفن الثامن و تحديدا فن التصوير الفوتوغرافي، كان حينها جمع الحضور كثر، و كأني عليهم يشكل “قوس قزح” لألوان من شتى أطياف المجتمع، طلبة و طالبات من ألجامعات و صحفيين متخصصين في الشأن الثقافي و الفني الإبداعي، كتاب متخصصين في النقد الفني و أخيرا هواة و متحمسين لذات الفن القائم بحد ذاته كباقي الفنون..

تارة تجد جموع الزوار حوالين التحفة الفوتوغرافية و تارة أخرى تجد زائرا على إنفراد بالقرب من التحفة و يكرر بعضهم نفس العملية، عملية معاينة التحفة فما يليها من تحف فوتوغرافية مجاورة لبعضها البعض، و بينما نخبة من الشباب الزائرين للصالون هم واقفون أمام التحفتين الفوتوغرافيتين الجميلتين و صاحبيهما الفنان المصور الفوتوغرافي كان من ورائهم يلتقط لهم صورا تذكارية و هم على حالهم يستمتعون بما توحي به تلك التحفتين الفوتوغرافيتين من معاني و تعكسه من جماليات، مدعما ذلك و مستشهدا بمدى تجاوب و تفاعل أولئك الزوار مع مواده الإبداعية و إبداء الرضى و الإعجاب بما جادت به عدسة كاميرته من نتاج تلك الصورتان اللتان تحملان توقيعه، تستمر حركة مشاهدة الزوار للتحف الفوتوغرافية المعروضة، هنا يتوقف رعية صيني يبدوا عليه تابع للملحق الثقافي لسفارة جمهورية الصين الشعبية المتواجدة على تراب البلد المنظم للصالون، ثم يأتي الدور و تقف أمام التحفتين الفنيتين مجموعة من النساء المتألقات، حيث أبدين إعجابهن بالمواد المعروضة، هم كذلك إلتقط لهن صورا فوتوغرافية بالقرب منها، لقد كنا جميعهم على أعلى قمة من الفرحة و السرور المرسوم من خلال إبتسامتهن الجميلة و كما بدت ملامح السعادة واضحة على وجوههن، كان ذلك بالنسبة للفنان المصور الفوتوغرافي بمثابة عربون نجاح و الذي من جانبه بادلهم نفس الشعور بالإبتسامة التي كانت لا تفارقه معبرة بوضوح عن تفاؤله و صفاء سريرته، حيث لا يكاد بريق شعاعها يغيب من على وجهه الوديع و يعكس من خلالها ما بداخله من أخلاق و قيم التي جبل عليها منذ صغره و طفولته..

و هو على حالته واقفا ليس ببعيد عن تحفه الفوتوغرافية يترقب و يترصد من خلال عدسة آلة التصوير للمارة من الزوار الواقفين أمام لوحاته الفوتوغرافية آخذا لهم بذلك صورا تذكارية لدواعي الأرشيف الخاص به، يفعل ذلك تارة و تارة أخرى يخصص لحظاتها لتحدث و الدردشة مع عشاق و محبي هذا الفن الثامن، فن التصوير الفوتوغرافي و هو على حاله يفعل ذلك إذ يقترب منه شيخ كبير رفقة شاب يطلبان منه التوقيع لهما على الدليل “الكتالوج” الحامل لمجموع صور المشاركين من خلال الصالون و تحديدا الصفحة التي تحمل تحفه الفوتوغرافية، وقتها يبتسم لهما و يترك لكل واحد منهما على حدا بإسمه الخاص، إهداء يحمل في مكنوناته أسمى عبارات التقدير و الإحترام..

حينئذ تقترب من الفنان المصور الفوتوغرافي إحدى الزائرات ألحسناوات، هي فتاة صاحبة القوام الجميل و الشعر الطويل و بأسلوب هادئ و رزين، ألقت عليه بالتحية و برائحة عطرها الزكية و في ملامح وجهها قد بدت من خلالها ابتسامتها الفتية و عيناها العسلية، و بكلمات رقيقة، كرقة أحاسيسها و عذوبة تعبيرها، التي تفوح منها رائحة عطر الكلمات، كلمات ليست كالكلمات، “من فضلك ممكن، أيها الفوتوغراف، أتوغراف على الفوتوغرافيا..”

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى