من قتل العصافير .مسابقة شعر التفعيلة بقلم / على السيد محمد حزين من مصر

خمسونَ عاماُ قد مضت
وأنت مازال حلمُكَ يُرَاودكَ
في بدايته لم يكتمل
ما زال حُلمك صغيرا
ولم يزل قلبك يخفق للنرجس
وتعشق فلة علي غصن ياسمين
ودوار الشمس عند الأصيل
والعصافير التي كانت تمر , علي شرفاتك
وربما وقفت قليلا ,
لتستريح .. قليلا .. قليل
ما عادت تمر اليوم
ما عاد صوتها يغرد , ما عادت تطير
تُري ما الذي افزع العصافير
من ابعدها , من اسكتها ,
من اجهضها حتي لا تطير
ملعون ملعون ملعون
وايضا حقير حقير
كل من قتل العصافير
خمسون عاما قد مضت
وانت يا طائر الشوك تغني
وانا يُداخلني الوهن , يُصارعني الألم ..
والليل كئيبٌ حين يجيء
يقبل .. يسكن .. يقتل في صمت
تبكي السماء نجومها
وتبكي انت وحدك
علي العصافير الزغاب
وتمد يدك للسماء
رباه رباه من يُطعمها
رباه رباه من يُسقيها
رباه رباه من ُيدفئها
يٌنجيها من َبرَدُ الشتاء
يملأ حواصلها الصغيرة
يمسح دموعها عند البكاء
وتنتظر أنت وحدك
الفرج , الد فء , الضياء
وتحلم بتغاريد العصافير
وتنتظر حتي يأتي النهار
والأرض سكون سكون
ويُداخلني طفلاً صغيراً ..
لا يعرف معنى الابجديةَ
ولا يعرف معني الكلمات
لا يعرف إلآ الخوف
والظلام الضارب بأنيابه
يبتلع الآشياء .. فناء فناء
كل شيء من حولي هباء
كل شيء من حولي فناء
فلمن يا طائرالشوكِ تغني
فاتّأد يا طائر الشوكِ قليلا
وقعى لصوتي المبحوح
وقرٌ علي وقر, صممٌ علي صمم
سخيمةُ ملح في الرجوع
أما أعياك الترحال
أما أتعبك البكاء
حتى المدائن التي عشقتها
شوارعها ضاقت بك
كل المدائن انكرتك
لفظتك , تقيئتك
كلهم تأمروا علي قتلك
حتي اخر ضوء يجيء
كل المدائن اضحت خواء
كل المدائن يلوكها الخوف
كل المدائن اصبحت ثكلاء
كل المدائن اه بلا استثناء
يملأها البكاء , ورائحة الموت
والبارود , والشواء
تزكم الانوف , في الصباح
وعند الظهيرة , وفي المساء
تخاف العصافير
تأوي الي عشها الصغير
حيث لا طعامٌ , حيث لا ماء
يأكلها الخوف , وبَرَدُ الشتاء
وأنت مازال حلمك في بدايته
لم يكتمل بعد , ما زال حلمك يراودك
ولم يزل , قلبك يخفق للنرجس
وتعشق فلة علي غصن ياسمين
ودوار الشمس عند الأصيل
والعصافير التي كانت تمر
علي شرفاتك
وربما وقفت قليلا
لتستريح .. قليلا قليل
ما عادت تمر اليوم
ما عاد صوتها يغرد
ما عادت تطير
ما عادت تطير