ط
هنا الجزائر

مهرجان الأغنية السطايفية: “الموال الصرواي” فن أصيل ضمن أعراف أفراح منطقة الهضاب العليا السطايفية

مكتب الجزائر/دليلة بودوح

يعتبر “الموال الصراوي” الذي يميز أفراح السطايفية فنا أصيلا احتضنته منطقة الهضاب العليا إلى أن أصبح من الأعراف المشروطة في أفراحها حسب تعبير محافظ المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى و الأغنية السطايفية عيسى جيرار.

وأوضح نفس المسؤول على هامش الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى و الأغنية السطايفية تحت شعار “الصراوي .. لحن الوطن و المواطنة” التى جرت في الفترة من 17 أكتوبر الجاري إلى 23 من نفس الشهر ) أن الموال الصراوي المشهور بمنطقة الهضاب العليا أصبح في وقت غير بعيد من الضروريات المرافقة لمختلف أفراح السطايفية كأعراس الزفاف و ختان الأطفال.


واعتبر المتحدث الموال غير محصور جغرافيا في منطقة معينة حيث ظهر حسبه- في الكثير من الدول العربية على غرار الجزائر و العراق و فلسطين و لبنان و سوريا و صعيد مصر .


و أضاف محافظ المهرجان أن أصل كلمة “الصراوي” مختلف فيه بين شجرة “السرو” و “الصرايا” أي الجبال معتبرا أنه “فن نسوي ضارب في القدم يعود تاريخه ظهوره إلى ما قبل الإسلام عندما كانت المولودة أو المرأة توأد و تتعرض إلى شتى أنواع المحن فأستعملت هذا الفن الذي يعتمد على قوة الصوت (صراخ) كوسيلة للتعبير عن آهاتها و آلامها” .


و واصل عيسى جيرار قوله أنه بمرور الزمن ارتقى هذا “الصراخ” الذي كان متداولا في بدايته في المناطق الجبلية ليصبح فنا تعددت واختلفت أسماؤه من منطقة لأخرى على غرار منطقة القبائل في الجزائر الذي يسمى فيها بـ “أشويق” أي الشوق و في منطقة سطيف خاصة و الهضاب العليا بصفة عامة بـ “الصراوي” و في عديد الدول العربية بـ “الموال” .


وقد توسع الموال الصراوي من فن نسوي إلى رجالي و نسوي معا و لم يعد محصورا فقط في مجالات الأفراح حيث استعمله مجاهدو الثورة التحريرية كرسائل مشفرة فيما بينهم و بين الشعب و هو ما جسدته اللوحة الفنية الرائعة صرخة “أو.. عليكم” و “آي ..عافيه” لأحد المجاهدين في الفيلم الثوري الجزائري “دورية نحو الشرق” للمخرج فقيد السينما الجزائرية عمار العسكري.


واستعمل الصراوي أيضا كرسائل بين المرأة و الرجل حيث كانت النساء في مختلف الأفراح يؤدين مقاطع من الموال الصراوي من داخل البيوت و يرد عليهن الرجال بمقاطع أخرى من الخارج حسب ما ذكره المتحدث .


وعن تراجع هذا الموروث الثقافي السائر في طرق الاندثار أكد عيسى جيرار بأن الوزارة الوصية و في إطار سعيها للمحافظة على كل ما يتعلق بالتراث بصفة عامة والفني منه على الخصوص ستستبدل مهرجان الأغنية السطايفية إلى “مهرجان الموال الصراوي” و ستحول هذه التظاهرة الثقافية من محلية إلى وطنية ليكون الموعد في مارس المقبل مع أول طبعة للمهرجان الوطني للموال الصراوي و العمل جاري لأن يكون مهرجان الموال الصراوي بدءا من طبعته الثانية دوليا.


وعلى الرغم من تراجع هذا الموروث الثقافي في السنوات الأخيرة إلا أن العديد من المغنين لا زالوا يؤدون هذا الطابع بروعة و امتياز على غرار عميد الأغنية السطايفية بكاكشي الخير و مراد السطايفي و جميلة العنابية و كمال القالمي وبريزة السطايفية كما لديه محبيه إذ ما زالت بعض العائلات بمنطقة الهضاب العليا متمسكة به في أفراحها خاصة في أوساط الشيوخ و الكهول الذين يحنون للموال الصراوي و من الشباب أيضا من يرى أنه طابعا فنيا جميلا بحاجة إلى تثمينه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى