ارتفاع أسعار السلع أصبح مشكلة يعاني منها العالم أجمع، في ظل التغيرات المناخية التى أثرت على الزراعة بشكل خاص.
وظهرت جوانب من هذه الأزمة تظهر بشكل واضح في السويد، والتي يباع فيها كليو البطاطس بما يعادل 50 جنيهًا مصريًا، وهو ما دفع الشاب أحمد كاظم، الذى يعيش في تلك الدولة منذ 3 سنوات لتوفير احتياجاته من الخضروات عن طريق زراعتها في منزله قائلًا”من أول ما جيت السويد ملاحظ إن أسعار الخضار نار”.
“كاظم” حصد محصول البطاطس خلال 4 أشهر من تنفيذ التجربة
بدأ “كاظم”، ابن مدينة بورسعيد الباسلة، مشروعه الزراعي منذ عدة أشهر عندما فوجئ بأن سعر كيلو البطاطس يباع بـ50 جنيهًا والبطاطا بـ90 جنيهًا، فقرر أن يزرعها، وخلال 4 اشهر فقط حصد المحصول بأقل نفقات، وقال لـ”الوطن”، “إحنا المصريين مفيش حاجة نحطها في دماغنا إلا وننفذها بإذن الله”.
ولفت إلى أن حوارًا دار بينه وبين زوجته أثناء شراء الخضر من السوق، وكان حافزًا قويا للزراعة في المنزل “بقول لمراتي هي البطاطس غالية هنا كده ليه؟ قالت لي يعنى نعمل إيه؟.. ده سعرها”، لكنه لم يقتنع بحديثها “طبعًا الكلام ده ما يتقالش لمصري، فزرعت البطاطس والحصاد كان معقول، ومن فرحتي بيها عاوز أركن الهندسة على جنب شوية وانزل بيها السوق، وأبقى أول واحد في أوروبا يبيع بطاطس الـ 3 بـ10 وع السكين كمان”.
“بطاطس وطماطم وفلفل وخيار وجرجير وخص وكرنب”.. تلك هي الخضروات التي زرعها “كاظم”، والذي يعمل مهندسًا جيولوجيًا بإحدى الشركات في ستوكهولم – العاصمة السويدية، بفناء منزله الفسيح دون الحاجة إلى أراض زراعية ورى وغيره من احتياجات الزراعة، مضيفًا “الموضوع بسيط.. أنا بحب الزراعة من زمان ولما جيت السويد قلت أمارس هوايتي وأوفر نفقاتي”، لافتًا إلى أن طبيعة عمله تعتمد على تحليل عينات التربة والصخور، وهى بعيدة تمامًا عن الزراعة، لكنها أكسبته خبرة لا بأس بها.
محصول وفير حصده الشاب الثلاثيني من خلال مشروع الزراعة المنزلية بأقل جهد وتكاليف مالية دون الحاجة إلى سماد وبذور، نظراً لأنه يزرع من بذور الثمار التى يستخدمها للطعام “أنا بزرع من ثمار الأكل نفسه”، موضحًا أن توفير التربة المناسبة لم يقف عقبة في طريقه “بزرع البطاطس في شكاير تربة عشان أسهل عملية الحصاد، وباقي المحاصيل بزراعها في حديقة البيت البسيطة”.
وقال إن أول حصاد من البطاطس تجاوز 17 كيلو جرامًا، “دى حاجة حلوة جدًا بالنسبة لي”.
كاظم: الأسعار غالية فى السويد والأجور مرتفعة
وفيما يتعلق بارتفاع الأسعار في السويد، يقول أحمد كاظم أنها تتماشى إلى حد ما مع الأجور التي يتقاضاها مواطنو الدولة “هي مسألة نسبة وتناسب الأسعار عالية والأجور عالية نسبيًا”، موضحًا أن البطاطس وجبة أساسية في نظامه الغذائي، فهو يحافظ على لياقته البدنية ويحرص على الذهاب لـ”الجيم” بشكل مستمر.
ولفت إلى أن الفائض عن حاجته من المحاصيل التي زرعها يقوم بتوزيعها على جيرانه “بيستغربوا جدًا إنى عملت كده، وبتبقى في بينا ود”.
ولم يتأثر “كاظم” بانتشار فيروس كورونا، نظرًا لأن السويد لم تغلق المصالح أو توقف العمل – على حد قوله – بل تطبق إجراءات احترازية وتلتزم بالتباعد الاجتماعي، رغم تجاوز الحالات المصابة 30 ألف “كل حاجة ماشية زي ما هي، فيه تباعد اجتماعي، والناس حريصة على نفسها”.
وينصح محبى الزراعة ومن يريد تنفيذ تلك التجربة، باختيار التربة الجيدة والمناخ المناسب لكل ثمرة، إضافة لبعض المعادن التي تحتاجها الثمار إلى جانب المياه.