خاص بالمسابقة (نص نثري) بسمة محمد الهواري (تونس) (مواكب الشوق..) *** على شفاهِ الوَجَعِ زَمَنٌ يحترقُ ونارٌ في زوايا الذاكرةِ تومضُ،، تستعِرُ.. أيُّ صبرٍ يطفئُ هذا الحريقْ..؟ وأيّ دمعٍ صيّرَ العمرَ الغريقْ..؟ يا سليلةَ الشجنِ.. كيف لا تذكُرينَ.. دروبَ شَوْقٍ أنهكهَا الجُحُودُ.. ؟ وذلك الفجرُ الوليدُ من رحمِ المسافاتِ يُنِيرُ مصَابيحَ الدُّجَى يُقبّل خدودَ الأملِ ويُذِيبُ سبائكَ البُرُودِ.. كيف لا تذكرينَ.. سماءً غَنّتْ مواويلَ الغرَامِ وتعطّرَتْ بعَبَقِ الوِئامِ..؟ آه.. من طيورٍ أغفلتْ موسمَ الهجْرَةِ.. ومن قمرٍ تزيّنَ بِنُجُومِ الفرَحِ ذاتَ وَصْلٍ.. ألا تذكرين.. ؟ ألا تذكرينَ قبلةً أغرَقتْنَا فِي بَحْرِ الجُنُونِ وهمْسًا أفقدنا بوصَلة العقلِ وأضْحَى عُنوَانَ العيُونِ..؟ يا ساكنةَ الفؤادِ عُودِي.. هيّا أحْرِقِي مَرَاكِبَ الجَفَاءِ وأقيمِي في مُدُنِ العِشْقِ جُسُورَ الوَفَاءِ.. اهتِفِي بسَاحَةِ الأشْواقِ كَحِّلِي بِمِرْوَدِ الحُرُوفِ خَوَارِجَ الأحْداقِ.. وَرَدّدِي.. "حبيبي .. يا نورَ السَّمَاء.. إليكَ كمْ أشتَاق.. !!!" . . بسمة محمد الهواري