ط
الشعر والأدب

موي كوميره .ق5صة قصيرة بقلم / نورا عمران ( باناصا الأسطورة)

10931523_1413067915652346_1333280565248689402_n 10922503_1413067985652339_8639342042610149038_n
موي كوميره

قصه قصيره
4 بيضات
كأس من الحليب
3 كؤوس من السكر,,,,,,,,,,,,,,,,,
عفوا :
,لا أريد أن أتلو مقادير لحلوا أو وصفه من المطبخ ’’’أه ,أتأ أسفه حقا , فربما سهوا من
قلمي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أعتذر منك يا أيتها الحروف , فربما قد تلاقت الاسلاك في مخي و تداخلت فخرحت حروفا عن غير قصد ……..
لم يتبقى من جسمها سوى عود يابس شحب لونه و و إعجوج ظهرها , فأصبح يميل
للأمام في إنحناء , لقد و قهرها الزمان , فأخدها إلى أردل العمر , أو ما فوق الأرذل
,,,,,,,,,,,,,, ربما هي عجوز في التسعينات من العمر , عهدناها , و ألفناها مند الصغر ,
تلك العجوز الطيبه التي لا تتكلم إلا قليلا , كانت دائما في محارب الصمت نزيلة له ,
تسبح فيه ليل نهار .
ما بين ذاك الشارع الجانبي , للمحطه و كانت و لا تزال تسكن هناك , يقولون عنها
الكثير , فحديث المدينه , يتوارتون تواجدها في مدينتي, فحديث النساء ترثار , و حديت
الرجال مقتضب ,
هي أم كوميره , أو السيده كوميره ,,,,,,,,, دائما تمشط خيوط الشارع الذي تسكنه
دهابا و إيابا . وحيدة , صامته ,,,,,,,تبتسم في خشوع لكل من حياها
أم كوميره , يحكى أنها فرنسيه بقيت من عهد الإستعمار في بلدتي , فلم أبت , أن
تغادرها ,و يقولون ,لا إنها من اصل جزائري, بقيت هناك وحيده مع عائله مغربيه ,
أعطتهم ما تملك على أساس أن يهتموا بها في كبرها , لا نعرف إسمها و لا من أين و
لا حكايتها لكنهم ,
يقولون أقوالا و أقوالا, ولكنني عرفتها مند صغري ,سيده وحيده مبتسمه , طيبه القلب و
و دائما في يديها تحمل خبزا فرنسيا ( كوميره COMIERA ) , لهذا سميت أم كوميره ,
كنت ألقاها حين غداتي و رواحي للمدرسه , فأموت في تحيتها , كانت الفرحه تغمرني
طويلا , و أنا أحييها باللغه الفرنسيه , خاصة كانت بالنسبة لي إمرأه مختلفه بهندامها ,
الذي لازمته لسنين , قميص مع تنوره (تريكو و صايه) هو لباس مختلف بالنسبة
لمجتمعاتنا أنذاك , فالنساء كن يرتدين جلباب مغربي تقليدي .
bonne jour madame
كانت تقف , تراني و تتأملني ’ ثم تبتسم لي و ترد علي بتحية فرنسيه و لا تنسى
بصوتها الحنون النسائي :
bonne jour
أم كوميره , شخصيه من الشخصيات القليله المعروفه في بلدتي , فهي رمز لذلك
الجيل الذي كان من الإستعمار الأجانب الذين لم يعرفوا بلادا غير بلدي , فتشبتوا به و
عاشوا في حضنه و ربما يدفنون في أرضه
ترسخت تلك المرأه البسيطه العفويه القليلة الكلام المبتسمه دائما و في أيديها دائما
أمي كوميره , في بالي , مازلت كوميره على قيد الحياه , أحييها , و أقول لها بكل
بساطه , نحن نحبك و نحترمك جدا .
أم كوميره : موي كوميره
باناصا الأسطوره .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى