ط
مسابقة القصة القصيرة

نادل المقهى .. مسابقة القصة القصيرة بقلم / تقوى المشرقي من تونس

نادل المقهى
ككل أيام الأسبوع ‘يستيقض” كمال” في الصباح الباكر يتناول فطوره يغير ملابسه على عجل ثم يقصد مكان عمله بكل نشاط هناك حيث يبدأ نهاره فيقابل وجوه جديدة مختلفة تماما عن تلك الوجوه التي تعترضه في حيه انه يعمل نادلا بمقهى راق وسط المدينة يتنقل بين الطاولات مبتسما يلبي طلبات الحر فاء بابتسامته العريضة و صدر رحب أحبه الجميع “فهو محل ثقة فكم من مرة اعاد ما وجده ضائعا لأصحابه فزادته أمانته محبة الناس وتقديرهم لم ينسى تلك المرة التي أوقعت فيها تلك الفتاة حافظة نقودها التقطها من الأرض ثم فتحها ‘ كانت تحتوي على مبلغ لا باس به من المال أخذها ووضعها في مكان امن وانتظر لربما يأت صاحبها بعد أيام قليلة كان كعادته مشغولا بعمله دخلت فتاة منه ألقت التحية فرد عليها باحترام فبادرته بالسؤال قائلة”(( لقد أضعت محفظة نقودي منذ أيام و كانت تحتوي على مبلغ من المال “فهل لديك فكرة أن كان احد قد عثر عليها ))ابتسم كمال كعادته ثم رد عليها قائلا”انتظري قليلا آنستي اتجه ناحية رف ثم مد يده وسحب شيئا ملفوفا بكيس ملون و عاد إليها ناوله إياه وما إن فتحته حتى اندهشت و اردفت قائلة أنها هي محفظة نقودي لم ينقص منها شيئا مدت يدها وسحبت بعض الأوراق قدمتها شاكرة جميله رجته إن يقبل لكنه رفض بشدة’ تساءلت هل مازال هناك شرفاء بهذا الزمن الأغبر –في زمن يتكالب بني البشر على المال ويتقاتلون من اجلها أحست هذه الفتاة بشي غريب اتجاه هذا النادل صارت تتردد على المقهى باستمرار و في كل مرة كان كمال يشعر أن هذه الفتاة تقتحم حياته بسرعة و بدون سابق إنذار فأصبحا يتوعدان خارج أوقات عمله حتى في يوم عطلتها هي تعمل في وضيفة محترمة من عائلة ميسورة لقد أحس كل من كمال و “مريم ” بحب كبير يجمعهما ولا توجد قوة على هذه الأرض قد تفرقهما لكن ما كان يشغل تفكير أن فارق كبير و شاسع في المستوى الاجتماعي فكر في الارتباط بها والتقدم لخطبتها من أهلها تردد في بداية الأمر فربما تعارض عائلتها لكن في النهاية اخذ قراره سيفاتحها في الموضوع عندما يقابلها مساءا أحس بقلبه يكاد يقفز من مكانه انتظرها في المساء لكنها لم تأتي اتصل بها فوجد الخط مقفل لم ينم ليلتها و كأنه يتقلب على الجمر ‘مرت الساعات كأنها دهرا أخيرا غلبه النعاس في الغد قصد عمله في المقهى وكله أمل بلقائها ندى على غير عادته حزينا مهموما شارد الذهن ومن لحظة و أخرى يلقي نظرة على جواله فربما تتصل لكن بلا جدوى مر يومان ‘ثلاث أربعة أيام تلتها أسابيع وأشهر لم تظهر فتاته وال يسمع عنها خبرا اختفت الراحة من حياته في غيابها ورسم الحزن ملامحه بوضوح على محياه.احس بجرح كبير بداخله لفقدان حبيبته مضت سنة على هذه الحادثة لكنه لم ينساها ولم تبرح عقله وقلبه ‘في احد الأيام بينما كان منشغلا بعماه في المقهى لمح شيئا لم يصدق عينيه”كانت تمشي بخطى ثابتة والتقت العيون ابتسمت هي فكاد قلبه يخرج من بين ضلوعه ركض اليها مسرعا فرحا بلقائها ولم تكد تفصل بينهما الا بضع خطوات’حتى تفاجأ برجل يلحق بها يمد يده يمسكها من ذراعها مبتسما قائلا هيا بنا يا زوجتي العزيزة ثم حضنها بقوة وتجاوز باب المقهى و دلفا الى الداخل بقي هو شاردا ‘توقفت دقات قلبه لقد تزوجت حبيبته برجل غيره آه ”””اه أيتها الأقدار.
تقوى المشرقي 28 نهج البساتين منزل برقيبة 7050 الجمهورية التونسية

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى