ط
كتاب همسة

نادى السينما…باب جديد عرض وتقديم / فاتن التهامى


نادى السينما

             عرض وتقديم / فاتن التهامى

 

      شاهدت لك هذا الأسبوع أفلاما كان الطفل هو البطل الحقيقى لها والذى حقق نجوميته من خلال قصصا تركت اثرا فى السينما العالمية ومن بين هذه الأفلام والتى تحدث عنها النقاد:-

 

برز في تاريخ السينما العالمية الكثير من الأطفال بأدائهم العفوي والمحترف بالفطرة، فتميّز البعض في صغره وشق طريق الفن باكراً، ومنهم من استمر فيه، ومنهم من توقف. وفي حين يعمل كبار الممثلين المحترفين على تجسيد القصص التي تحكي واقع الكبار المعقد والمليء بالزيف، لا يمكن أن يجسد معاناة الأطفال، التي يتسبب بها الكبار غالباً، إلا هم، فنشاهد صدقهم وكل ما تضيفه البراءة على أدائهم من سحر جذاب.

ومن أبرز الأفلام التي تميّز فيها الطفل في أداء أحد أدوار البطولة، هو فيلم “أوغوست رش” الأمريكي، والذي أنتج وصدر عام 2007 واكتسب شهرة واسعة بتسليطه الضوء على عدة قضايا تخص حقوق الأطفال وظلم الكبار لهم، مثل ظاهرة الأطفال غير الشرعيين واستخدام الأطفال للتسوّل.

فبحسب قصة الفيلم، يكون إيفان تايلور طفلاً موهوباً في دار الأيتام، فيكتشف يوماً ما بأن والديه على قيد الحياة وأنه ليس يتيماً، فيبدأ رحلته خارج الميتم للبحث عن أبويه اللذين يبحثان عنه أيضاً. وأثناء عيشه كعازف متشرد في شوارع نيويورك يستخدم الطفل الموسيقى للبحث عن أهله، فيتتبع صوت الموسيقى ويصل في النهاية إلى كنيسة ترعاه وتصقل موهبته وتخصص له فقرة في حفلة موسيقية كبيرة ليلتقي فيها بوالديه ويتعرفوا بعضهم ببعض من صوت الموسيقى.

ويحكي فيلم “سارقة الكتب”، المأخوذ عن رواية شهيرة، قصة “ليزيل”؛ الطفلة اليتيمة الهولندية ابنة التاسعة، التي كانت تعيش في أحد الأحياء الألمانية بمدينة ميونخ أثناء الحرب العالمية الثانية والحكم النازي. اعتادت ليزيل سرقة الكتب من المكتبات العامة وبيعها وجني المال من ذلك، لكن أثناء ممارستها لفعل السرقة تعلّمت القراءة، وبدأت تكوّن علاقة حب قوية ومتينة مع الكتب، هذا بعد أن كان زملاؤها في المدرسة يسخرون منها دائماً لكونها لم تعرف القراءة والكتابة.

والمميز في هذا الفيلم بأنه يعرض الأحداث من وجهة نظر الطفلة التي تشق طريقها وسط مدينة شبعت من الموت، فتبدأ بتعلّم القراءة والكتابة احتجاجاً بطريقة ما على الحكم النازي. ويتضح هنا التناقض بين الحياة المتمثلة بالمعرفة، وإنقاذها للكتب وإقبالها على القراءة برغبة شديدة، وبين الموت المتمثل باحتراق البشر، ومحرقات الكتب على يد النظام النازي في الثلاثينات من القرن الماضي.

ولأدائها المتميز حصلت الممثلة “صوفي نيلسي”، التي قامت بدور “ليزيل”، على 3 جوائز عالمية، كانت واحدة منها لكونها أفضل ممثلة ناشئة. كما حصد الفيلم أرباحاً هائلة منذ نزوله عام 2013، وربما كان توقيت عرضه مساعداً في ذلك، إذ تم عرضه في دور السينما بالتزامن مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يقام في ألمانيا.

 


وبالعودة إلى الوراء، نذكر فيلم “هيوغو” الشهير، الذي كان الطفل “هيوغو كاربيت” أيضاً شخصيته الأساسية. فبين زوايا محطات القطار في باريس كان الطفل اليتيم ابن الـ 12 عاماً يقضي وقته بالسر يلعب بساعات المحطة ويضبط إيقاع حركة القطارات في باريس ويصلح أعطالها، كما يسرق من هنا وهناك ما يسد به جوعه.

وفي جزء من وقته أيضاً كان هيوغو يحاول إصلاح العطل الذي أصاب الرجل الآلي الذي تركه له والده قبل موته. وبذلك يعرض الفيلم بمزيج من الدراما والخيال العلمي والأحداث الواقعية، حياة الطفل الذي لم يمنعه بؤس العيش عن محاولة تشغيل الرجل الآلي الذي يؤمن الطفل بأنه يحمل له رسالة من والده، رسالة ستكشف له شيئاً من مستقبله وتجلب له الراحة، وربما تضع حداً لقدره داخل محطة القطار التي تبدو بأنها ستمتد للأبد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى